شعر ـ انطونيو ماتشادو 1875 - 1939 ترجمة- عبدالوهاب أبوزيد

الريح في يوم رائع

نادت الريح في يوم رائعروحي بعطر الياسمين.(سأمنحك عطر ياسمينيمقابل عطر ورودك كلها).(لست أملك ورودا، فكل الأزهارفي حديقتي ميتة).(حسنا إذن ، سوف آخذ البتلات الذاويةوالأوراق الصفراء ومياه النبع).غادرت الريح فانتحبت وقلت(ما الذي فعلته بالحديقة التي أؤتمنت عليها؟)هل خلد قلبي إلى النومهل خلد قلبي الى النوم؟هل كفت خلايا نحل أحلاميعن العمل، وهل جفت ناعورةعقلي، وهل فرغت .. المجارفولم يبق سوى الظل بالداخل؟كلا، إن قلبي ليس نائما.إنه متيقظ، متيقظ تماما.ليس نائما، ولا تراوده الأحلام - عيناه مفتوحتان عن آخرهمايراقب الإشارات البعيدة، ويصيخ السمعلدى حافة الصمت الشاسع.ليلة البارحة حين كنت نائماليلة البارحة حين كنت نائما،حلمت - يا للخطأ الرائع! -أن نبعا كان يتفجرفي قلبي.قلت له: عبر أي قناة سريةللماء، نأتي إلي،يا ماء الحياة الجديدةالذي لم يسبق لي أن طعمته من قبل؟ليلة البارحة حين كنت نائما،حلمت - يا للخطأ الرائع! -أن شمسا متوقدة كانت تبثالضوء داخل قلبي.كانت متوقدة لأنني شعرتبالدفء كما لو كان منبعثا من موقدوكانت شمسا لأنها كانت تشع بالضوءوتجلب الدموع إلى عيني.ليلة البارحة بينما كنت نائما،