فارس الهمزاني

مباشر

لأن حياتها من نوع آخر قررت أن تعشق.. كان قرارها في غاية الصعوبة في زمن تبددت فيه المشاعر والأحاسيس الصادقة.. تريد أن تكون هائمة وحالمة, تريد أن تتلذذ برائحة العاطفة وطعم الحنان, تريد أن تجسد شخصية جميل وبثينة أو قيس وليلى!لم تلق أي اهتمام لتلك الحكايات التي سردها رواد مخضرمون خاضوا تجارب الحرب في عالم العشق.. وعادوا خائبين.. نكست أعلامهم وجروا معهم فتات قلوبهم المحطمة, وجروح أجسادهم الدامية.. يعيشون بلا روح , بلا مشاعر, بلا وطن.. فقط أجساد تتحرك.. قالوا لها بعد أم جفت حلوقهم: إن سلمت قلبك لشخص ما فقد دفعت ثمن الكفن!أدارت ظهرها لتعيش حياتها.. تسللت الروح إلى جوف جسدها, تسمرت وتسمنت وتربعت في بهو قلبها.. تتلذذ بحياتها.. عتب, حب, غيرة, ألم, حنين, بكاء, خليط من أعراض العشق... تحدث الناس عن عشقها السرمدي ومتعته.. أدمنت حبه, وأصبحت أسيرة في هواه تتبعه كطفلة ممسكة بطرف عباءة والدتها.. يترقب الخبراء بصمت الاسطوانة المتكررة.فجأة وبين ثنيات العاطفة المتدفقة.. أحس بالملل والرغبة في التغيير نحو الأفضل كالعادة .. قرر أن يخرج من حياتها دون سبب.. خرج كطائر يبحث عن عش آخر.. تلقت النبأ بصدمة.. ظنت أنها نوع من دلع الخليل.. لكن الأيام أثبتت عكس ذلك .. حاولت أن ترده إلى قلبه وعباراته عن الحب الأدبي.. فشلت.. طلبت منه أن يرد لها الأمانة, أن يعيد إليها قلبها سليما كما كان.. لزم الصمت إلى أن قال: لا أريدك!تذكرت حكايات الخبراء وتجاربهم.. لم تستطع أن تنظر اليهم أو تحدثهم.. لا تريد أن تكون موضع شماتة.. دخلت المطبخ وفتحت الدرج تبحث عن مبيد حشري..!!