صحيفة اليوم

عطني أذنك

وحتى لا يذهب فكر القارئ العزيز بعيدا فإني اعني بالجوالين هم أولئك اصحاب الهواتف الجوالة الذين لم يراعوا مشاعر المصلين ولا حرمة بيوت الله عندما يقطعون على مرتادي بيوت الله من أئمة المساجد والمصلين لحظات ايمانية صادقة بين العبد وربه فلا يكلفون أنفسهم بإغلاق هواتفهم تلك الدقائق الخمس أو العشر التي يكون فيها العبد بين يدي خالقه.فما ان يبدأ الإمام بالتكبير والمصلين في خشوع تام لاداء الصلاة حتى يعكر صفو ذلك الجو الروحاني صوت جوال مزعج لم يكلف صاحبه عناء اغلاقه قبل وقوفه بين يدي ربه , على الرغم من التنبيهات والدعوات التي تجدها على مداخل كل مسجد التي تدعو المصلين الى اغلاق أجهزة هواتفهم النقالة الا انه لا حياة لمن تنادي. وما يزيدني غيظا تمادي الكثيرين في ذلك فتجد جهازه النقال يتلقى اكثر من اتصال ليستمر في إزعاج المصلين بتلك النغمات الغنائية الماجنة مرة واثنتين وثلاث الى ما لا نهاية وصاحبنا غير آبه بذلك الإزعاج وتلك النظرات التي ترمقه من بعض المصلين الذين امتعضوا من تلك التصرفات. كان المصلون حتى وقت قريب وقبل بدء خدمة الجوال لدينا اكثر ما يقلق صلاتهم في الماضي الأطفال والصبية الذين يتركهم اباؤهم يسرحون ويمرحون بين المصلين وصفوفهم أما الآن فقد جاء إزعاج جديد اسمه نغمات الجوال التي يتفنن أصحابها في اختيار نغمات موسيقية وغنائية دفعوا من اجلها الكثير من المال ولا يخجلون من أن تكون على مسمع كل الأشهاد دون حياء او خجل. والحل في رأيي للقضاء على هذه المشكلة هو أن يكون كل مرتاد لبيوت الله اكثر وعيا واكثر ادراكا واكثر حرصا على إغلاق جهازه النقال قبل أن تطأ قدماه مدخل كل مسجد وتكثيف الحملات المفيدة والمؤثرة للعمل على القضاء على ذلك الخروج وتأتي عملية الوعي تلك من أهم مقومات العمل للقضاء على تلك التصرفات وسامحونا.