رزان

بوح الخاطر

هكذا هي دوامة الحياة تشعر في بعض محطاتها انك انتهيت وان عرباتها عاجزة عن مواصلة المسير.. تشعر ان عقارب الساعة توقفت في مدار لا يمكن ان تتخطى اسواره.. تشعر انك تعيش في الرمق الاخير..ولكن هذه الاوهام سرعان ما تنكشف امامك.. تماما كالانسان الذي يسير في الصحراء ويلهث لحدود السراب.. وعندما يصل يكتشف ان الماء الذي كان يحلم به ما هو الا سراب.نعم نكبل ذواتنا بقيود الاوهام.. ونصدق خداع انفسنا بان دوامة الحياة تتوقف لمجرد اننا فقدنا اشياء صورناها بقصر نظرتنا للحياة حدائق غناء.. وهي لا تعدو مستنقعات جوفاء لا تحمل في حدودها غير الروائح الكريهة التي حولناها مدائن للعطور.ونكتشف قبح تصورنا اكثر عندما ندخل المحطات الجديدة لعواطفنا ومشاعرنا ونعيش احلامنا الحقيقية لنضرب كفا على كف على اللحظات الجديدة لعواطفنا ومشاعرنا ونعيش احلامنا الحقيقية لنضرب كفا على كف على اللحظات التي خدعنا فيها مشاعرنا وعواطفنا وتوغلنا في وحل المستنقعات التي عرقلت استمتاعنا بالحياة.في لحظات الاعتراف مع النفس ندرك حجم المأساة التي اقترفناها بحق مشاعرنا وعواطفنا التي تلاعبنا بها دون وجه حق واسرناها في حدود وهمية لتكون ضحية لعبة كبيرة اسمها الاوهام.وتزداد مساحة الالم والندم عندما نعيش في محطة جديدة لعواطفنا.. حينها فقط نندم ونتألم واحيانا نذرف الدموع على اللحظات التي عشناها في وحل المستنقعات التي اخذت من سنين العمر قسطا ليس بالقليل.تذكرت كثيرا وانا اكتب هذه السطور ان الشيء يعرف بضده، وان الفرح لا يمكن معرفته لولا اننا مررنا وتجرعنا الحزن والالم.. تماما كمن يكتشف في نهاية المطاف الحقيقة بعد ان عاش كثيرا في محطات الوهم.الفرق لا يتضح الا بالمقارنة.. والقياس لا يتم الا بتوفر ادواته ونحن كثيرا ما نهمل المقارنة ونجهل ادوات القياس، ومن هذا المنطلق تطول اقامتنا في جزيرة الاوهام ولا نكتشف الحقائق الا بعد فوات الاوان.كم ندمنا وكم تألمنا.. وكم من الآهات تجرعناها في دوامة الحياة ونحن نغالط انفسنا وكان بامكاننا ان لا نخوض في هذا المعترك لولا اننا كنا مصرين على ذبح الحقائق والسير خلف الاوهام.ويبقى السؤال الاهم هل نستفيد من تجاربنا لتكون زادا لنا في مشوار الحياة؟ اعتقد ان المسألة نسبية من شخص لآخر.. اليس كذلك.والى اللقاء في الاسبوع القادم.