كلمة اليوم
حضور سمو النائب الثاني جلسة مجلس الشورى الاعتيادية مساء اليوم وإلقاء بيانه حول المستجدات على الساحة المحلية والعربية والإسلامية والدولية، والتحاور مع أعضاء المجلس في شؤون داخلية وخارجية متعددة يدل بوضوح على اهمية ما يضطلع به هذا المجلس من ادوار حيوية، كما يدل في الوقت نفسه على اهمية العناية التي يوليها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - لهذا المجلس وترسيخه لمختلف الركائز التي وضع قواعدها الأولى مؤسس المملكة وموحدها الملك عبدالعزيز، حيث سار اشباله الميامين على نهجه الحكيم في ترسيخ مبادئ الشورى واحكامها والقيام بمهامها الرئيسة لدراسة مشروعات الدولة وابداء المرئيات حيالها، وقد ثبت بالتجربة الحية طوال المسيرة التنموية التي خاضتها المملكة باقتدار اهمية الشورى وخصوصيتها فهي تستمد نهجها من تعاليم ومبادئ الإسلام التي تتخذ منها المملكة دستورا وحيدا تحكمه في كل شؤونها وامورها، وبالتالي فان التجربة الشورية بالمملكة تميزت منذ قيامها باستقامة اهدافها ووضوح منهجها، وقد حرص المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهو يقوم بإرساء العمل الشورى بالمملكة على تفعيل معطياته لبناء الوطن بعد ان خاض ملاحم التوحيد التي تمكن بفضل الله ثم بفضلها من وضع اللبنات الأولى لقواعد نهضة المملكة وتنميتها في كل مجال وميدان، وقد حافظت التجربة الشورية على ملامحها وسماتها الأولى التي وضعت عند تأسيس المملكة وان طرأت عليها بعض التحديثات التي جعلتها تواكب روح العصر ومستجداته ومتغيراته دون ان تفقد الخطوط العريضة التي رسمت لها ودون ان تفقد ارتباطها الجذري بتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة، فقد تمكنت تلك التجربة بجدارة واستحقاق من التفاعل الايجابي المثمر مع مختلف التحديات والمتغيرات منذ انشائها حتى اليوم بما يجعل منها تجربة ثرية ورائدة تجسد بوضوح واقع الحال بالمملكة، هذا الواقع الذي ينشد الارتقاء بمقدرات الوطن ويعزز مصالح مواطنيه وتحقيق رخائهم ورفاهيتهم وعيشهم الكريم.