بغداد ـ طهران - الوكالات

الخبراء يركزون على برنامج الصواريخ 'الحسين' في عمليات تفتيش جديدة

واصلت فرق التفتيش التابعة للامم المتحدة أمس تفتيشها عن أسلحة التدمير الشامل لليوم الخامس في ضواحي بغداد في حين احتج العراق رسميا لدى الامم المتحدة على القصف الامريكي-البريطاني (المنهجي) الذي خلف أمس الاول أربعة قتلى في البصرة كما اتهم واشنطن بشن حرب نفسية ضده.ففي رسالة وجهها إلى أمين عام الامم المتحدة كوفي عنان ورئيس مجلس الامن وانك ينك فان، سرد وزير الخارجية ناجي صبري سلسلة الغارات التي نفذتها مقاتلات أمريكية وبريطانية. وقال صبري أن المقاتلات المغيرة نفذت 839 طلعة جوية مسلحة خلال الشهر الماضي. وإضافة إلى قصف ما تصفه بغداد بمنشآت مدنية اتهم وزير الخارجية تلك الطائرات بإلقاء مئات الالاف من المنشورات فوق العراق تطلب فيها من القوات العراقية عدم التصدي للطائرات المعتدية.وقد بدأ خبراء الامم المتحدة صباح أمس التفتيش في مركز بحوث في بغداد كان عمل على تطوير صواريخ الحسين المحظورة.ودخل المفتشون على الفور منشآت مشروع الكرامة في حي الوزيرية وسط العاصمة العراقية.وكانت لجنة الامم المتحدة السابقة لنزع الاسلحة العراقية (انسكوم 1991-1998) قد وضعت هذه المنشآت التي عمل فيها العلماء العراقيون على تصنيع انظمة توجيه لصاروخ الحسين تحت المراقبة الدائمة. وتحظر الامم المتحدة منذ نهاية حرب الخليج على العراق امتلاك او صنع هذا الصاروخ الذي يبلغ مداه650 كلم.وحول عمليات التفتيش التي شملت ثلاثة مواقع أمس الاول الاحد قال متحدث باسم الخارجية العراقية أن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية جال في شركة ابن فرناس العامة التابعة لهيئة التصنيع العسكري. وهي متخصصة في الصناعات الجوية وكانت مشمولة بنظام المراقبة المستمرة (قبل عام 1998) لاحتوائها على أجهزة ومعدات قياس تهتم بها الوكالة الدولية، حسبما أضاف المسئول العراقي. ومنذ عام 1996، أنيط بمصنع ابن فرناس مهمة تصنيع الطائرات المسيرة لاغراض الاستطلاع الجوي لصالح القوات المسلحة. من جانبه اعتبر الناطق الرسمي باسم فرق التفتيش هيرو يوكي أن هذه الهيئة كانت تشغل حتى أربع سنوات خلت موظفين وتحتوي على أجهزة ذات استخدام مزدوج، مترسبة من حقبة تطوير البرنامج النووي العراقي. وظلت هذه المنشأة تحت رقابة فريق الانسكوم السابق حتى ديسمبر 1998، أي قبل أيام من خروج المفتشين السابقين واندلاع شرارة عملية ثعلب الصحراء. وأكد مسئول الامم المتحدة أن فريق الوكالة الدولية نفذ عملية التفتيش دون أي صعوبة كما هو الحال بالنسبة للمواقع السابقة، وحدّث معطياته وفهمه لهذا المركز لاسيما لجهة المباني التي أقيمت به بعد العام 1998. وعن هذا الموقع، قال أوضح الناطق العراقي أن خبراء الذرة اطلوا على جميع الابنية والورش والمختبرات واستفسروا عن الابنية قيد الانشاء حيث أجيب عن استفساراتهم. كذلك اجروا مسحا إشعاعيا لأبنية الموقع بهدف الكشف عن أي نشاط نووي أو مواد نووية أو مصادر مشعة غير معلنة وركزوا على قسم الطائرات المسيرة واستفسروا عن الغاية من استخدامها. أما فريق الانموفيك برئاسة اليوناني ديمتري بيريكوس فمكث نحو أربع ساعات في مركز جوي لمكافحة الافات الزراعية تابع لوزارة الزراعة في منطقة خان بني سعد بمحافظة ديالا، على بعد 35 كيلومترا شمال شرق العراق. وتفقد الفريق المؤلف من عشرة مفتشين مدرج ومهابط الطائرات الصغيرة وتأكدوا من بقاء لوائح معدنية وملصقات كان قد ثبتها المفتشون السابقون على أجهزة وخزانات الطائرات. وقال الناطق الرسمي العراقي أن الخبراء ركزوا على المرشات وقاموا بجردها وتصويرها، وهي معلمة بلواصق منذ عام 1994.وبين أن منشأة بن فرناس والمطار الزراعي هما "ضمن الانشطة التي اتهمها تقريرا رئيس وزراء بريطانيا توني بلير ووزارة الخارجية الامريكية في سبتمبر الماضي بأنهما يقومان بأنشطة محظورة تتعلق بأسلحة الدمار الشامل.وقال منتظر رديف محمد رئيس قسم الطيارين أن لجنة التفتيش استدعته من بيته بعد وصولها إلى مقصدها. وحضر محمد إلى الموقع بعد ساعة ونصف الساعة من وصول المفتشين ودخله بعد انتظار خمس دقائق على مدخل مدرج الطائرات الذي عزل عن محيطه. ويوجد داخل المدرج 25 مروحية صغيرة روسية الصنع من طراز (ام.آي- تو)، تسعة منها ما زالت عاملة علما أن تاريخ تصنيعها يعود إلى منتصف ستينيات القرن الماضي. وكان مصنع ابن فرناس قد تعرض لقصف المقاتلات الامريكية والبريطانية.بدوره اكد وزير الخارجية الايرانى كمال خرازى قلق بلاده من ان تؤدى الحملة الامريكية الى المس بوحدة الاراضى العراقية وتقسيم العراق مما سينجم عنه نتائج سلبية عديدة تؤثر على جميع دول المنطقة. واضاف فى حديث نشر أمس بطهران ان مستقبل العراق مهم جدا لايران ولهذا فان ايران لا يمكنها ان تتحمل وقوع حرب وازمة جديدة معربا عن امله فى ان يتعاون العراق مع مفتشى الامم المتحدة لتجنيب المنطقة وقوع حرب محتملة لا تؤيدها اي من دول المنطقة0ونفى وزير الخارجية الايرانى ان تكون بلاده قد وافقت على السماح لطائرات امريكية بعبور اجوائها فيما لو تم توجيه ضربة عسكرية للعراق. واشار الى ان ايران ستتصرف فى حالة انتهاك اجوائها وفق الانظمة المعمول بها فى مثل تلك الحالات دون ان يحدد طبيعتها مطالبا الأطراف المتنازعة باحترام سيادة الدول الاخرى واجوائها.واعتبر خرازى مستوى العلاقات بين ايران والولايات المتحدة بانها لست جيدة بسبب عدم الثقة الموجودة بين الطرفين.واشار الى دور ايران الهام والايجابى فى القضية الافغانية ومساعدتها فى تأسيس الحكومة المؤقتة واسقاط نظام طالبان معربا عن اسفه لانه كان متوقعا من الادارة الامريكية ان تغير موقفها من ايران الا انها انتهجت اسلوبا سيئا جدا مع ايران واثبتت انه لايمكن الثقة بها.
المفتشون في منشآت (الكرامة) لتصنيع الصواريخ ببغداد
المفتشون يفتشون مباني منشآت الكرامة