لا تعاتب.. وأسر 'السياسب' أكثر مما ذكرت
عزيزي رئيس التحريرالكاتب عبدالله بن احمد الشباط سار بنا في سياحة تاريخية عبر ذكريات حارته القديمة المسماة (السياسب) كان ذلك في مقاليه المنشورين في صفحة الراي الاول يوم الاربعاء الموافق 9 رمضان 1426هـ والثاني يوم الاربعاء الموافق 7 شوال 1426هـ ولي بعد قراءتهما بعض الوقفات والاضافات التي احسب ان الكاتب الشباط على علم ودراية بها ولكن طبيعة المقالين اللذين جاءا بعد جولته القريبة في بعض شوارع حارته وازقتها وجعلت سوائح الذكريات تتداعى في ذهنه لم تمكنه من التفصيل رغم انه فصل ذلك وبتوسع في كتابيه (صفحات من تاريخ الاحساء واحاديث بلدتي القديمة).وأبدأ بالوقفة الاولىاوضح ابتداء للقارىء الكريم ان الشباط يتحدث عن ذكريات حارته القديمة (السياسب) وهي احد الاحياء القديمة في مدينة المبرز المدينة الثانية في محافظة الاحساء بعد مدينة الهفوف وتبعد عنها من جهة الشمال بنحو ثلاثة اميال تقريبا وهذا الحي ويسمى قديما (فريق) السياسب الذي تحدث عنه الشباط يقع في الجزء الشمالي الغربي من المبرز وهو واحد من ستة احياء كانت داخل السور الذي يحيط بالمبرز والاحياء الباقية هي: العيوني، العتبان، المقابل، الشعبة (بسكون الشين وفتح العين) القديمات وكان الفريق السياسب قديما ثلاث بوابات وتسمى (دراويز) يحرسها ويتولى اغلاق كل واحدة وفتحها اثنان ومن هؤلاء ابن يعقوب، والخوفي والحريول وغيرهم والبوابة الاولى وتسمى دروازة الحزم والثانية دروازة نجم والثالثة دروازة الحارة وتسمى ايضا بالعتبان، ويحد حي السياسب من جهة الشمال فريق العتبان وان كان البعض يضم هذا الفريق او ا لحي ويحسبه ضمن فريق السياسب، ومن الجنوب دروازة نجم ووراءها مزارع النخيل المسماة مرجان والزواوي ومن المشرق الشارع الممتد من دروازة المقصب الى دروازة الحارة ويأتي وراء الشارع من جهة الشرق فريقا العيوني والشعبة، ومن الغرب دروازة الحزم وتطل على مكان يسمى الحزم يستقر فيه عدد من اهل البادية وفي الجزء الذي يقع وراء هذه البوابة كانت هناك عدة مزارع منها مزرعة المغلوث ومزارع العازمية والرفيعة والجدوعية وتختلف وتتميز هذه الثلاث الاخيرة بزراعة الخضروات والبر (القمح) ويقع في الجزء الشمالي الغربي لفريق السياسب قصر صاهود الأثري، وكما ذكر الشباط في كتابه صفحات من تاريخ الاحساء (ان هذا الحي يتكون من 300 بيت وشيخ الحي وعمدته من آل سعدون) قلت وهذا الى وقتنا الحاضر تتوارثها هذه الأسرة الكريمة أبا عن جد.الوقفة الثانيةيتكون حي او فريق السياسب من عدة حارات داخلة يعرفها اهل الفريق ويحددون مواقعها وهي: الشوادن، العذيب، الشطيب (القهيوة) البدع، حزم مرجان، الرابية، الظهيرة، الجبلة، الرملة، السنيدي، الشوادن، براحة جبر، براحة السعدون، براحة الخرايب، براحة السند (بفتح السين) دكة المطران، دكة العتبان، الهدام، أما عن الدكاكين فبالإضافة إلى التي ذكرها الأستاذ الشباط في مقاله الثاني كان هناك دكان ابراهيم الزيد ودكان المشعان، وفي موقع آخر كانت هناك دكاكين تجار وباعة التمر وهم (إن سويلم، السيد هاشم وأخوه صالح أبناء عبدالرحمن الهاشم، جري وتركي وحمود الجري، عبدالرحمن الحماد، ابن هديب، داوود بن عبدالله المغلوث، عبدالعزيز بن عبدالله المغلوث، مهنا العباد وغيرهم وكان من يستقبل التمور ويبيعها في ذلك السوق رجل يدعى غافل الغافل.