العواصم الوكالات ـ اليوم

أوبك تمنح الشرعية لانتاج 1.3 مليون برميل يوميا من جملة التجاوزات

عندما قرر وزراء النفط فى منظمة البلدان المصدرة للبترول "اوبك" رفع سقف الانتاج الى 23 مليون برميل يوميا بزيادة تبلغ 1.3 مليون برميل يوميا عن السقف الحالى البالغ 21.7 مليون برميل يوميا، فانهم بهذا القرار يؤكدون مصداقية "اوبك" فى التعامل مع التطورات الراهنة فى السوق البترولية كما يؤكدون النية نحو تخفيض الانتاج الفعلى للدول الاعضاء بمقدار مليون و700 الف برميل يوميا حيث يبلغ انتاج الدول الاعضاء حاليا "عدا العراق" حوالى 24 مليونا و700 الف برميل يوميا. وتحاول "أوبك" بهذا القرار- والذي جاء انتصارا لوجهة النظر التي تبنتها المملكة- بأن يكون سقفها الإنتاجي الجديد اكثر انسجاما مع معطيات السوق فيما تعمل فى نفس الوقت على تخفيض الانتاج الفعلى لمنع حدوث تراجع كبير فى اسعار النفط ، حيث سيبدأ سريان الاتفاق الجديد اعتبارا من أول يناير المقبل. وفي هذا الإطار أكد عبيد الناصرى وزير النفط الاماراتي ان القرار يمثل خطوة ايجابية لتحقيق الاستقرار فى أسواق النفط اذا التزمت جميع الدول الاعضاء بحصصها الانتاجية . فيما تخشى بعض الدول من أن تؤدى زيادة السقف الانتاجى مع عدم الالتزام من جانب دول أوبك الى تراجع كبير فى اسعار النفط خصوصا فى الربع الثانى من العام المقبل الذى يشهد عادة تراجعا فى الطلب بمقدار ثلاثة ملايين برميل يوميا . ويؤكد المراقبون ان قرار رفع سقف الانتاج بمقدار مليون و300 الف برميل يوميا وتخفيض الانتاج الفعلى بمقدار مليون و700 الف برميل يوميا يشكل خطوة مهمة من جانب أوبك للقضاء على التجاوزات الانتاجية من جانب معظم الدول الاعضاء والتى تقدر بحوالي 3 ملايين برميل يوميا. وقال الشيخ أحمد الفهد الصباح وزير النفط الكويتي بالوكالة ان الاتفاق يعني ان المنظمة تستهدف خفض الانتاج الفعلي بما بين 1.5 مليون و1.7 مليون برميل يوميا. وقال عبدالله العطية وزير النفط القطري ان اعضاء اوبك تعهدوا بالالتزام بحصص الانتاج الجديدة بعد الاتفاق الذي سيخفض الانتاج الفعلي للمنظمة بمقدار 1.7 مليون برميل في اليوم. كما اتفق وزراء منظمة اوبك على ضرورة بقاء الاسعار بين 22 و28 دولارا للبرميل. ومن جانبه اعرب المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية عن ثقته في ان جميع اعضاء اوبك سيلتزمون بالاتفاق. ما قبل الاجتماع.. امين عام اوبك:نضمن امدادات النفط للسوقواعرب الدكتور الفارو سيلفا كالدرون امين عام منظمة (أوبك) قبيل الاجتماع عن ان القلق من الافراط بالانتاج سيهيمن على اجتماع وزراء أوبك.وقال ان مناقشات الوزراء ستكرس لبحث سبل ضمان امدادات النفط الى السوق واحداث موازنة بين العرض والطلب ولاسيما في الربعين الثاني والثالث من العام القادم ، مضيفا ان الاجتماع الاستثنائي لأوبك الثاني والعشرين بعد المائة سيراجع التطورات الاقتصادية في العالم وآثارها المحتملة على الطلب على النفط ومستوى الطلب المتوقع على النفط في الربع الاول من عام 2003 . وحول استمرار اضراب عمال النفط في فنزويلا اعرب سيلفا كالدرون وهو فنزويلي ايضا عن تفاؤله بالتوصل الى حل سياسي لهذه المشكلة . الجزائر تطالب بزيادة حصتهاوأشار شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري الى ان الجزائر ستمضي قدما في مطالبتها للمنظمة بزيادة حصتها الانتاجية من النفط الى 1.1 مليون برميل يوميا بدلا من 691 الف برميل حاليا.