نهاية التاريخ والخافي اعظم!!
كان يتعين على القساوسة الامريكيين الذين تطاولوا على الاسلام.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم بفاحش ومنكر من القول وزور ان يدافعوا عن المسيح عليه السلام الذي يمتهنه اليهود في المسرح.. والكتاب.. والسينما.. والصحافة.. وكان حريا بهم بدل الاستسلام الرخيص للضغوط.. والاكاذيب.. والاوهام اليهودية التي من نتائجها اصدار قوانين تجرم الذين ينتقدون اسرائيل.. وجرائمها!! ان يسعوا الى اصدار تشريعات تحمي عقائدهم من تجريح وسخرية ومؤامرات اليهود الذين يصفون المسيح وامه الصديقة بصفات يعف القلم عن ذكرها بدل الطعن في الاسلام الذي اكد الوجود التاريخي للمسيح عليه السلام.. واثبت حمله.. الاعجازي.. والمعجزات التي اجراها الله على يديه.. ونزه امه الصديقة من كل دنس.. والاساءة الى رسول الاسلام الذي يقول عن المسيح انه اخوه.. وانه اولى بعيسى بن مريم لانه لم يكن بينهما نبي.. والهجوم على المسلمين الذين لا يكتمل اسلامهم الا بالايمان بعيسى بن مريم اسوة بالرسل.واذكر القساوسة الثلاثة (جيري فالويل JERRY FALWELL).. و(بات ربرتسون PAT ROBERTSON).. و(فرانكلين جراهام FRACLILN GRAHAM) بالمسرحية او (الملهاة الموسيقية) الساخرة الذي كتبها اليهودي (توم رايس) بعنوان (عيسى المسيح اسمى النجوم) التي وضع لحنها اليهودي (اندرو للويدوبر).. واخرجها اليهودي (جيم شارمان) وهي الملهاة التي تصم المسيح بالسذاجة.. والاضطراب!! ورواية التجربة الاخيرة للمسيح لـ (نيكوس كازانتزاكس) التي تحولت الى فيلم داعر.. وسقوط مخز لكل من كتب ومثل واخرج وانتج الفيلم!!وهل ينسون كتاب (صانع الخرافة.. بول واختراع المسيحية) لمؤلفه اليهودي (هيام ماكوبي) THE MYTH MAKER PAULAND THE INVENTION OF CHRISTIANITY BY HYAM MACCOBY الذي سحبته الكنيسة من الاسواق واصبح يباع في السوق السوداء.. وطبع عدة طبعات.. لانه يعري العقيدة المسيحية التي اسسها حبر يهودي فرنسي كان اسمه (شاؤول) الطرسوسي ادعى التنصر ليحرف رسالة المسيح عليه السلام ويدمرها من الداخل.. (بولس) الذي اعتبره مؤرخ المسيحية الشهير (PAUL JAINSON) في كتابه تاريخ المسيحية AHISTUORY OF CHRISTIANITY (عدو المسيح).. والذي يقول (ان المسيح الذي يبشر به بولس لا يمت بصلة الى المسيح الذي تنتسب اليه كنيسة تلاميذ (حواري) المسيح)!!ولو كان عند هؤلاء.. ومن على شاكلتهم ذرة من الغيرة على دينهم.. والاعتزاز بمعتقدهم هل كانوا يسكتون على واحد من كبرائهم اتهم عيسى عليه السلام بالعنصرية ومعاداة السامية لقوله في الانجيل المحرف مخاطبا اليهود: (يا ابناء الشياطين.. يا أولاد الافاعي.. انتم لستم ابناء ابراهيم انتم ابناء الشيطان)!!.. ولو كان عندهم شيئ من الكرامة لما تجرأ بابا الفاتيكان المرجع الاعلى للمسيحيين الكاثوليك في 28 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1965م على هدم اهم اركان العقيدة المسيحية عندما برأ اليهود من دم المسيح وهم الذين بزعمهم قتلوه.. وصلبوه؟! أليسوا بهذا القرار ينسفون عقيدة (الصلب والفداء) التي يقول عنها JURDEN MOLTMAN في كتابه (الاله المصلوب THE CRUCIFIED GOD) ان (موت) عيسى على الصليب يشكل مركز العقيدة المسيحية وكل مايصرح به المسيحيون عن الله والخلق والخطيئة والموت وكل ماتحفل به المسيحية عن التاريخ والكنيسة والايمان يرتكز على المسيح (المصلوب)!!