الوكالات - الخرطوم - نيروبي

زفاف دولي ينقل السودان إلى عرس السلام

دخل السودان أمس مرحلة جديدة في تاريخه بالتوقيع الرسمي والنهائي على اتفاق سلام طال انتظاره ومن شأنه أن يطوي صفحة حرب استمرت اكثر من عقدين،ووقع ممثلو الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان اتفاقا للسلام الشامل ينهي رسميا أطول حرب أهلية في أفريقيا. ففي احتفال كبير بإستاد رياضي في كينيا المجاورة حيث جرت مفاوضات السلام منذ عام 2002، وقع زعيم متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق ونائب الرئيس السوداني علي عثمان طه على الوثيقة التي تنهي حربا استعرت منذ عام 1983 وذهبت بأرواح قرابة مليوني شخص. ووصف قرنق التوقيع بأنه "لحظة تاريخية"،وحضر عدد من رؤساء الدول التوقيع على الاتفاق كما حضره وزير الخارجية الامريكي كولين باول، ويتضمن اتفاق السلام شروط تقاسم السلطة في حكومة يتولى فيها قرنق منصب نائب رئيس الجمهورية بالاضافة إلى تقاسم ثروة النفط الكبيرة في البلاد، ويقضي الاتفاق بصياغة دستور مؤقت خلال الأسابيع الستة المقبلة وإنشاء إدارة تتمتع بحكم شبه ذاتي في جنوبي السودان بعد ثلاثة شهور. وعقب التوقيع ستبدأ فترة انتقالية مدتها ستة أشهر يسمح بعدها لسكان الجنوب بالتصويت في استفتاء حول ما إذا كانوا يرغبون في الاستقلال أم لا، وثمة آمال في أن اتفاق السلام بشأن الجنوب سيكون نموذجا في تحقيق السلام والاستقرار في إقليم دارفور غرب السودان حيث يدور صراع منذ حوالي سنتين أسفر حتى الآن عن مقتل 70 ألفا و تشريد نحو مليوني من السكان.وبدأت مراسم الاحتفال في العاصمة الكينية نيروبي بتذييل الاتفاق بتوقيعي الرئيس عمر البشير وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق المرتقب تنصيبه نائباً أول للبشير في غضون أشهر، الذي اعلن امس انه يريد دوراً يضطلع به في انهاء ازمة دارفور (غرب) محذراً من تمزق السودان اذا لم يتم احترام الاتفاق. وجرى الاحتفال وسط حضور دولي واقليمي واسع بمشاركة قرابة الألف مدعو من الشخصيات السودانية في الداخل والخارج، الى جانب العشرات من زعماء الدول العربية الافريقية فضلا عن عدد من وزراء الخارجية وعلى رأسهم الوزير الأمريكي كولن باول، الذي وصل أمس الاول. واكد باول في مؤتمر صحافي عقده في نيروبي مع قرنق وعلي عثمان طه نائب الرئيس السوداني، ان هذا الاتفاق يعد تقدما كبيرا بالنسبة الى السودان الذي يعاني الفاقة ومن ازمة كبيرة. وقال انه يعطينا قاعدة من اجل مضاعفة جهودنا للتوصل الى حل لمشكلة دارفور، متجنبا تكرار ما صرح به سابقا بأن ما يحدث فيها مشكلة ابادة.