الحامد: التعدد مباح وخطأ بعض الأزواج وارد
اطلعت على مقالة الاخت خديجة (عانس من الدمام) المنشورة في (عزيزي رئيس التحرير) بـجريدتنا الغراء (اليوم) ونسال الله ان يرزقها وجميع المسلمين والمسلمات الازواج الصالحين, وفي الوقت نفسه ارجو منها ومن القراء الكرام تقبل هذا التوجيه الشرعي. ان ما ذكرته الاخت خديجة باستحالة العدالة في النفقة والمعاملة هو فهم خطأ للشريعة وللقرآن الذي اباح التعدد فان المعدل المذكور في الاية الاولى وهي قوله تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) (الاية) هو عدل مقدور عليه من ناحية النفقة والمبيت. اما الاية الثانية وهي قوله تعالى (ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم.. الاية).فمعناها ليس كما ذكرت الاخت ولكن المقصود ميل القلب كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام (اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تلمني فيما تملك ولا املك) ومعنى الحديث ان الرسول صلى الله عليه وسلم قسم بالعدل في النفقة والمبيت ودعا الله ألا يحاسبه على ميل القلب والذي لايملكه الا الله سبحانه وتعالى.وواصلت الاخت التكلم بانه لايمكن تحقيق العدالة في النفقة والمعاملة وكان بودي انها استفتت اهل العلم قبل ان تتحدث بذلك.وبدون علماما مسألة الغيرة بين الزوجات فهذا شيء طبيعي ولكن لا يجوز ان تمنع التعدد الذي اباحه الله بحجة الغيرة لاسيما ان التعدد له فوائد كثيرة ذكرها اهل العلم منها: ما ذكره الشيخ/السيد سابق صاحب كتاب فقه السنة كما يلي:1ـ كثرة عدد الامة الاسلامية وعزتها كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام (تناكحوا تناسلوا فاني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة).2ـ تعويض النقص في الرجال بسبب الحروب والجهاد وغيره لرعاية الارامل الذين فقدوا ازواجهم.3ـ الزيادة المطروة في الاناث اكثر من الرجال مما يستدعي التعدد لكفالة العوانس.4ـ استعداد الرجل للتناسل اكثر من المرأة جنسيا بسبب ان المرأة يمر عليها الحيض والنفاس والولادة والرضاع وسن اليأس مما يستدعي البديل الحلال للرجال.5ـ رغبة الزوج في عدم طلاق العقيم والمريضة فتبقى معه ويتزوج معها من ان يطلقها.6ـ وجود رغبة جنسية جامحة عند بعض الازواج, ولا اشباع لها الا بالتعدد او الحرام (انتهى كلامه رحمه الله بتصرف).وختاما احب ان اؤكد للاخت ولغيرها ان الشريعة لاتبيح الا ما فيه خير ومصلحة وان الخطأ في المتزوج بواحدة او اكثر وارد ولكنه لايمنع من الاصل سواء كان الوجوب او الاستحباب او الاباحة حسب ما فصل فيه العلماء, والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.@@ غسان حامد الحامد خطيب جامع حمزة ـ الدمام