ملتزمون بوحدة العراق ونسعى لإقامة حكومة فيدرالية
نفى د. برهم احمد صالح رئيس مجلس وزراء كردستان العراق وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني نية اكراد العراق اقامة دولة مستقلة في شمال العراق في حالة اطالة الرئيس صدام حسين.وشدد صالح في حديث لصحيفة لـ(اليوم) في ختام زيارته لدمشق على التزام الاكراد بوحدة العراق ارضا وشعبا وسعيهم لاقامة حكومة فيدرالية ديمقراطية ضمن العراق.وفيما يلي نص الحديث:@ بعد تشكيل برلمان موحد في كردستان العراق.. تعملون الآن على تشكيل حكومة ايضا.. هل هذه الخطوات تعود الى انشاء دولة؟ـ نحن نرى مستقبلنا في العراق.. ان لشعب كردستان الحق الطبيعي في تقرير مصيرة بنفسه اسوة بشعوب العالم ولكننا في القيادة الكردية نعي الظروف الموضوعية المحيطة بشعبنا بأن مستقبلنا يكمن في العراق ويجب علينا ان نعمل معا لحل مشاكل العراق بعيدا عن العنف في تشكيل بنظام حكم فيدرالي يكفل لكل العراقيين العرب والكرد والآشوريين والتركمان وغيرهم الحقوق السياسية ويوفر للكرد الضمانات الاساسية الدستورية التي تؤكد على عدم تكرار مأسي القصف الكيماوي وعمليات التطهير العرقي والابادة التي تعرضنا اليها على يد الحكومة العراقية.. نرى مستقبلنا في العراق ونرى أنفسنا متصدرين عملية التحول الديمقراطي والمطالبة بالوحدة الوطنية في العراق.فتور مع إيران@ شهدت علاقاتكم مع ايران في الآونة الاخيرة بعض الفتور في الوقت الذي شهدت فيه قفزة مهمة مع انقرة ما الاسباب؟ـ ايران جارة مهمة للعراق وعلاقتنا معها مستقرة ونحن نتعامل دوما من منطلق مراعاة المصالح المشتركة والاهتمام بصداقة الجمهورية الاسلامية الايرانية.اما علاقتنا مع أنقرة فهي مستقرة ونعمل على تحسينها وهناك مخاوف وسياسات تركية معروفة ونعمل على توضيح الواقع في كردستان العراق وعلى العموم فقد تحسنت هذه العلاقة خلال السنوات الماضية ونأمل ان تنمو وتتوسع وان لجيران العراق مصلحة مهمة في استقرار البلد واستتباب الامن والاستقرار فيه.وهذه مصلحة مشتركة بين ايران وتركيا وجيران العراق الآخرين مع الشعب العراقي الذي يعاني الامرين من سياسات الاضطهاد والاستبداد كما يعاني الكثير من النهج غير العقلاني للنظام الحاكم في بغداد.. هذا النهج الذي اضر بالمنطقة وامنها ايضا.تصريحات غير مبررة@ ما موقفكم من تصريحات رئيس البرلمان التركي, وقائد الاركان حول ضم بعض المناطق العراقية الى تركيا(اريل.. كركوك)..؟ـ هذه التصريحات غير مبررة وغير متوافقة مع التأكيدات المستمرة التي سمعناها من القنوات الرسمية التركية الداعية الى احترام وحدة العراق, وستكون هناك مفارقة كبيرة ان تدخل الجيش التركي وقام بضم اراض عراقية الى الدولة التركية. وانا استبعد هذا الاحتمال ربما كانت بعض هذه التصريحات مرتبطة بالوضع الداخلي والصراع السياسي وهم على مشارف الانتخابات التركية.تقارب@ما مستقبل خطوات التقارب مع الحزب الوطني الديمقراطي (الملا مسعود البرزاني)؟ـ عملية السلام تسير الى الامام وعقدة البرلمان الكردستاني تم حلها وكانت خطوة مهمة اجتماع الدورة الانتقالية للمجلس الوطني الكردستاني نأمل ان تتبع هذه الخطوة خطوات توحيد الادارتين الكرديتين للمناطق والخلافات تستوجب عملا جديا من قبل زعماء الحزبين لتطبيق كل بنود واتفاقيات السلام المقصودة ببناء تطبيع الاوضاع باتجاه عقد انتخابات اشتراعية يتمكن فيها مواطنو كردستان العراق من ابداء رأيهم بديمقراطية وحرية كما ان الوضع الحالي المحيط بالعراق يستوجب اكثر مما مضى توحيد الصف الكردي.حكومة موحدة@ وهل هذا التقارب سيتوج بتشكيل حكومة موحدة وكيف سيتم توزيع الحقائب؟ـ هذا الامر ضروري وفي تقديري تستوجبه الظروف الادارية والسياسية في كردستان والارادة متوافرة لدى الطرفين وان شاء الله نتمكن من تجاوز كل العقبات, فتوحيد الادارة سيؤدي الى تعزيز مؤسسات حكم القانون والحكم الديمقراطي اما توزيع الحقائب فهذا الامر متروك للادارتين ونأمل ان نتوجه نحو التطبع الكامل والوحدة الكاملة.