مدير اليونسكو : الأمية هي الداء الأخطر عند العرب
دعا فيكتور بله مدير عام مكتب منظمة اليونسكو في بيروت إلى اجراء إصلاحات جذرية واعتماد استراتيجيات قابلة للتطبيق في انظمة التعليم العربية بهدف تخريج مواطن عربي مثقف يستطيع النهوض بوطنه.وأضاف في المؤتمر الأول للفكر العربي بالعاصمة المصرية القاهرة أن الأمية في الدول العربية هي الداء الأكبر حيث ارتفع عدد الأميين في العالم العربي من 31 مليونا عام 1980 إلى 56 مليونا عام 1990 مشيرا إلى أن عدد الأميين العرب حاليا يفوق 70 مليونا.وأكد التقارير أن أغلبية الأميين من الفتيات وفي المناطق النائية وهو ما يشكل عبئا ثقيلا على عملية التنمية والنهوض بالعالم العربي.. مشيرا إلى أن التحاق الأطفال بمرحلة التعليم المبكر في العالم العربي بلغت 18% فقط عام 2000، وتصل هذه النسبة إلى الصفر في بعض الدول العربية في الوقت الذي تعتبر فيه المرحلة من 3 إلى 5 سنوات هي المشكلة الخاصة والمؤثرة على مستوى التحصيل الدراسي في المستقبل.وينوه بله إلى أن نسبة التسرب من التعليم الابتدائي في الدول العربية مرتفعة جداً ونسبة الرسوب عالية للغاية على الرغم من ارتفاع نسبة الالتحاق بهذه المرحلة موضحا أن هذا يكلف الدول العربية الكثير من المال مثل السعودية التي تتكلف حوالي 12 مليار دولار سنويا نتيجة التسرب من التعليم.ووصف بله التعليم الحكومي في الدول العربية بأنه متدن جدا ويعتمد مناهج بالية وطرق التعليم تقليدية قلما تستخدم الطرق الحديثة مشيراً إلى أن الاختبارات الدولية أثبتت تدني مستوى العرب في مجال العلوم والرياضيات كما يعاني التعليم المهني عند العرب من غياب الأهداف التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل العالمية.وأكد أنه في غياب هذه المعايير يظل العالم العربي في علاقة غير متوازنة مع الغرب حيث قال أن نسبة مرحلة التعليم العالي من 18 إلى 24 عام بلغت 15 % وهي نسبة منخفضة جداً مقارنة بالدول الغربية وكما هو الحال في مجال التدريب المهني ولهذا فأن مناهج التعليم الجامعي لا تتواءم مع متطلبات سوق العمل الدولية الحديثة.واضاف أن هذه العوامل يواكبها ضعفا عاما في إدارة المؤسسات التربوية وعدم وجود سياسات فعالة لتعليم الكبار والتعليم المستمر وذوي الحاجات الخاصة والموهوبين.وطالب بله بتبني رؤية واضحة شاملة في العملية التعليمية في الدول العربية تتركز على رؤية سياسية عليا وإعطاء فرصة لكل مواطن عربي في أن يلتحق بكل مراحل التعليم بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل والمعايير الحديثة مؤكدا على أن أهم عوامل تحديث وإصلاح التعليم هي تقييم أداء المعلمين والتلاميذ.