أوراق متنأثرة العبث بالنعمة
بعد ان تتناول وجبة عشاء في احدى صالات الافراح ترى مجموعة من الاشخاص يقومون بتفريغ محتويات الصحون من الارز واللحم في مفارش السفرة ثم يلفونها ويرمونها في صناديق القمامة الخارجية في حين توجد اسر فقيرة وعمالة مسلمة في البلد يعلم الله ما تقاسيه من الفقر والعوز بحاجة ماسة الى هذه النعمة وكم يتمنون لو اتتهم ليشبعوا بها جوعهم خاصة وانها جيدة فهؤلاء ربما ناموا في تلك الليلة وهم جوعي فلم لاتوزع عليهم الكمية المراد التخلص منها بدلا من رميها بكل لا مبالاة بقيمتها وقدرتها على اشباع عدد من المحتاجين اليها وما اكثرهم؟ وبذلك يكسب المحسن اجر احسانه ويرضي خالقه ويشكر نعمته بمعرفة قيمتها وحقها عليه من خلال قيامه بهذا العمل الانساني ويتجنب سخط الله وغضبه وعقابه بزوال هذه النعمة مصداقا لقول الشاعر:==1==الا كل شيء ما خلا الله باطل==0====0==وكل نعيم لامحــــــــــــالة زائل==2==الوهممما يثير استغرابي حقا الوهم الذي تنسجه بعض الفتيات الساذجات والغريرات في تحويل المستحيل الى واقع حيث اسمع عن فتاة متعلمة تنخدع بكلام شاب فاشل وتافه حين يهاتفها للمغازلة والتسلية وتزجية وقت الفراغ ليس الا وتصدق وعوده بالزواج منها وعيش حياة عاطفية لا مثيل لها الا في الاساطير بينما جميع الدلائل على فشل زواجهما واضحة للعيان مع ان ذلك لن يتم لانه يتخذها لاشباع نزوة آنية سرعان ما تفتر ثم يشيح عنها النظر كما فعل بغيرها متجها الى اخرى لكونها اجمل منها أو لا تصافها بصفة ليست فيها الى غير ذلك اقول لو افترضنا انه صدق في وعده وتم الزواج فان مصير هذا الزواج الفشل لا محالة وذلك لنزق ذلك الشاب وعدم اكتمال شخصيته وفشله في حياته.الذنب المركبهناك صنف من الناس اذا ارتكب معصية من المعاصي وستر الله عليه بدلا من ان يشكر الله على ذلك ويستغفره ويتوب اليه توبة نصوحة يتعهد فيها على نفسه بعدم الرجوع الى ما بدر منه نجده يشهر بنفسه معلنا للملأ الخزي الذي ارتكبه بكل افتخار وكأنه من دواعي الشرف الذي يحمله على الفخر والاعتزاز ويروح يسرد كل تفاصيل المعصية لمستمعيه من الجهلة مثله الذين يشجعونه ويحمسونه على الاسهاب والتفصيل من خلال التحلق حوله والانصات اليه وكأنه متحدث مفوه فلو كان خطيبا او معلما او محاضرا او داعيا الى الله لما اهتموا بحديثه كاهتمامهم بحديث ذلك العاصي الذي يجاهر بمعصيته وذنبه متناسيا قدرة الله بفضحه والتشهير به اثناء ارتكاب تلك المعصية والانتقام منه وجعله عبرة لمن يعتبر.عبداللطيف الوحيمد