صحيفة اليوم

الزكاة و المجاعة

يقترب رمضان من نهايته ويبدأ ملايين المسلمين في إخراج زكاة أموالهم وزكاة الفطر، وبينما نستعد للاحتفال بالعيد في مجتمع ينعم بالأمان والحياة الكريمة نجد أن ملايين من إخواننا المسلمين في أثيوبيا وإريتريا يواجهون مجاعة جعلت الجلود تلتصق بالعظام وأضحى الأطفال كأنهم أشباح الموت والأمهات جفت عيونهم ومآقيهم من الدموع ولم يبق إلا الدم وحزن كبير يقضى على ما بقي لديهم من جهد وصبر. زكاة الفطر هدفها الأول هو إطعام المساكين ومواساة الفقراء إضافة إلى كونها كفارة للصائم بعد صيامه ولا أجد مصرفاً أولى من إطعام فقراء المسلمين الذين يموتون جوعاً ومرضاً وكمداً. لو قمنا بعملية حسابية بسيطة لوجدنا ان مقدار زكاة فطر العالم الإسلامي تتجاوز مليون طن من الحبوب، مما يعني أنها تكفي للقضاء على أية مجاعة. كما أن متوسط زكاة مجتمعنا السعودي تبلغ (10ملايين نسمة، 2,5 كغ = 25 مليون كغ من الحبوب ) وأن أغلبها يعطي لمن ليس به جوع ولا نصب بل يأخذها باليمين ليبيعها بنصف ثمنها باليسار. إن أهم مقاصد الإسلام الكبرى هو تحقيق حد الكفاية من المعيشة للإنسان المسلم وتوطيد روح التكافل والتعاون والرحمة بين أفراد المجتمع الإسلامي ودوله، مجتمع الرحمة ومجتمع القرآن ومجتمع صيام وقيام رمضان لا يمكن أن يرى إخوانه يموتون جوعاً وهو عاجز أو غير مبال. إن هيئة الإغاثة الإسلامية وغيرها من الجمعيات الخيرية يجب أن تكثف جهودها لإيصال اكبر كمية من زكاة الفطر لإخواننا المسلمين الذين يواجهون خطر الموت جوعا والتنصير بديلا. لقد تألمت كثيراً عندما سمعت المتحدثة باسم وكالة الإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة تتكلم بعدم مبـالاة عن كـون ما يحدث في اثيوبيا وإرتيريا لم يبلغ حد المجـاعة (Famine ) بينما يموت الآلاف وينتظر الملايين الموت الجماعي مرضاً وجوعاً وبرداً ، حسب رأيها بأن ما يحدث هو أمر خطير وجوع يعصف بالأرواح ولكن مصطلح المجاعة لا يمكن إحلاله على هذه الحالة في الوقت الحالي، وعندما سألها المذيع هل سننتظر حتى يموت المزيد وتبلغ الماساة ذروتها حتى يمكن تطبيق المصطلح ؟ أجابت : نعم عجبت لحال العالم لو أن قطة أو كلباً مات في شوارع أوروبا أو أمريكا جوعاً لربما كانت القضية أهم من عيون حفر عليها الموت اسمه وبطون نقش عليها الشقاء رسمه. أطفال حيارى وأمهات ثكالي وآباء حفروا قبورهم بأيديهم وناموا فيها انتظاراً للموت البطيء. الرجاء من الجميع ان يحرصوا على دفع زكاة فطرهم لهيئة الإغاثة الإسلامية لأن الأمر في غاية الخطورة ونحن آثمون إن تقاعسنا ، الأمر أيضا بحاجة إلى فتوى من كبار علمائنا جزاهم الله خيراً تحث المسلمين على هذا الأمر.