وأكد خليل ان المنظمة تضخ حاليا فائض انتاج يصل الى ثلاثة ملايين برميل يوميا وهو ما يعني ان السوق العالمية تستوعب الانتاج الزائد جيدا وهذا يمكن ان يبرر زيادة حصص بعض الاعضاء. وقال الوزير الجزائري ان القرار والرد على الطلب الجزائري سيكون قرارا جماعيا لاوبك. المملكة تدعو للالتزام ومن جانبه أكد المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية ضرورة استعادة الالتزام بحصص الإنتاج من خلال وقف الانتهاكات وتقليص الإمدادات لمواجهة آثار ضعف النمو الاقتصادي على الطلب على النفط. وقال النعيمي ان هناك تأييدا متزايدا في أوبك لخفض الانتاج الفعلي للمنظمة وفي الوقت نفسه رفع حصص الانتاج الرسمية للأعضاء. وقال النعيمي "الآن هناك حاجة للخفض. والأغلبية متفقة على ضرورة رفع سقف الانتاج (الرسمي). وذكر النعيمي أن الوزراء قرروا في اجتماعهم السابق في سبتمبر تجاهل انتهاك حصص الانتاج الرسمية للحيلولة دون ارتفاع الأسعار اكثر من اللازم، مشيرا الى ضرورة خفض الإنتاج الفعلي لأوبك بما يتراوح بين 1.5مليون ومليوني برميل يوميا ورفع سقف الانتاج الرسمي بين مليون و 1.5 مليون برميل يوميا. وأضاف أنه إذا لم يتحسن الوضع الاقتصادي فان ذلك سيضر بالتوقعات الخاصة بنمو الطلب في العام المقبل. ومضى قائلا لقد عملنا من اجل وصول السعر إلى ما هو عليه الآن ونحن سعداء بتحركه حول 25 دولارا. وتابع أعتقد أن المملكة ستخفض إنتاجها بالفعل ولكني لست متأكدا بالنسبة للأعضاء الآخرين في أوبك. لا يوجد سبب يدعو لخفض الانتاج عند هذه الأسعار. أي خفض فعلي للإنتاج سيأتي نتيجة لتراجع الأسعار وليس نتيجة اتفاق أوبك.العراق يشاركوكان العراق قد قرر مشاركة وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد ورافد عبد الحليم الرئيس الجديد لمؤسسة تسويق النفط العراقية" سومو" في حضور الاجتماع. واحتل العراق موقعا بارزا في جدول اعمال اوبك هذه المرة خاصة في ضوء مخاوف السوق من تعطل الامدادات من الشرق الاوسط اذا نفذت واشنطن تهديدها بشن حرب على العراق اذا لم يتخلص من اسلحة الدمار الشامل. ويثير احتمال حدوث وفرة في سوق النفط في العام المقبل قلق أوبك اكثر من خطر ارتفاع الأسعار في حالة شن الولايات المتحدة هجوما على العراق.ودعا العراق الدول الاخرى الاعضاء في منظمة أوبك الى التوقف عن تجاوز الحصص الانتاجية. وقال متحدث باسم وزارة النفط العراقية ان بغداد تؤكد ضرورة التزام الدول الاعضاء بالحصص الانتاجية والامتناع عن انتاج اي كميات اضافية على الحصص بعد ان تجاوزت الزيادة الانتاجية 3 ملايين برميل يوميا في الاشهر القليلة الماضية. وقال المتحدث ان الموقف العراقي في اجتماع أوبك هو وجود فائض كبير في سوق النفط وزيادة في انتاج النفط من جانب الدول غير الاعضاء في أوبك وانه لابد من اصلاح هذا الوضع. وأضاف ان العراق يشدد على ضرورة اتخاذ الدول الاعضاء موقفا قويا من مخططات اميركية تهدف الى خفض أسعار النفط.ايران: أوبك لن تزيد انتاجها وأعرب وزير النفط الايراني بيجان زنكنه عن رأيه الذي يشير الى ان المنظمة لن تزيد انتاجها في المرحلة المقبلــة لان " الاسواق العالمية لديها مايكفيها من النفط".وعزا زنكنة جانبا من الزيادة الحاصلة في انتاج النفط حاليا الى عدم التزام بعض الاعضاء في المنظمة بالحصص الانتاجية المقررة. وقال ان اي قرار بشان زيادة الانتاج سيتخذ بعد دراسة مستفيضة له من قبل الدول الاعضاء .