صحيفة اليوم

نهار جديد

الأخ سمير من إحدى الدول العربية الشقيقة كانت فرحته لا توصف كما يقول لمجرد انه حصل على عقد عمل في المملكة وبالذات في الدمام بجوار شقيقته المتزوجة والمقيمة مع زوجها يقول الأخ سمير ذهلت حينما علمت أم مرتبي (2000 ريال) وقمت على الفور بترجمة المبلغ إلى عملة بلدي, فهو يعادل عشرين ضعفا. هذا الراتب لشخص مبتدئ يعتبر خياليا وكنت فرحان للغاية لأنني خاطب حديثا وكان موضوع الزواج والسكن والسيارة أكبر هم أعاني منه ولكن هذه الهموم ذهبت بعد ما وصلت إلى المملكة وبدأت العمل مسئولا عن إحدى الورش التي يمتلك صاحبها أيضا مطعما قريبا من الورشة يعني أن سمير سيضمن ثلاث وجبات يوميا دون دفع أي مبلغ من الألفي ريال أما بالنسبة للملابس فيقول عندي ما يكفيني لسنتين وليس لي حاجة لشراء أي نوع من الملابس وبدأ سمير يخطط ويبني آمالا كبيرة عن عش الزوجية والسيارة لأنه سيحول المرتب بالكامل ويقوم يوميا بالدخول إلى مكتب الإدارة بالورشة ويقوم بالاتصال بخطيبته زوجة المستقبل ويخططان سويا تحف بهما الفرحة من كل جانب وكان صاحب الورشة أو الكفيل غائبا خارج المملكة في تلك الأيام وبعد عودته بأيام فوجئ بوصول فاتورة الهاتف وذهل كثيرا مما رأى حيث مبلغ الفاتورة خيالي حينها استدعى الكفيل مكفوله سمير وسأله هل تقوم بالاتصال ببلدك فأجاب سمير نعم كل ليلة ولمدة ثلاثة وعشرين يوما حيث أن الرقم المطلوب واحد لم يتغير إطلاقا وهو رقم هاتف الخطيبة لذا فقد أبلغ الكفيل سمير بأنه سيعمل لديه لمدة أربعة أشهر بدون مرتب. فسأله ولماذا فقال له لأنك مطالب بمبلغ وقدره ثمانية آلاف ريال لقاء مكالماتك الدولية والتي تستمر بعضها إلى الساعة وأكثر أي أن المبلغ المراد دفعه يعادل (4 أشهر) من العمل بدون مقابل. صعق سمير من شدة المفاجأة وطلب من كفيله إضافة مكالمة أخيرة على الفاتورة ليخبر خطيبته أن الآمال والطموحات التي بنوها ستؤجل أربعة أشهر.نقطة أخيرة:لا تزعل علينا يا سمير أزعل على شركة الاتصالات@@عبد الرحمن بن عبد المحسن الملحم