الامريكيون الذين يشكل البروتستانت منهم 75% من بينهم الشياطين الثلاثة.. اول من رحب بالقرار الفاتيكاني بل لقد ذهبوا بعيدا عن التواطؤ مع اليهود على حساب عقيدتهم المسيحية فهم الذين اعتبروا التوراة (العهد القديم) المرجع الاعلى لفهم المسيحية!! وان اليهود (شعب الله المختار)!! واعتبروا اللغة العبرية لغة الرب الذي خاطب بها (شعبه المختار)!! واعتمدوها للدراسة الدينية!! وان (ميثاقا) سرمديا الهيا يربط اليهود بالارض المقدسة في فلسطين اعطاه الله لابراهيم!! وربطوا الايمان المسيحي بقيام دولة صهيون اي باعادة وتجميع اليهود في فلسطين حتى يظهر المسيح فيهم!! وان مساعدة اليهود لتحقيق ذلك.. ودعم دولتهم ماديا.. وعسكريا.. وبشريا (امر يريده الله لانه يعجل بمجيئ المسيح)!! اما لماذا كل هذا العداء المتواتر الذي لا يعرف الكلل ولا الملل للاسلام فلأن شياطين الصهيونية المسيحية الثلاثة يعلمون انه اسرع الديانات نموا في الولايات المتحدة.. كما جاء في دراسة اشارات اليها الـ (واشنطن بوست) حيث ذكرت ان عدد المترددين على المساجد تضاعف تقريبا على مدى السنوات الست الماضيات فيما ارتفع عدد المساجد بنسبة 25% فبلغ 1200 مسجد موزعة على مختلف انحاء الارض الامريكية.. ومن اهم نتائجها ان تقدير عدد المسلمين في امريكا بين 6 ـ 7 ملايين شخص (يظهر تقديرا محافظا في ضوء نتائج الدراسة).. وان معدلات اعتناق غير المسلمين للاسلام في امريكا عاليه جدا.. ففي المتوسط يعتنق 16 شخصا الاسلام في كل مسجد من مساجد الولايات المتحدة خلال العام بتقدير متواضع يبلغ حوالي عشرين الف شخص واختتمت THE WASHINGTON POST خبرها بان (المراقبين يصفون الاسلام بانه اسرع الديانات نموا في الولايات المتحدة). ولا يغيب عن اذهان الدهاقنة الثلاثة التعاطف الذي تكتسبه قضية فلسطين في جميع انحاء العالم.. مع بدء التحرر من عقدة الـ (هولوكوست) وما يسمى بـ (معاداة السامية) الامر الذي يقلق اليهود والصهيونية المسيحية بصفة خاصة لما يشكله هذا التعاطف مع مرور الايام من عرقلة لمشاريعهم الخبيثة.فشل حملات التنصير في رقعة واسعة من العالم وبداية انحسار المسيحية التي (لم تعد مصدرا من مصادر التوجيه الاخلاقي في حياة الناس كما جاء تحت عنوان: كنائس بريطانيا تشكو من العزوف) بتاريخ 6/9/2001م في موقع BBC ARABIC NEWS في شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) على لسان رئيس اساقفة الكنيسة الكاثوليكية.. هذا التصريح الذي يكستسب اهمية كبيرة لصدوره عن المرجعية الدينية للكاثوليك البريطانيين التي عزت ذلك الى (عدة اسباب ابرزها الفضائح الجنسية للقسيسين ولجوء الناس الى وسائل للسعادة الآنية عبر الخمور والمخدرات والاباحية).. وكان كبير اساقفة كانتربري الذي يمثل رئاسة الكنيسة البروتستانية الانجليكانية في بريطانيا حذر من الالحاد الضمني في بريطانيا.. واستنكر الاستعانة بالاطباء النفسيين التماسا للراحة النفسية بدلا من القساوسة!!انها قضية تؤرق الكنيستين وتعيشها جميع المذاهب المسيحية.. لكنها تتجاهل الاسباب الحقيقية للانحسار ومقاطعة مايسمى (قداس الاحد) يأتي في طليعتها كتابهم (المقدس) الذي يحتوي على العهد القديم (التوراة.. كتاب اليهود المحرف).. (والعهد الجديد).. (اناجيل المسيحيين الاربعة التي بايديهم ورسائل رسلهم) وما يحتوي الاول من اساطير.. يؤمن بها المسيحيون ايمان اليهود!! حيث إله (العهد القديم) رب عائلة!! يأكل ويشرب ويحب الشواء!! رجل حرب.. يخطئ!! ويندم على ما يفعل!! يلعب مع الحوت!! يقبل النصح.. فقير!! وبخيل!! يتعب فيخلد الى الراحة!! صارع يعقوب ابن اسحق (اسرائيل) فأرداه يعقوب على الارض مجندلا يتأوه!!