الأتراك يتوجهون لصناديق الاقتراع اليوم وسط علاقة متوترة مع الشركاء الأوربيين
تتابع الاوساط الاوروبية بترقب وحذر شديدين عملية التصويت في الاقتراع العام والتي ستجرى اليوم الأحد في تركيا وستحدد شكل وطبيعة الحكومة التركية المقبلة.وتعتبر الانتخابات التركية على درجة كبيرة من الاهمية والحساسية للدوائر الاتحادية الاوروبية تجرى على خلفية تصاعد الجدل بين تركيا وبين نفس الدوائر الاوروبية بشأن ضم تركيا من عدمه للاتحاد الاوروبي.وترتبط أوروبا بعلاقات مزدوجة ومضطربة مع تركيا منذ اكثر من أربعين عاما.ولم يتمكن الاوروبيون من الرد حتى الان بشكل عملي واضح عما اذا كانت تركيا تنتمى الى العائلة الاوروبية او انها جغرافيا وحضاريا وثقافيا خارج مقاييس الاندماج الاوروبي الموحد.وكانت تركيا قد وقعت أول اتحاد جمركي على الاطلاق بين السوق الاوروبية المشتركة وبلد أجنبي عام 1962 ووعد الاوروبيون بضمها يوما الى الاتحاد الاوروبي. وتجد تركيا نفسها حاليا خارج المعادلة الاوروبية بعد اقرار الاتحاد الاوروبي خلال قمة بروكسل الاسبوع الماضي بضم عشر من الدول الشرقية والمتوسطية اليه دفعة واحدة اعتبارا من عام 2004 و التلويح ببدء مفاوضات مع رومانيا وبلغاريا لكن دون تحديد أي اتفاق عملي وفعلى للاتراك.ومن المقرر أن يعتمد قادة دول الاتحاد الاوروبي خلال قمة كوبنهاجن منتصف الشهر المقبل الهندسة النهائية للاتحاد الاوروبي وفق توصيات قمة بروكسل الاخيرة أي البدء في رسم الحدود الخارجية لاوروبا .ولكن قمة كوبنهاجن ستمثل في نفس الوقت محطة هامة وحيوية على طريق تحديد موقف نهائي من المسألة التركية وهو ما يعطي بعدا هاما لنتائج الانتخابات التي ستشهدها تركيا نهار اليوم الاحد.وكان الاوربيون قد منحوا تركيا مبدأ الترشح للانضمام الى أوروبا الموحدة بشكل رسمي عام 1999 خلال قمة هلسنكي لكنهم أحجموا حتى الان بشكل عملي عن مباشرة اية مفاوضات فعلية مع أنقرة.ويشترط الاوروبيون بشكل مستمر وملح على تركيا أن تطبق ما يعرف بمعايير كوبنهاجن الخاصة بالانضمام لاوروبا أي احترم جملة من المبادئ والمعايير والقيم المعتمل بها داخل أوروبا وتحديدا في التعامل مع الاقلية الكردية والغاء عقوبة الاعدام وقدمت تركيا في الآونة الاخيرة جملة من الاصلاحات التي يطالب بها الاوروبيون ولكن أي انقلاب في معادلة الحكم في أنقرة نتيجة اقتراع اليوم سيحدث تغييرا في تعامل بروكسل مع الاشكالية التركيةويعطى الموقف الاوروبي ازدواجية فعلية ومغالطة واضحة تجاه تركيا التي يطالبها الاوروبيون باحترام المسار الديمقراطي ويمنعونها في نفس الوقت من احترام اية نتائج انتخابية قد تسفر عن وصول أحزاب مناهضة لارووبا للحكم.وتعاني تركيا التي تعتبر عضوا رئيسيا في حلف شمال الاطلسي العديد من المشاكل المزمنة مع الاوروبيين بشأن علاقاتها مع اليونان وموقفها من قبرص ومعاملتها للاكراد وتوجهاتها المؤيدة للسياسة الامريكية و حازت العلاقات مع أوروبا على نصيب كبير من التركيز خلال الحملة الانتخابية التركية وتؤيد كافة الاحزاب التركية حاليا بما فيها ذات الاتجاه الاسلامي انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي لدوافع اقتصادية واضحة. ويتوقع العديد من المراقبين ألا توصد أوروبا الباب بشكل نهائي أمام تركيا في المستقبل القريب وان تتجه لاتخاذ خطوة رمزية تجاه أنقرة والتلويح بتحديد موعد لبدء مفاوضات معها في وقت لاحق لكن دون اجتياز الخطوة الحاسمة التي ينتظرها الاترك و الاقرار علنيا بانتمائهم الفعلي والنهائي لاوروبا الموحدة.