اعترافات زوجية
دائما ما نشهد في بداية موسم الصيف سفر الكثير من الازواج والشباب الى خارج الوطن سواء الى دولة قريبة او بعيدة لغرض السياحة وراحة البال لايام معدودة قد تصل الى اسابيع محدودة واحيانا تكون برفقة الزوجات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا وفي هذا الموسم بالذات؟هل يسلم الازواج من آفة الخمر والمخدرات والنساء رغم حملات التوعية والارشاد والتهيؤ الذهني قبل السفر، ام ان الحال يظل على ماهو عليه؟قد يعتقد البعض ان الرجال اكثر تعرضا للآفات الثلاث السابق ذكرها عندما يكون وحده من غير رفيق يراقب تحركاته ويرصد هفواته وبالتالي تكون نسبة انجرافه نحوهن ضعيفة ان لم تكن معدومة وايا كان مدى صحة توجه افراد هذا الرأي الا اننا نعتقد ان آفة الخمر وهي اولى المحرمات التي دائما مايتم التساهل والتعاطي معها تستشري في الجسم البشري فتمتلك فؤاده وبالتالي تكون نسبة المراقبة العينية وان كانت لصيقة غير مؤثرة بدرجة كافية.وهنا نطرح سؤالا آخر في هذا المحور يتمثل في سبب انجراف بعض الازواج الى شرب الخمور عندما يكونون خارج الوطن وفي احضان النوادي الليلية، اهي رغبة في نسيان الذات والهموم والمشاكل واعمال عام كامل، ام انه تقليد الآخرين واثبات للوجود امام الاقران بخاصة عندما يكون بصحبة شباب وبالتالي تتحول الى عادة متأصلة في النفس لتمتد الى امور اخرى كالنساء ومن ثم الى الهيروين فالحشيش وهكذا دواليك سلسلة ليس لها حدود الى ان ينتهي الجسد وكذلك المال والصحة.ان مما يؤسف له حقيقة ان ترى مجموعات من الازواج بداية يتعاطون كأس الخمرة رغم انهم يدركون مضارها عليهم بالدرجة الاولى ويستمرون في احتسائها مرة اثر الاخرى من غير ان يحسبوا لاسرهم وزوجاتهم وبناتهم واولادهم اي حساب بل قد يعتبرونهم شيئا ثانويا ولعل البعض هاهنا سيداتي وسادتي يظن ان الامر لا يستحق افراده على صفحة الرأي لانه من القضايا الاجتماعية والدينية والصحية التي اكل عليها الزمن، ولكن دعيني ارشدك الى ماسمعته: وكاد يصم اذاني من هوله وقد بلغت درجة عظيمة من الاستحياء حين سمعته الى جوار ابنتي ولعلي اورده اليك كما سمعته اتصلت فتاة على احد المشايخ في اذاعة القرآن الكريم طالبة ارشاده جزاه الله خيرا الى قضيتها والتي تتمثل في كونها بنتا لاتحب مرافقة امها الى اماكن الزيجات التي تعتقد ان فيها حرمة ولكنها تخشى ان لم تذهب في تلك الليلة مع امها ان يأتي اخوتها آخر الليل وهم في حال سكر وعربدة.فبالله عليكم اتعتقدون بمثل هذه الحالة التي لا تأمن الاخت من اخيها، ولا الأم من ابنها، ولا الزوجة من زوجها!انها والله لمشكلة عويصة يحار فيها القلب ومن قبله الفكر ويعتقد ان مشكلة كأس الخمرة التي تقدم الى الازواج والشباب في الخارج على انها شيء سهل ويثبت الرجولة وكمال الاقتدار انه يؤدي الى مثل تلك القصة التي يندى لها الجبين ويتقزز المرء كثيرا لحال وبؤس تلك الفتاة ومن قبلها الام التي ترى بأم عينيها فلذات اكبادها يهوون في مسلسل دراماتيكي لا اول له ولا آخر كيف نشعر بأحزانها وكيف نتلمس لها حلولا ناجعة لمصيبتها مع اولادها وخوفها على عذرية ابنتها؟اننا ندعو الى السياحة الداخلية وكذلك لا نمنع الناس من الخارجية ولكن يجدر ان تكون عندنا حدود لملذاتنا واهوائنا وراحة انفسنا فلا نطلق العنان الى مالا حدود بل لابد ان تكون هناك خطوط حمراء يهمنا امر عدم تجاوزها.