طارق العبيد

ياصايم وحد الدايم

في البداية نود ان نهنىء الجميع بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك شهر الطاعات والعبادات ونسأله تعالى ان يكون قدومه علينا وعلى امة الاسلام قدوم خير وان تتوحد فيه كلمة المسلمين قاطبة وان يجعلنا واياكم من عتقاء الشهر الفضيل اعاده الله علينا وعلى امة الاسلام بالخير واليمن البركات. فالكويتيون بهذا الشهر الكريم لهم عادات وتقاليد طيبة قلما نجدها عند غيرنا من المسلمين وممن حولنا من البلدان وتلك العادات والتقاليد لم تفرض علينا فرضا ولم نكتسبها بالقوة وبتهديد السلاح كما هو حال غيرنا من بعض المجتمعات القريبة منا وانما اكتسبناها منذ القدم. وتوارثناها ابا عن جد حتى يومنا الحاضر فمن بعض هذه التقاليد وتلك العادات والتي نفتخر بها بل ومحسودون عليها نحن الكويتيين هي عادة التبريكات الرمضانية والتواصل الرمضاني بين فئات الشعب الواحد فتزول الطبقات وتزول الرسميات وتزول البروتوكولات المصطنعة ويتقابل الجميع وجها لوجه دون اية مواعيد مسبقة ودون اي استئذان في الدخول فهذا يبارك والاخر يعانق بحرارة وذاك يقول لاخيه مبارك عليك الشهر ولا يقف هذا التواصل عند هذا الحد بين فئات الشعب بل ان الامر يتجاوز حد التصور والى عدم التصديق عند البعض من حولنا عندما يعرف ان صاحب السمو امير البلاد والشيوخ ايضا يقومون بواجب التهنئة الرمضانية حالهم كحال باقي الامة ويتواصلون مع شعبهم الذي ارتضى بهم في مقر اقامتهم ودواوينهم فلذلك انصهر الكويتيون في بوتقة المجتمع الواحد وتلاحم الاسرة الواحدة، وامر اخر يجب ان نشير اليه ويحرص عليه اهل الكويت في رمضان وهي "اللمة" العائلية اذ نادرا ما تجد الفرد الكويتي يفطر بالشهر الفضيل وحده بعيدا عن عائلته ولا يحدث ذلك الامر الا بعذر قاهر يحول بينه وبين لم شمل العائلة واللمة الحلوة التي نمتاز بها عن غيرنا. وهناك امور كثيرة وعادات طيبة اصيلة متعددة في مجتمعنا الكويتي لا يتسع المجال لذكرها هنا ومن اراد ان يراها رأي العين فعليه بالفعل ان يقوم بزيارة الكويت حتى يشاهد تطابق الاقوال مع الافعال لشعبنا الكريم الذي اجود ما يكون في رمضان ولايرد يد سائل اللهم بلغنا رمضان الذي انزل فيه القرآن مرات عديدة وسنوات مديدة واجعلنا من عتقائه ويا صايم وحد الدايم. الوطن الكويتية