@ اقتصرت في حديثك على المواطن الكردي في كردستان ما مصير المواطنين الاخرين غير الاكراد؟ـ العراق بلد متعدد القوميات والطامة الكبرى في العراق هي النظام المركزي واساس حكم الاقلية ونفي حقوق المواطنين الاخرين ونفي خصوصيات القومية والمذهبية في هذا البلد.. في كردستان لدينا نظام تعددي محترم ونقر بالحقوق الثقافية والسياسية للقوميات المتعايشة معنا في هذا الاقليم ونسعى الى تعزيز نموذج التسامح والتعايش القائم ونأمل ان تكون لدينا حكومة واسعة التمثيل تضم العرب والكرد والتركمان والآشوريين.الجماعات الإسلامية@ لماذا تدهورت علاقتكم مع الجماعات الاسلامية ولماذا استهدفتم شخصيا بمحاولة اغتيال من قبل اعضائها؟ـ في كردستان هناك جماعات اسلامية اصيلة موجودة على الساحة الكردستانية وتمثل جزءا من الطيف السياسي والمجتمع الكردستاني مجتمع مسلم من الطبيعي ان يتأثر بتيار الاسلام السياسي وبعض الاحزاب يلتزم القانون ويتعايش ضمن حدوده ولها كل الحرية في العمل السياسي ولها مساهمة جيدة في الحياة السياسية.اما الجماعات التي تدعي الاسلام زورا وبهتانا وتستخدم الدين لتبرير جرائم بشعة بحق المواطنين الابرياء فهذه الجماعات الارهابية خصوصا جماعة (الملا بيكار) مرتبطة بجهات أجنبية وهي تمثل خطرا امنيا لا سياسيا وليس لها اي امتداد لدى الجماهير وما قامت به من مذابح في (شير بحماه) وغيرها اودت بحياة المواطنين الابرياء ومحاولات الاغتيال الهدف منها زعزعة الاستقرار في كردستان وهؤلاء لا ينتمون الى الاسلام من قريب او بعيد.@ ما موقف دول الجوار من طرح موضوع الفيدرالية في العراق؟ـ دول الجوار متفهمة الى حد ما اننا ملتزمون بالوحدة ضمن عراق فيدرالي يكفل للعراقيين نظاما مستقرا مسالما يكون في امن مع شعبه ومع جيرانه.جماعة الـ6@ موقف اتحادكم من اجتماعات جماعة الـ(6) الذي كان مقررا اواخر الشهر الجاري في بروكسل وهل هناك خلافات داخل هذه الجماعة؟ـ نحن عضو بهذه الجماعة وكذلك باللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة.. هناك موعد مقترح ولكن لا اعلم أنه يتم الالتزام به وعملية التحضير مستمرة ويوجد توافق رئيسي حول ضرورة عقد المؤتمر واعادة ترتيب البيت العراقي.. هناك بعض الاختلافات ولكن اؤكد انها ثانوية مقارنة بحجم المسؤولية التي تتحملها هذه الاطراف.@ ما الموقف الكردي اذا ما ضربت الولايات المتحدة العراق؟ـ نأمل ان لا تتم هذه الضربة وان يتجنب شعب العراق الويلات والدمار ونحن في حوارنا مع الامريكان, اكدنا على اننا عراقيون ونأمل لوطننا السلام وضرورة اعطاء العراقيين الحرية وتغليب الخيار الوطني العراقي على اي خيار آخر.. نحن نعمل للحصول على الدعم الدولي النزيه لنضال شعبنا ومن اجل التحرر وهذا حق لنا.@ وهل تقبلون تنصيب (توم فرانكس) على رأس القيادة في بغداد كما يشاع؟ـ يجب ان تكون لشعب العراق الحرية الكاملة المطلقة لاختيار نوع الحكم الذي يرتضيه وهذه مسألة ثانية في منهجنا السياسي ولا يمكن ان نساوم عليها وادارة العراق ستتم من قبل العراقيين وحكومة منتخبة ان شاء الله تمثل التكوينات الاساسية للشعب العراقي.الموقف السوري@ ماذا عن نتائج زيارتكم الى سورية؟ـ اعتقد انها زيارة موفقة ولقد تحاورنا مع المسؤولين السوريين حول مستجدات الوضع في العراق الوضع في كردستان وارى ان الاخوة في سورية ادرى من غيرهم بمشاكل العراق وتداعيات الوضع العراقي وان سورية كانت دوما ملاذا للمعارضة العراقية الاصيلة وستعمل جاهدة من اجل تجنيب العراق الويلات والمآسي وستعمل من اجل انهاء معاناة الشعب العراقي.@كيف سيكون العراق بعد صدام؟ـ آن الاوان ان يتبوأ العراق مكانه الطبيعي بين شعوب المنطقة, وآن للعراقيين ان يرتاحوا ويتمتعوا بحقوقهم المدنية والسياسية وان تكون لهم حكومة آمنة امينة مستقرة مسالمة لا حكومة لها عداء مطلق مع شعبها.. وفي تقديري ان المستقبل العراقي مستقبل مشرق.