مؤكدا استعداد بلاده في ظل عولمة اسواق الطاقة لاستقطاب رؤوس الاموال والتقنيات من دول الاتحاد الاوروبي والدول الآسيوية من اجل تطوير مصادرها من الطاقة. وقال ان السبب الوحيد لعدم تهاوي اسعار النفط هو التوتر السياسي بشأن العراق ولكن سيتعين على اوبك خفض الانتاج بحلول مارس المقبل عندما ينجلي الموقف في العراق. وقال "السبب في عدم هبوط الاسعار رغم وفرة الامدادات هو الضغوط السياسية والتوترات العسكرية في منطقة الخليج. لكنه اضاف " في الاجتماع المقبل (لاوبك في مارس) سيكون الموقف في العراق اتضح بشكل اكبر واعتقد انه سيتعين علينا بالتأكيد ان نخفض الانتاج في ذلك الوقت". وقال زنكنه ينبعي لاعضاء المنظمة احترام حصص الانتاج بشكل اكبر. لجنة اوبيك لمراقبة سوق النفط وعقدت لجنة مراقبة سوق النفط الوزارية المنبثقة عن المنظمة اجتماعا للتحضير للمؤتمر الاستثنائي. ونظرت اللجنة المؤلفة من دولة الكويت وايران ونيجيريا في تقرير اعدته امانة المنظمة حول تطورات اسعار النفط ومعدلات العرض والطلب ومستوى التخزين العالمي بهدف اعداد توصياتها الى وزراء النفط والطاقة فى المنظمة . واشارت المصادر الى ان التطورات السياسية في العراق وفنزويلا ومدى التزام الدول الاعضاء بحصصها الانتاجية المقررة ستحظى ايضا باهتمام لجنة مراقبة السوق التي يشارك في اعمالها ايضا الامين العام لمنظمة (اوبك) الفارو سيلفا . واعترفت المصادر بصعوبة تحديد طبيعة الاجراءات التي سيتخذها الوزراء في فيينا بسبب غموض الوضع السياسي في العراق وهل سيمكن تجنب المواجهة العسكرية بعد تقديم بغداد ملفاتها الخاصة بالاسلحة مؤخرا . واشارت الى ان الصعوبة الاخرى تكمن في استمرار اضراب عمال النفط في فنزويلا واثاره على امدادات النفط لاسيما الى الولايات المتحدة فضلا عن المؤشرات الاقتصادية غير المشجعة حول اداء الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة . وكشفت المصادر نفسها ان تجاوزات الحصص الانتاجية ستكون من ابرز القضايا التي سيبحثها وزراء اوبيك في اجتماعهم بعد ان تحدثت التقارير عن وصول هذه الزيادات الانتاجية الى ثلاثة ملايين برميل او اكثر في اليوم فوق السقف الرسمي البالغ 7ر21 مليون برميل في اليوم . وطبقا لمعلومات امانة اوبيك في فيينا يتعين على المنظمة ان تعيد النظر في الحصص الانتاجية المقررة لانها لم تعد تساير الانتاج الفعلي فاما رفع الانتاج لاستيعاب تجاوزات بعض الدول الاعضاء او تاجيل النظر في هذا الموضوع الى اجتماع مارس القادم او عقد اجتماع استثنائي قبل هذا الموعد عند الضرورة . واعلنت منظمة اوبيك ان سعر خاماتها السبعة ارتفع امس بمقدار 32 سنتا ووصل الى 20ر26 دولار للبرميل مقارنة بيوم الجمعة الماضي في حين زاد سعر الخام الامريكي القياسي وبرنت البريطاني خلال نفس الفترة بمقدار 27 الى 30 سنتا للبرميل الواحد بالنسبة لعقود شهر يناير المقبل.