صحيفة اليوم

كثرة الحلف بالله تشكك في صدق المتحدث

لازلت في حيرة من أمري بسبب كثرة ما اسمع من بعض الناس، هدانا الله واياهم، من الحلف بالله في مناسبة او غير مناسبة، في الامور الجديدة او حتى الهزلية في المسائل كلها قد تسمع من يحلف سواء طلب منه ذلك او تطوعا، فقد تسمع من بعض الاشخاص من يقول: والله في كل جملة يتحدث بها كأن كل ما يأتي به من اخبار واحاديث او تقارير في كل تعامله مع الناس سواء في المنزل او الشارع او الحي او حتى في مجال عمله وفي صميم تخصصه مشكوك فيها وتوحي للسامع او المتلقي كذبا وتلفيقا وان كانت في واقع الامر صدقا.ومن وجهة نظري المتواضعة لايلجأ للحلف الا من يجد في نفسه ضعفا في عملية اقناع الآخرين او تراه مهزوزا في شخصيته غير واثق من قوله او ما هو ملزم بنقله للآخرين ويحصل عندها اعتلال في مصداقية وقائع واخبار هي في الاصل صحيحة ولا مجال لقول الكذب فيها، ولكن عرض اسم الخالق عز وجل في كل شاردة وواردة يربك المتلقين بما يضاعف جهودهم في التحقيق والبحث، اضافة الى ما يوجده من ابطاء للوصول لاية نتيجة او اصدار اي قرار قد يمس الانسانية بكل معانيها وقد يمس نواحي اقتصادية واعمالا ادارية او تجارية.. وعن كل ما اسلفت، نحن نؤمن شرعا بان اليمين يعني تحقيق الامر او توكيده وانه عقد يقوي به الحالف عزمه على الفعل او الترك.ففي القدم كان العرب يهتمون بالكلام المبدوء بالقسم فيلقون اليه السمع مصغين، لانهم يرون انه قسم المتكلم دليل على عظم الاهتمام في ما يتكلم فيه وانه ما حلف الا ليؤكد كلامه.قال صلى الله عليه وسلم (ولا تحلفوا إلا بالله ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون) رواه أبو داوود والنسائي عن أبي هريرة.فالحذر الحذر، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كثرة الحلف فقال: (الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة) رواه البخاريقال تعالى: (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم).إبراهيم بن صالح الشدي