الدمام-عوضة الزهراني

الحداثة تطغى على ' تشاكيل' القطيف

جراءة غير معهودة انتهجها المعرض السنوي السابع لجماعة الفن التشكيلي بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف الذي أفتتحه نيابة عن محافظ القطيف فهد السكران الأستاذ/ خالد الصفيان نائب المحافظ مساء الأربعاء الماضي في مقر مركز الخدمة الاجتماعية وقد كان في استقباله مدير المركز والمشرفون والمشاركون في المعرض حيث تجول الضيف في أرجائه وفي ختام زيارته أدلى الصفيان لليوم الثقافي بحديث خاص شكر فيه المركز وبين الدور الذي يلعبه المركز داخل المحافظة وتوفيره المساحات الكافية للمبدعين وأعمالهم للظهور وهذا هو منهج الدولة في تشجيع مسيرة الإبداع والمبدعين.وعبر الصفيان عن ابتهاجه بمشاركات من خارج القطيف كالأحساء والخبر والتي أثرت المعرض وأضافت له أبعادا أخرى وأشار إلى المستوى الرائع الذي ظهر فيه المعرض والتجارب المتطورة عن الأعوام السابقة والتي دلت على مواكبة فناني المنطقة الفن التشكيلي العالمي ولكن ببصمة محلية واضحة من خلال التراث والألوان وانعكاساتها والاغراق في المحلية ولكن بطرق حديثة. حضر افتتاح المعرض الذي حمل اسم ( تشاكيل) العديد من المهتمين بالحركة التشكيلية في المنطقة والمملكة كان من أبرزهم سعد بن علي المسعري وعبد الرحمن السليمان وتوفيق عبد الله الحميدي وظهر المعرض الذي ضم أكثر من (43) لوحة لعشرين فناناً وفنانة متأثراً بالحداثة الفنية والسمات المشتركة في الفضاءات واستخدام اللون والتأثر بالبيئة كما أن المعرض حدد مستوى المشاركة للخروج بنقلة نوعية ورأى المسعري أن المعرض ضم أعمالا رائعة تكاملت مع طريقة العرض وعد ما شاهده نقلة لكل فنان وفنانة بحكم معرفته السابقة بخبرتهم الفنية وأضاف أن هناك تكاملا بين العارضين مع وجود تقارب في أساليب وتقنية اللون وطريقة الأداء والتنفيذ ويظهر قاسم مشترك ربط بعض الأعمال على سبيل المثال حجم الأعمال والمساحات الكبيرة والتعامل مع اللون ونضجه ويعد هذا نجاحاً يجير للجميع حتى مع وجود أعمال صغيرة تشكل عبارة واحدة عادلت الكفة ودخلت في نفس السياق أما الفنان التشكيلي على الهويدي فقال: بشكل عام أن وجود المعرض يعني التواصل وهو يعد للفنان مكسبا وللمبتدئ بشكل خاص مع وجود مجموعة من المدارس وتبادل الخبرات وهذا المعرض غلبت عليه الحداثة والتي أتمنى أنها بنيت على أسس من خلال الممارسة الأكثر لأن الفن الحديث هو تلخيص للواقع وهذه الخلاصة لابد أن تكون على مستوى أكثر جدية لأن اللوحة أصبحت بصرية ذات قيمة لونية بعيدة عن المضمون.وهناك تباين في المعرض نتيجة الخبرات المشاركة فالبعض ذو باع طويل أمثال على الصفار وزمان جاسم والبعض يعد في مرحلة البداية وعلى هامش المعرض عقدت جلسة تحاور حول ما قدمه المعرض واضافاته الفنية ظهر فيها كثير من الجدلية والسطحية والارتجالية لعدم الإعداد المسبق كما حاول البعض فيها إظهار قدراته الخاصة التي تعرت من خلال المناقشات وكادت الأمور تخرج عن السيطرة لولا وجود المسعري والسلمان والصفار حيث علق السلمان أن المعرض نقله نوعية دفعت الجميع للكلام وبارك نجاح المعرض وأضاف بأن المعرض حقق أسلوب معالجة العوائق من خلال واجهة العرض والإنارة وتوزيع المستويات بالإضافة إلي الجراءة التي تعد تحفيزاً دون خيارات بديلة وذهب المسعري إلي أن تحديد مستوى العرض منعطف تاريخي وشدد على أهمية تحديد المواقف والاتجاهات والابتعاد عن التقليد الأعمى من خلال صدق الرسام وأوضح أن الهدف والمرجعية تكون من خلال الدراسة والمتابعة للأعمال للوصول إلى تاصيل اسلوب التأثر. أما الصفار فقد أشار إلى الصراعات والاسقاطات النفسية لدى الفنان التشكيلي والتي تذهب به إلى آفاق لا حدود لها. أما زمان جاسم فقال: انها بحث عن الذات وعمليات التأثير سيطرة على المتلقى. وذهب المصلى إلى إشكالية استخدام الألوان الزاهية والمبهجة في تفاعلها مع الفراغ بطبقاته الثلاث وهذه النقلة إبراز لطفل المصلى وجراءة أخذت كثيرا من الاستمتاع. وشدد فاضل أبو شومى على الحداثة والتجريد وعدم الوقوع في تقليد الغراب للحمامة فاللوحة الحداثية يتعامل الفنان معها بشكل يقنع المتلقى حتى العادي بجمالياتها ولا يكفي وجود تقليد ومساحات كبيرة ومتنوعة بدون هضم أو من أجل المشاركة وعلى الفنان الاهتمام برسم نفسه دون النظر إلى الناقد أو المتلقى أو التوق للجائزة.