اما صورة اله العهد الجديد فهي صورة لا يستوعبها عقل.. ولا يقبلها قلب.. ولا ترتاح لها فطرة!! حيث اله الكنيسة مثلث الاقانيم.. الله الاب.. الله الابن.. الله الروح القدس.. وكل اقنوم يتميز عن الاخر لكنها بزعمهم شيء واحد.. اي.. الثلاثة واحد.. والواحد ثلاثة.. وهي معادلة اثارت ولا تزال الكثير من التساؤلات يبذل رجال الدين المسيحيون جهود الجبابرة للاجابة عنها دون فائدة ترتجى!! ومما يزيد تعميق هذه الصورة المشوهة ان المسيحيين يعلمون ان عقيدة التثليث DOCTRINE OF THE TRINITY مستنسخة من عقائد الوثنيين.. والمصريين القدماء.. والهنود.. والبراهمة.. والفرس.. والرومان.. والاشوريين.. والفينيقيين!! كلهم سبقوا المسيحيين الى هذه العقيدة وهو ما يؤكده القس بولس الياس في كتابه (يسوع المسيح) من ان البابا (غريفوريوس الاول الكبير) كتب الى (واغنسيطنيوس) اسقف كانتربري يقول: (دع البريطانيين وعاداتهم وابق لهم اعيادهم الوثنية واكتف بتنصير تلك الاعياد والعوائد واضعا اله المسيحيين موضع الهة الوثنيين)!! ثم هناك الاختلاف بين الطوائف المسيحية حول طبيعة المسيح عليه السلام.. فالموحدون كما (اريوس) واتباعه يقولون (ان الاب وحده هو الله والابن مخلوق له.. وقد كان الاب اذ لم يكن الابن).. وبطريرك انطاكية (بولس الشمشاطي) واصحابه يعتقدون ان عيسى عبدالله ورسوله.. وطائفة اخرى ترى ان (المسيح وامه الهان من دون الله)!! وترى غيرها ان للمسيح طبيعة واحدة (لاهوت) الهية.. و(ناسوت) بشرية!! وهناك من يؤمن ان له طبيعتين.. ومشيئة.. ليس هذا فحسب بل وصل الامر الى التشكيك في وجود المسيح التاريخي حتى اعتبره البعض مجرد اسطورة.. او كاهنا متصوفا كان يدعو الناس للاستعداد ليوم القيامة!! الامر الذي يبرره المؤرخ (ول دورانت) في موسوعته التاريخية (قصة الحضارة) بقوله: (ان الانقطاع التاريخي بين عيسى ومسيح الكنيسة اصبح كبيرا لدرجة ان اي وحدة بينهما لا تكاد تعرف او تلاحظ)!! وهكذا يستعر اوار الخلاف حتى اليوم ما اوقع المسيحيين في دوامة من الحيرة لا تنتهي الا باحد امرين.. اما اعتناق دين اخر وغالبا مايكون الاسلام.. او رفض معتقدات الكنيسة وهجرها الى الابد!! ان التناغم واضح بين بذاءات القساوسة الاصوليين الثلاثة ونظرية (نهاية التاريخ) للياباني الامريكي فوكوياما.. وأطروحة (صدام الحضارات) للامريكي (هنتنجتون).. وتواصل الحرب على مايسمى بـ (الارهاب).. والمكتسبات الشعبية للاحزاب اليمينية في اوروبا.. والتنازلات والهبات التي تنهال على الاتحاد الروسي.. واعلان الرئيس الامريكي القدس عاصمة لاسرائيل والحملات الاعلامية والادعاءات البجحة المتتالية ضد المملكة والاستعداد لغزو العراق.. ودعوة دول وسط وشرق اوروبا للانضمام الى الحلف الاطلنطي في قمة براغ.. والتأكيد على ان الناتو لم يعد تحالفا عسكريا وانما ائلاف دول لها قيم ومفاهيم مشتركة!! وسعي بعض دول الاتحاد الاوروبي بدعم من البابا يوحنا بولس الثاني للتحول من العلمانية الى (المبادئ المسيحية) المستوحاة من (الارث الروحي.. والاخلاقي المشترك) وادخالها الى الدستور الاوروبي.. و(تقلد المسئولية المتوجبة على اوروبا ازاء موروثها الديني)!! ان هذا غيض من فيض يدعونا اكثر من اي وقت مضى الى الحيطة.. والحذر.. والتحرك السريع.. والتفاعل الايجابي مع المستجدات.. وفي كل الاتجاهات.. ولانحاء من طنجة الى جاكرتا.. والا فان الخافي اعظم!!