الاتحاد- الامارات

نــوع مــن الغــش

أم غازي ربة بيت قررت أن تستعين بالشغالة بعد أن تكالبت عليها متاعب الحياة، فلم يعد بمقدورها تلبية رغبات البيت والزوج والأولاد معا. وفي يوم، توجهت إلى مكتب من مكاتب توريد الخدم، معروف جدا في أبوظبي، وطلبت خادمة من إحدى الدول الآسيوية بشرط ألا يكون قد سبق لها العمل في أية دولة عربية، وألا يقل عمرها عن30 عاما.كانت كل طلباتها متوفرة طبقا لما ذكره أصحاب المكتبفف وجاءت الخادمة من بلدها، ولكن أم غازي لاحظت أنها صغيرة السن، وعند التدقيق في جواز سفرها اكتشفت أن عمرها 22 عاما فقط، فلم تكن أمامها حيلة في هذا الأمر.في اليوم الأول من عملها وجدت صاحبة البيت صعوبة بالغة في محاولة إفهامها بأن تأخذ حماما دافئا و تستريح من عناء السفر، على أن تبدأ المشوار في اليوم التالي.وبدأ مشوارها بالفعل، ولكن منذ البداية لاحظت أم غازي أن الشغالة تستطيع نطق بعض الكلمات العربية نطقا صحيحا وكأنها مذيعة (بي بي سي) العربية، وعندما سألتها عن ذلك قالت لها إن تعلم بعض الكلمات العربية لمن ترغب بالعمل في الدول العربية أصبح مطلبا أساسيا من متطلبات السفر للعمل في هذه الدولفف فصدقتها ربة البيت واعتبرت هذا القرار من حسن حظها وواصلت مشوار تعليمها الطبخ.بعد أيام، وبينما أم غازي تحاول تعليمها كيفية لف ورق العنب وتنظيف الكوسا وتجهيزها للحشو وخلط البقدونس والبرغل مع لحمة الكفتة، فوجئت بأنها أشطر منها في الأداء!فف وأن بإمكان هذه الشغالة أن تفتح قسما خاصا لتعليم جميع أنواع الأكل الشامي وحتى المغربي في أكبر فنادق الدولة. فبينا كانت سرعة أم غازي في اللف ورقة عنب أو ورقتين في الدقيقة، كانت الشغالة تنطلق بسرعة التيربو، فتلف ست أو سبع ورقاتفف ليس هذا فحسب، بل لاحظت الشيء ذاته بالنسبة للكوسا ودقة المقادير في خلطة البرغل والكزبرة مع الكفتة.بعد أيام، وبينما كانت أم غازي تجلس في احدى زوايا المنزل، لاحظت أن الشغالة تتحدث مع أولادها بالعربية، وتقول لأحدهم: شو بدك (ماذا تريد؟)فف وعندما قدم الطفل طلبه، ردت الشغالة عليه بكل بجاحة: حل عني عاد!!أخذت أم غازي الشغالة إلى المكتب، واستفسرت عنها لتعلم بعد ذلك بأن لديها شهادة خبرة في العمل كشغالة وطباخة وربة منزل في الأردن لمدة أربع سنوات، أضف إلى ذلك أنها تجيد اللغة العربية بطلاقة قراءة ومحادثة وكتابةفف كما تجيد الطبخ الشامي بجميع أنواعهفف واكتشفت صاحبة البيت كم كانت مستغفلة من قبل الشغالة والمكتب الذي استوردها!