صحيفة اليوم

تفرد من نوع آخر

اظن انكم لا تختلفون معي في استشراء امراض النميمة والحش في مجتمعنا، وبشكل يتساوى فيه الذكور والاناث المتعلم ورجل الشارع البسيط.. في جلساتنا الخاصة وفي بيئات العمل لا تحتاج المسألة لذكاء نافذ وبصيرة حاذقة لتكتشف اكواما من الكلاميات التي تندرج تحت بند اغتيال الشخصيات وتشويه صور وملامح الاخرين سواء من عرفنا او من لم نعرف.. وقد لا نعرف سببا واحدا فيه من الوجاهة ما يدفع البشر للنبش في احوال واوضاع الاخرين هكذا وبكل بساطة في المجالس والمكاتب وفي المناسبات الخاصة والعامة.. ويبدو ـ والله اعلم ـ انك لن تجد مبررا وجيها او مقنعا لدى من يمارسون هذا الفعل، ولربما صعقوك ان تجاسرت انت على سؤالهم بسخف لايخرج عن مبدأ الفضفضة البريئة او فشة الخلق على رأي الاخوة اللبنانيين.. لا و ازيدكم من الشعر بيتا كما يقال، رحلت معظم هذه الصور اللا اخلاقية لخطاب المنتديات والحوار في شبكة الانترنت، والتي تطفح ولله الحمد والمنة بكل صنوف تعرية البشر ونشر اشباه المعلومات وارباع الحقائق عن سين وصاد من الناس دونما ادنى اعتبار للاخلاق او الدين او الضمير.. هذا علاوة على بث الشائعات عن فلان من الناس او علان من بني ادم المسؤولين او ذوي الجاه وحتى العاديين من الناس، للشوشرة والنيل منهم بشكل او بآخر.زيارة الكترونية او ابحار في مواقع ومنتديات الحوار المحلية والعربية تكشف لك مقارنة بالمواقع العالمية عن حجم الحش والنم والافتراس المهول لعباد الله بمناسبة او من دون مناسبة.والسؤال الذي يستحق منا الطرح هنا: هل هذا الوضع طبيعي؟ وان كان كذلك اولسنا مطلابين بالكشف عن تفردنا كمجتمع في هذا الوضع على الاقل من باب الملكية الفكرية؟ ويا الطاف الله.