تجربة تتسم بالرومانسية وتقتفي عذابات الإنسان
بمزيد من التفاؤل تدفع الفنانة حميدة السنان بفنانتين واعدتين في معرض ثنائي جديد اختتم أعماله أول أمس الجمعة على صالة النقل الجماعي بالقطيف بإشراف أتيليه فن.. معرض تتثاءب فيه اللوحات وتتمطى لتستقر بلونيها الأسود والأبيض للفنانة نبوية الشيخ. وبألوان هادئة وناعمة تتناغم مع الأسود والأبيض أيضاً للفنانة زهراء العطل.قد لا تعرف الساحة التشكيلية هاتين الفنانتين وهو أمر عادي، فهما يعرضان بشكل ثنائي للمرة الأولى، لكن التجربة رهينة بالإصرار المعتمد على تجارب سابقة لفنانات خضن مثل هذه التجربة.نبوية الشيخ عرفناها في معرض جماعي الصيف الماضي على صالة فؤاد سنتر.. كانت تقف إلى جانب لوحاتها وكلها أمل أن تحظى بتوجيه نقدي أكثر مما ترغب في الحصول على بعض الإشادة.. إن العمل على البعد الإنساني يعطي ريشة الفنان فرصة كبيرة ومساحة واسعة من الانطلاقة وهو ماسعت إليه نبوية رغم حداثة تجربتها.وبغض النظر عن بعض الآراء التي ترى أن المتلقي قد لا يستوعب ما تريده (نبوية الشيخ) فإن اللعب على وتر الإنسان - العذابات... يعتبر حساساً فليس المحبذ أن يعلق عليه الفنان حبائل غموضه وشطحاته إن لم تكن واعية.ويمكن ملاحظة ما تكتنفه شخصيات نبوية التي قد نقول انها أشبه بمجموعة من الحكايات التي رغبت في سردها بصرياً، وهو ما يعطي الطابع الحكائي للوحاتها شكلاً جذاباً. إلا أنها تمتلك نهايات متشابهة تعتمد على الدائرة المغلقة التي توحي بأن نهايات الإنسان واحدة ومصير واحد يكتنفه في هذه الحياة المتعبة.أما زهراء العطل فقد مسدت ألوانها بأقصى ما تستطيع من هدوء هو ما نستشفه من عدم وضع لمسات فائقة الدقة.خطوط غير متماسكة لكنها وضعت بحنان يسعى لوضع لمسة رومانسية على وجوه وثيمات اللوحات..فلوحة المرأة - السجن (المرأة - الحياة) نتعرف من خلالها على صوت طالما أبصرناه في كثير من المعارض التشكيلية.. إنها دعوة مباشرة للتعاطف مع المرأة - الفتاة.. التي لا تزال سجينة الذكورية الطاغية.. أحلام ورومانسية غير مباشرة تسطرها زهراء عبر مجموعة من اللوحات بذائقة مرهفة..وتظل الفنانتان بحاجة إلى وقت وممارسة لكي تقفا على المحك.. فطريق الفن ليس مفروشاً بالورود..