لحظة يا بقايا العيد.. لحظة
اعيادنا ومناسباتنا الاجتماعية اقتصرت مع طفرة الاتصالات هذه الايام على الرسائل الالكترونية والمخابرات الصوتية, وانحسرت المشاركة والتواصل في اضيق نطاق للوجدان الآدمي.. على اية حال, اجيال الانترنت والموبايل خارج معادلة كلامي هذا لسبب بسيط كونهم لم يعايشوا احتفالية هذه المناسبات وعمق المشاركة والتفاعل الاجتماعي الذي اقترن بها في اذهاننا نحن اجيال الكتاب والتليفزيون من بعده.. قد لا تكون وسائط التواصل الالكتروني السبب في اختزال نكهة مناسباتنا الدينية والاجتماعية لارسال او تلقي رسالة او مخابرة صوتية مثلا, بل ظروفنا الحياتية المشحونة بأكوام من الالتزامات والهموم الخاصة والاسرية والعملية هي المسؤولة عن كل هذا.. واقعنا يؤكد مع زحمة برامجنا الخاصة وبيئات اعمالنا المرهقة عصبيا وذهنيا, اننا اصبحنا نبحث مع اي بارقة اجازة لملاذ خاص جدا بنا نستعيد فيه شيئا من عافيتنا المفقودة في ركض يومياتنا.. حياة اليوم بكل ما فيها من مشكلات اقتصادية وهموم اسرية من كل نوع وصنف رفعت سقف الانانية داخلنا.. فنبحث عن راحتنا الشخصية وفي اضيق نطاق ممكن, مبررين لانفسنا حقها في اسقاط مسائل التزاور مع الاهل والاقارب او الالتقاء بالاصدقاء والجيران.. عوالمنا الخاصة وهمومنا الشخصية طغت على اي شيء آخر في حياتنا الاجتماعية.. وشيء طيب جدا وجود مثل هذه الوسائط بحوزتنا, على الاقل نشعر من خلالها بأننا بشر وفي عالم البشر.. ومن حق هؤلاء البشر - الذين ترتبط بهم دمويا او اجتماعيا او مهنيا - علينا ان نتواصل معهم, وان كان الكترونيا فذلك اضعف الايمان كما نقول.. الاكيد ان الشعور بالاعياد والمناسبات اصبح لحظيا بنفس نبض الالكترون في الرسائل وفي ذبذبات الصوت.. ويا الله نبقى على (ها للحظية) ولا نفقدها.. وكل عام والجميع بخير وصحة وسلامة.