سجدي الروقي
في الوقت الذي كان فيه أكثر من عشرة ملايين طالب وطالبة أمريكية يتابعون بكل شغف واهتمام عبر الشاشات العملاقة والقنوات المتخصصة التي وضعت بجامعاتهم ومدارسهم ومعاهدهم عودة مكوك الفضاء ديسكفري وتابعوا هبوطه بسلام مع رواده السبعة في قاعدة ادواردز الجوية بعد أن منعت الأحوال الجوية السيئة هبوطه في فلوريدا .. تابع أكثر من نصف المجتمع الأمريكي هذه الرحلة وابعادها وعكف العلماء على دراسة مشكلة المادة الرغوية التي أدى سقوطها إلى احتراق المكوك كولومبيا وتحطمه فوق سماء تكساس، في هذا الوقت العصيب على شباب وعلماء العالم المتقدم وفي الليلة نفسها التاسع من أغسطس الجاري كان بعض شبابنا يتابعون وباهتمام عملية التصويت ومن سيخرج من "الوادي" نور أم فرح وبقدر فرحي بخروج نور إلا أنني احسست وأنا أتابع عملية التصويت بشيء من الخذلان ونوع من الانكسار والخجل من اجدادي الذين كانوا الرواد في مختلف العلوم الطبية والعلمية ولا داعي لسرد ما وصلوا إليه.. حتى برنامج "الوادي" أو برنامج تلفزيون الواقع الذي يعرض على التلفزة اللبنانية والذي اشغلنا وكان حديث المجالس لأكثر من عشرة أيام ـ مع الأسف ـ أيضا لم يكن من اختراعنا وكان نسخة من البرنامج الأوروبي (The Farm) ويضم البرنامج ـ لمن لا يعرف ـ أربعة عشر مشتركاً من تسع دول وثلاث بقرات وحمارا وتيسا واحدا، ويمثلنا وسط هذه الزريبة ابننا (البار) تركي اليوسف ـ بقصد الشهرة التي لم يحققها ـ وجميع هؤلاء يعيشون في مزرعة حياة بدائية بعيدة عن الرفاهية وتدير هذه الكوكبة بكل اقتدار الفنانة والعارضة "هيفاء وهبي" ولأنها طعم السنارة الذي يتصيد "السذج" فكان لابد وأن تحظى بمميزات أخرى. فهي الوحيدة التي حظيت بغرفة نوم وحمام سونا خاص وهي الوحيدة المعفاة من تنظيف روث البقر والحمار "اعزكم الله" وفوق هذا وذاك فهي المتفردة على اعلانات البرنامج خلاف استحقاقها مبلغ سبعة ملايين دولار. وتستاهل "هيوفه" التي استطاعت أن تسحب البساط من تحت أقدام "الحياء والفضيلة" وتحية لشباب دولة الإمارات الشقيقة الذين سجلوا نسبة متدنية من الاتصالات والتصويت. ولا تحية لمن اشغلوا أنفسهم بعلوم الفضاء والكواكب الأخرى ولم يستغلوا آلاف "الهيفوات" التي تعج بها شوارع نيويورك وتكساس. وشكراً لكل معلن ساهم بشكل أو بآخر في برامج "الواقع المر" وعلى هيفاء السلام. sajdi _sms@hotmail.com