الكويت تؤيد الموقف السعوديوقال وزير النفط الكويتي بالوكالة الشيخ أحمدالفهد الصباح ان الأوضاع في الشرق الأوسط والعراق بالذات و المشاكل التي اعترضت قطاع النفط في فنزويلا هي جملة من الظروف التي غطت على الزيادة الكبيرة في انتاج النفط وحالت دون انهيار الاسعار. وأوضح أن زيادة حدة التوتر في منطقة الشرق الاوسط لاسيما ازاء العراق كان أحد العوامل الرئيسية لتزايد الطلب على النفط على الرغم من الزيادة الكبيرة في الانتاج وتخطي العديد من الدول لحصصها المقررة. مضيفا في هذا السياق أن المشاكل التي شهدها القطاع النفطي في فنزويلا التي تعتبر من المنتجين المهمين للنفط وقدوم فصل الشتاء في القسم الشمالي من الكرة الارضية حيث الدول الصناعية الكبرى زاد من الطلب على النفط مما جعل من الممكن استيعاب الوفرة الكبيرة من النفط الخام في الاسواق العالمية. وأشار الشيخ أحمد الى انه من بين الحلول المقترحة لهذه المسألة هو ما صرح به وزير البترول السعودي علي النعيمي بخفض الإمدادات النفطية ورفع سقف انتاج المنظمة بهدف منع تدهور الاسعار في المستقبل. ودعا الوزير الكويتي الى تقليل التجاوزات فوق الحصص الانتاجية بحيث يخصص جزء من هذه الزيادة لتغطية مطالب بعض الدول الاعضاء التي تطالب برفع انتاجها أي اعادة توزيع الزيادة الانتاجية على الدول الراغبة بزيادة حصتها. واعتبر مثل هذا الحل "جيدا" في الظروف الراهنة في حالة تقيد الدول الاعضاء بالحصص الجديدة. وقال ان جميع الدراسات تتوقع انخفاض اسعار الخام بشكل حاد خلال الربع الثاني من العام المقبل مما يتعين على المنتجين التعامل مع مثل هذا التطور المرتقب. وأكد ان دول المنظمة عازمة على مواصلة تحمل مسؤولياتها والتعاون والتفاهم فيما بينها على الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم في الوقت الراهن. وأوضح أن الاجتماع الاخير لوزراء نفط المنظمة الذي عقد في اوساكا اليابانية أي خارج مقر المنظمة اكتسب صبغة دبلوماسية في حين تتميز اجتماعات (فيينا التي تستضيف المقر) بكونها أكثر صراحة من ناحية تعاملات الدول الاعضاء فيما بينها. وقال ان بعض الدول طرحت في اوساكا زيادة حصصها الانتاجية "ويتعين علينا الان ان نناقش هذا الموضوع بجدية فضلا عن وجود زيادة كبيرة في الانتاج وصلت الى حوالي مليونين و 700 الف برميل في اليوم الامر الذي يحتم معالجة هذه التجاوزات بطريقة سليمة".وكالة الطاقة: الوقت غير مناسب للتخفيضوقال مسئول بوكالة الطاقة الدولية ان الخفض المقترح في انتاج أوبك قد لا يكون خيارا حكيما في الوقت الحالي في ضوء الغموض السياسي والاقتصادي الذي يكتنف اسواق النفط العالمية. وقال كلاوس ريهاج محرر التقرير الشهري الذي تصدره الوكالة عن سوق النفط ان على أوبك ان تأخذ في اعتبارها الغموض الذي يكتنف التطورات العراقية والاضراب في فنزويلا والاقتصاد العالمي واقتراب الشتاء عند اتخاذ قرارها. وقال ريهاج " في ضوء هذه العوامل الغامضة وانخفاض مخزونات النفط فان الوقت الحالي ربما لا يكون افضل وقت لخفض الانتاج. التوقيت حرج. واذا اتخذ القرار الخطأ فبدلا من تحقيق استقرار السوق قد تجد نفسك قد حققت العكس تماما". وتعارض الوكالة التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بصفة عامة محاولات منظمة أوبك لادارة اسعار النفط بحيث لا تخرج عن نطاقها المستهدف بين 22 و28 دولارا للبرميل. وقالت الوكالة ان نموا أسرع من المتوقع في المعروض النفطي من خارج المنظمة بالاضافة الى استقرار التوقعات بالنسبة للطلب سيعني ان الطلب على نفط أوبك سيبلغ 24.7 مليون برميل يوميا فقط في العام المقبل اي بانخفاض 100 الف برميل في اليوم عن التقديرات السابقة. وقال ريهاج ان نصيب أوبك من السوق قد يستمر في الانخفاض مع سعي شركات النفط الخاصة للاستفادة من ارتفاع الأسعار من خلال مشروعات التطوير.
لقمان
النعيمي