صحيفة اليوم

كلـمــــة اليـــوم

وهذا مشروع جديد سمته الادارة الأمريكية هذه المرة (خارطة الطريق) فعساه أن يحرك ساكنا في الأزمة القائمة المستفحلة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، فالمشروع من مسماه يرمز الى امكانية اهداء الطرفين الى طريق السلام والأمن حيث انهما لم يهتديا بعد إلى (الخارطة) التي تدلهما على السلام الحقيقي الذي تأبطه المبعوث الأمريكي (بيرنز) ليطرحه بقوة على الطرفين، على اعتباره (المشروع المنقذ) لأزمة أدخلت التشاؤم الي نفوس العرب والاسرائيليين بأن حلها غير ممكن لا في القريب العاجل ولا البعيد الآجل، فمشروع الدولة الفلسطينية المرتقبة طرح قبل (الخارطة) في عدة مشروعات سابقة، ولكنها مازالت تراوح في مكانها دون تطبيق بفعل تعنت شارون وتطرفه وركوب رأسه، فالمشروع الجديد وان حمل جدولا زمنيا لمراحل التنفيذ الا أن لغته ليست جديدة في حد ذاتها، ويبدو أن من السابق لأوانه التكهن بنجاح هذا المشروع لاعتبارات عدة أبسطها ان الحكومة الشارونية الحالية تصر على أن تصدر للفلسطينيين (شهادة حسن سيرة وسلوك) فيما يتعلق بالمسألة الأمنية تحديدا، أي أنها الجهة المعنية التي تقرر الفترة الزمنية المطلوبة للاذعان للاحتلال وما فيه من قتل وترويع وحصار وتجويع واعتقال رغم علمها بأن جوهر الصراع انما يكمن في شعب يطالب باستعادة حقوقه من مغتصب، فهو يقاوم احتلالا، ولا يتصرف بطرق تمت الى الارهاب بصلة كما يروج لذلك شارون حيث مازال يعامل الفلسطينيين على اعتبار أنهم متمردون وارهابيون ومنشقون، وهو أمر قد لا يمهد لنجاح مشروع (الخارطة) الجديد.. فإسرائيل تتصرف (بسيادة) مطلقة ليس داخل اقليمها الذي سبق عدوانها الأخير على الأراضي العربية بل على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها بعد ذلك، وهنا مكمن الخطر على مشروع (الخارطة) لاسيما أنه مقرون مثل بقية المشروعات الأمريكية السابقة بعجز واضح عن إلزام اسرائيل بأية ضمانات أو تعهدات لانفاذ قرارات مجلس الأمن أو انفاذ أية بنود لمشروعات ومبادرات حالية أو مقبلة، وهذا وضع يضع حل الصراع العربي الاسرائيلي برمته في مهب الريح.