فكم من اسر تفككت بالطلاق نتيجة الاستهتار والتغاضي في شرب الكأس الاول وكم من ابناء جنحوا الى الهاوية والى السجون والى الاصلاحيات نتيجة اهمال آبائهم وأمهاتهم وفقدان الرقيب المرشد المصلح لهم؟وكم من رب اسرة يسافر الى بلاد بعيدة وقريبة اكثر من مكوثه مع ابنائه؟اننا في الحقيقة ايها الازواج نكاد نظلم ابناءنا قبل ظلمنا لانفسنا، فبمجرد حصولهم على الاجازة بدأنا في الطيران معهم من محطة الى اخرى للحصول على الجو البديع يقينا من لهيب الصيف والرطوبة المرتفعة ولكن من يقي الابناء ويقيكم انتم كذلك من انحطاط في الشهوات لوجود الملذات يمنة يسرة؟فكم من مرة سمعنا ان من يعش كثيرا ير كثيرا، وهاهنا نسمع عن حالات خوف بنت من اخيها وحالات لقتل بنت لأبيها، وحالات قتل ابن لابيه وحالات طرد ابن لابيه وحالات طرد ابن لامه التي ربته وتعبت معه في احشائها ليلفظها بعد ذلك جثة ميتة بأشباه انفاس حية الى احضان الملجأ وكم وكم..اتعتقدون ان مثل تلك الحالات كانت قبل خمسين عاما بهذه الضراوة في مجتمعاتنا المحافظة التي كان العود والتمايل من الامور المشينة للكرامة والرجولة الى ان غدت عند البعض من الامور المستساغة ان لم تكن من الامور التي يشجعون عليها. فمن كان يتصور ان يتحول فتى يتمايل طربا ونشوة امام زملائه وبحضور فتيات من تأثير الخمرة لا يرعوي ولا يعطي لاحد بالا واهتماما.!ان الامر جد خطير ولا يمكن تصور علاج لمثل تلك المشاكل الاسرية والاخلاقية والدينية والصحية للبعض بتأثير الامر والنهي والزجر بل لابد من تلمس النتائج وطرحها عليهم لعلهم يدركون مخاطرها ومن ثم يحمدون الله عز وجل على ان سلمهم من الوقوع فيها فهي نعمة عظيمة ان تستفيد من تجارب غيرك الذي وقع في مأساة ولم تكن انت الضحية او احد من اقاربك.ان مجرد خوف البنت على عذريتها من اخوتها لهي طامة ما كنا نتوقعها ابدا ما حيينا ولكن السفر غير المنظم وغير الهادف والعشوائي هو جزء من المشكلة فالفتى عندما يخرج منطلقا ويرى مثل تلك المحرمات يهوي اليها في بلده ويحاول تعاطيها، ومن هنا فان التوعية جدا مهمة افضل من ارشادهم الى الغذاء الصحي او الياباني لان بذهاب العقل يذهب الدين والصحة والمال والشرف والكرامة وقس على ذلك كثيرا ولعل آخر الموجعات ما تم ضبطه الاسبوع الماضي من زجاجات لبيع الكولونيا المقلدة في مدينة الرياض وقد استخدمها بعض الاشخاص الى ان أتلفت امعاءهم وجعلتها تهوي بهم في المصحات ان لم يكن عند بعضهم في المقابر، وقد مات بعض منهم وكل ذلك رغبة في شرب الخمرة وقد يكون منهم ابناء صغار في السن انجرفوا وراء اقران السوء ومن هنا فانني اعود مرة اخرى الى اهمية اتقاء الخمرة حال السفر من الازواج ومن الشباب ومن قبل ذلك الدخان والشيشة لان كل الامور لو كانت خيرا وفيها مصلحة لصحتك ولعائلتك ولجسمك ولوطنك ولدينك ثق بالله العظيم انها لن تكون سهلة وفي متناول يديك فهم يروجون اوساخهم وهي ليست لهم بل لغيرهم ممن يكرهونهم عقديا وليس ظاهريا ليردوهم الى طرق الهلاك والنهاية غير السعيدة فمتى نتعظ لنحمي اسرنا وزوجاتنا وبناتنا من الخوف والشك ليعيشوا حياة كلها أمل ورجاء وتطلع وسعادة آمل ان يكون ذلك هو حلم الجميع قريبا وفي اعماق اعينهم والى لقاء آخر وانتم منعمون بالصحة والعافية.