الوقفة الثالثةيتحدث الشباط في مقاله الثاني عن احد المساجد في ذلك الحي فيقول:(ثم انحرفت عنه متجها إلى الغرب حيث وقفت أمام مسجد - سعدون- وكنت تركته بين الطين وجذوع النخل فها هو يزهو بعمارته الجديدة وفرشه الجميل) وتحدث كذلك في موقع آخر عن مسجد الخطيب، وهذا دعاني للبحث عن اسماء المساجد في ذلك الحي فخرجت بالأسماء التالية: مسجد براك، السنيدي، منيرة، بن دويس (بن ثاني) سعدون، حطاب المويلح، نجم، الخطيب، الهرفيل، الرملة، البن زيد، طاهر، مصبح.الوقفة الرابعةذكر الشباط في مقاله الأول (ومن سكانه - أي حي السياسب - آل سعدون وآل هديب وآل عبدالقادر وآل براك وآل شباط وآل خطيب وآل جمال وآل غردقة وآل عياش وآل فارس) وإضافة غلى اسماء الاسر التي ذكرها الشباط هناك أسر كثيرة سكنت حي السياسب احصاها الكاتب عبدالعزيز بن محمد بن ربيع ونشرت في جريدتنا الغراء اليوم صفحة عزيزي رئيس التحرير بتاريخ 1424/6/12هـ حيث ذكر من الأسر ما يربو عن المائة رتبها حسب الأحرف الهجائية وهم: البراك، البريك، البكر، البن سمرة، البوحسن، البودريس، البوسبيت، البوسودة، بوشعيب، البوعياش، بوغنوم، بو مريرة، بو هيا، التركي، الجامع، الجري، الجريان، الجمال الجمعان، الحدندن، الحليبي، الحماد، الحمل، الحميد، الخضير، الخطيب، الخليفة، النحيم، الدلامي، الربيع، الربيعة، الرزيحان، الرسن، الرميح، الريحان، الزيد، السريع، السعدون، السعران، السعود، السعيد، السلطان، السليم، السند، السويعي، السويلم، الشباط، الشديد، الشريدي، الشعبان، الشقيب، الصاهود، الصرامي، الصفراء، الصقران الصفي، الصويغ، الطويرش، العباد، العبدالحي، العبدالرحيم، العبدالقادر، العبودي، العبيد، العبيدان، العسوم، العصام، العواد، العوسي، العويشير، العيد، العيسى، الغردقة، الغرير، الغوينم، الفارس، الفرحان، الفرج، الفرط، الفرعين، الفريج، القروني، القرين، اللقمان، المبارك، المثيني، المحيسن، المريسل، المساعد، المسلم، المسيان، المسيند، المسيليم،المشعان، المضحي، المضيف، المعيبد، المغلوث، المقهوي، المفرفش، المويس، النبهان، النصر، النفجان، الهاشم، الهايم، الهدباء، الهديب، الهزاع، الهواشل، الوصيفر، اليوسف.الوقفة الخامسةبالنسبة للمدارس العلمية التي كانت في حي السياسب قبل التعليم النظامي فقد ابلغني الأخ المؤرخ الأستاذ عبدالله الذرمان (أنه كانت هناك مدرستان مدرسة السعدون التي أوقفها سعدون بن سيف السعدون سنة 1274هـ وتولى نظارة أوقافها كثير من العلماء والفضلاء من آل عبدالقادر وآل الشيخ مبارك، والمدرسة الأخرى تسمى مدرسة (الحصل) وكان يدرس فيها عدد من علماء آل عبدالقادر وقد تمت إزالة هذه المدرسة بعد ان شق الطريق الممتد شرقا وغربا بمحاذاة مسجد الإمام فيصل بن تركي.