ابوظبي ـ كونا

آثار في المدن الإماراتية ومعالم تاريخية تحكي قصة الانسان

لا يحجب الازدهار العمراني الذي تعيشه مختلف المدن في دولة الامارات العربية المتحدة ما تحفل به هذه المدن من آثار ومعالم تاريخية تحكي قصة الانسان في هذه الارض وصراعه مع الطبيعة ونضاله في مواجهة الغزاة والمعتدين.فقد شكلت الطبيعة الفيدرالية لتركيبة دولة الامارات عنصرا مساعدا في المحافظة على جوانب هامة من التاريخ السياسي والاجتماعي والطبيعي للدولة حيث نشطت كل امارة من الامارات السبع الاعضاء في الاتحاد في انشاء المتاحف التى تسجل من خلال اللقى الاثرية والشواهد المعمارية ما تضمه هذه الامارة او تلك من شواهد على حياة الانسان والحيوان في هذا الجزء من الوطن العربي.وحولت معظم الامارات الاعضاء في الاتحاد القلاع والحصون القديمة التي كانت مراكز للحكم الى متاحف تضم نفائس من الوثائق والادوات التى تلخص طبيعة ارتباط الانسان الاماراتي بارضه ووطنه.ففي ابوظبي تحول قصر الحصن الذي كان مركزا للحكم في الامارة الى متحف ودعاء ثقافي بعد ان تم ترميمه واضافة مبان عليه تتناسب والدور الذي يلعبه في الحياة الثقافية الاماراتية.وبموازاة ذلك جرى ترميم قلعة ام النار على مدخل جزيرة ابوظبي والتى كانت منارة تهدى السفن الداخلة والخارجة من الجزيرة.اما في مدينة العين وهى ثاني اكبر المدن في امارة ابوظبي فان القلاع والحصون هناك اصبحت جزءا من المكونات السياحية للمدينة التى تستقطب سنويا مئات الالاف من الزوار من داخل دولة الامارات وخارجها. ومن ابرز هذه القلاع قلعة الجاهلي التى اصبحت رمزا للامارات في معرض اكسبو العالمي خلال دورتيه اللتين اقيمتا في برشلونه في اسبانيا وهانوفر في المانيا.وفي دبي ثاني اكبر الامارات الاعضاء اتخذ الاهتمام بالمتاحف والتراث بعدا اقتصاديا يتناسب مع الطبيعة التجارية والسياحية للامارة.وفي هذ الاطار تم ترميم قصر الحاكم الاسبق الشيخ سعيد ال مكتوم والمباني المجاورة له وسط المدينة ليتحول الى متحف متكامل شكل جزءا اساسيا من المنتوج السياحي للامارة.واذا كان التراث هو جزء مكمل لتطور صورة الحياة في كل من ابوظبي ودبي فان التراث يبدو العامود الفقري في امارة الشارقة التى اصبحت لفرط اهتمامها بالجوانب الثقافية عاصمة للثقافة العربية عام 1997 وعاصمة دائمة للثقافة بدولة الامارات وقد نبع الاهتمام بالثقافة عموما والمتاحف خصوصا من الدور الثقافي الذي يلعبه حاكم الامارة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي يحمل درجة الدكتوراه في التاريخ والحاصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والاثار.وترجم هذا الاهتمام بمجموعة من المتاحف التى تغطي كافة جوانب الحياة البشرية والحيوانية والنباتية فضلا عن متاحف التاريخ والاثار .ومن ابرز المتاحف في الشارقة متحف التاريخ الطبيعي الذي افتتح عام 1995 الذي يضم مجموعة من قاعات العرض منها قاعة مجهزة بوسائل سمعية وبصرية حديثة تتيح التعرف على المعالم المختلفة لامارة الشارقة من حيث مكوناتها الجغرافية والجيولوجية والنباتية فضلا عن النباتات والحيوانات البرية التي عاشت فيها او كانت تعيش فيها من الازمان الغائرة مثل الديناصورات التى تم عرض نماذج مصنعه لها. كما يضم المتحف ايضا عروضا سينمائية عن الهزات الارضية والانفجارات البرلمانية في المنطقة الى جانب قاعة لمعروضات بحرية حيث يتمكن الزائر من المشي في ممر مغطى داخل البحر وتتاح له من خلال ذلك مراقبة انواع نادرة من الاسماك والمخلوقات البحرية.اما متحف الشارقة للاثار فانه يضم مئات من اللقى الاثرية المتنوعة تصور جوانب الحياة السياسية والاجتماعية في الامارة.والى جانب هذا المتحف هناك متحف متخصص بالعلوم والذي يستقطب بشكل خاص الاطفال وطلبة المدارس حيث تعطى لهم فرصة الممارسة العلمية في اجواء سياحية ممتعة.