في اليوم العالمي للمعوقين
مجموعة من الطلاب المعاقين يتطلعون الى ان يكونوا دعاة سلام حقيقيين.مؤتمرات وندوات كثيرة في انحاء متفرقة من العالم تتناول شئون المعاقين وهمومهم وقضاياهم, ولكن اغلبها يتحدث فيها اشخاص غير معاقين بينما المعاقون يستمعون.ان اشراك المعاق بصورة فاعلة في قضاياه خطوة لابد منها لحل تلك القضايا لأنه المكتوي الاول والاخير بنيران الاعاقة, ولانه الشخص الوحيد الذي يستطيع تقرير مصيره بمساعدة محبيه واخواته من غير المعاقين المخلصين لقضيته.هذا الطرح لا يلغي وجود غير المعاقين لان غيابهم يعد تضييعا وتشتيتا للقضية الا انه دعوة لزيادة حجم الدور الذي يقوم به المعاق في كل النشاطات الخاصة به وبكل بساطة, لانه صاحب القضية.ليست قضايا المعاقين مقتصرة على الاعاقة وسبل الحد منها او تجاوز آثارها فالحروب الطاحنة سبب في كثير من الاعاقات ولازالت الدول والهيئات تهتم بعقد قمم ومؤتمرات للسلام في ارجاء المعمورة ولكنها تغفل تماما عن مشاركة المعاق او حتى الاشارة اليه في تلك المؤتمرات.لقد اعلنت الامم المتحدة العام 2002م عاما دوليا لثقافة السلام وارى ان المعاق اول من يقع عليه عبء الدعوة للسلام لانه نموذج حي ومؤثر للاسباب التي صنعت الحاجة لذلك السلام الذي ستبقى الدعوات اليه ناقصة اذا لم يشترك فيها المعاقون وبغير وجودهم تفتقد المنطق والدليل العملي الواقعي الداعي له.ان على الهيئات والجمعيات المهتمة بالمعاقين ادراج تأهيل المعاق كداعية سلام ضمن برامجها وتشريبه مفاهيم السلام الذي يصنع الامن والاستقرار ويسهم بطريقة فاعلة في تغيير نظرة المعاق والمجتمع لبعضهما بعضا وتنقية كل الاجواء التي تلوثها الكثير من المفاهيم الملتوية التي تعود متقهقرة بقضايا المعاقين رغم ما يصرف عليها من وقت وجهد ومال.وليس صعبا ان تحتشد مجموعة من المعاقين وتتجول في كل الدول داعية للسلام, ستكون الدعوة اقوى وابلغ واكثر تأثيرا لان نداء المعاق يبقى صادقا ممزوجا بمرارة حقيقية ومعجونا بمأساة الواقع, ولان المعاق دون شك اقدر على شرح فظاعة الحرب التي اصبح بسببها معاقا ولان اجزاء جسمه المبتورة او المعطلة اقدر على التعبير من كل الخطب والكلمات.السلام الحقيقي في العالم رسالة لا يقدر عليها الا المعاقون وغير المعاقين اخذوا فرصتهم كاملة لسنوات عديدة وسابقة دون ان يتمكنوا سوى حصد النتائج العكسية.لقد آن الاوان للاستماع للمعاقين وعلى الجمعيات والهيئات المهتمة بهم التفكير بجدية في تأهيلهم لهذه الرسالة الانسانية العظيمة وتحملها لهم وتمهيد الطريق لصوتهم المجلجل يتردد صداه في كل ارجاء المعمورة موقفا كل اشكال الدمار ملونا العالم بالوان الحب والاخاء والترابط.لقد كانت سعادتي لا توصف بان فسحتم المجال بصفحتكم الاسبوعية للمعاقين بان يعبروا عن آمالهم واحلامهم وتطلعاتهم, وها هم يعبرون عن آمالهم في ان يكونوا:(دعاة سلام حقيقيين) على ارض الواقع.محمد كيلاني هتهوتاخصائي التربية الخاصة