اما التعليم النظامي فقد بدا عام 1355هـ بإنشاء أول مدرسة ابتدائية وسميت مدرسة المبرز الاولى وكانت في بيت ابن شهيل في فريق آل عبدالقادر وكان مديرها الاستاذ عبدالرحيم الاهدل ومن الاساتذة الذين درسوا فيها الشيخ عبدالله بن حسين آل عبدالقادر والشيخ خالد بن محمد آل عبدالقادر والشيخ محمد بن أبي بكر آل ملا (الواعظ) والأستاذ صالح شطا والشيخ محمد بن جنيدل والشيخ عبدالله بن دهام والشيخ يوسف بن راشد آل الشيخ مبارك الذي أصبح مديرا للمدرسة فيما بعد، وانتقل مكان المدرسة بعد ذلك إلى بيت ابن ناصر في (الجبلة) بجوار بيت الغردقة وبيت الخطيب ومكان المدرسة هذا هو الذي درس فيه الأستاذ عبدالله الشباط كما أخبرني بذلك احد زملائه ثم انتقلت المدرسة الى بيت ابن سويلم في (السنيدي) ثم الى مكان يسمى (الجلعة) او (القلعة) ثم انتقلت اخيرا الى حي الشعبة الجديدة وقد بدا يدرس في المدرسة في موقعيها الاخيرين عدد من الطلاب الذين تخرجوا من الصف السادس الابتدائي ومنهم الاستاذان ومحمد المقبل وسلطان القهيدان.اما مدرسة المبرز الثانية فكانت ايضا في حي السياسب حيث تأسست عام 1374هـ وكان موقعها في بيت المغلوث ثم انتقلت الى مبناها الحكومي الذي بنته وزارة المعارف جنوبي قصر صاهود ليتغير اسمها الى مدرسة عبدالرحمن الغافقي الابتدائية وكان ذلك عام 1379ه، وقد تولى ادارة هذه المدرسة سبعة مديرين هم الأساتذة: عبدالله الزين، ابراهيم القو، عبدالله الحماد، عبدالمحسن المديرس، علي الحمادي، عبدالله العرفج، سالم البخيت ومن المعلمين الذين درسوا فيها الأساتذة: خليفة الحميد، احمد السليم، عبدالله الخطيب، سعد الهايم، عيسى البوحماد، عبدالعزيز السليم، سعدون بن سيف السعدون (رحمه الله) عبدالله الحميد، خليل الحيدر، وليد توفيق (فلسطيني) موسى مطيرة (فلسطيني) وغيرهم.الوقفة السادسةوعندما تحدث الاستاذ الشباط عن بيتهم القديم الكائن في حي السياسب مقابل مسجد سعدون من جهة الجنوب قلت: كان ذلك البيت هو الذي زارهم فيه الملك فيصل - رحمه الله- عندما زار مدينة المبرز وتنقل - رحمه الله- ماشيا الى زيارة عدد من الأسر في مدينة المبرز واستقبلوه حينذاك بكل حفاوة وتكريم.الوقفة السابعةيعتب الشباط على مجموعة من كبار السن صادفهم في جولته في مكان يسمى (الجبلة) وعندما سلم عليهم لم يعرفوه قلت: وكيف يعرفك أمثال هؤلاء المسنين الذين لو سألت أحدهم عن أسماء أحفاده لجهل بعضهم ثم أنك يا أستاذ عبدالله قد تركت الأحساء منذ ما يربو عن الأربعين عاما لتستقر في مدينة الخبر وتلك مدة كافية لعدم معرفتهم إياك رغم أن مثلك لا ينسى أيها الأديب ولك خالص التقدير وصادق الود من أخيك الصغير.وليد بن سليم بن محمد السليم - الأحساء