لماذا تكلف العناية بحديقة البيت الاف الريالات؟
كثيرا ما يعبر اصحاب البيوت ذات الحدائق الكبيرة عن امتعاضهم من كلفة العناية بتلك الحدائق والمحافظة عليها، فتصبح مصدرا للازعاج عوضا عن ان تكون مبعثا للسرور. تنتج الكلفة الكبيرة للحدائق بشكل اساسي من جراء استخدام النباتات غير المناسبة للمنطقة والمناخ وبكميات مبالغ فيها.. والواقع انه من الممكن تقليل كلفة العناية بالحدائق بشكل كبير من خلال اتباع خطة تصميمية تتناسب مع البيئة المحلية من دون اغفال الناحية الجمالية.. تستند هذه الخطة التصميمية على مجموعة من القواعد العامة التي من اهمها النقاط التالية:- الاقلال من استخدام العشب الاخضر: وذلك لكفلته العالية ولسهولة الاضرار به. فالعشب يحتاج للماء بكميات كبيرة ويمكن ان يحترق بسرعة بسبب اشعة الشمس وكذلك من السهل ان يتأذى ويموت تحت الاقدام. يمكن الاستعاضة عن العشب الاخضر بالنباتات الزاحفة والتي تتمتع بقدرة اعلى بكثير على التحمل.- استخدام النباتات المحلية: لانها ارخص ولانها اقدر على تحمل المناخ المحلي وبالتالي تتمتع بفرص اعلى بكثير للبقاء. وهي كذلك اقدر على تحمل امراض المنطقة لتآلفها مع البيئة على مدى عصور، بالاضافة الى ذلك فان طبيعتها الصحرواية تجعلها قليلة الحاجة للماء والعناية، الامر الذي يقلل من كلفتها، هذا كله بالاضافة لتمتعها بجمال خاص وجذاب.- الاستعاضة عن نباتات الزينة بنباتات مثمرة: وبالتالي يمكن الاستفادة من ثمر تلك النباتات مما يعني وجود عائد مادي يقلل من الكلفة الكلية. ولا يخفى ان للنباتات المثمرة جمالها الخاص وتنوعها الجميل الذي سيغني اية حديقة من الناحية الفنية.- استخدام اساليب الري الحديثة: كاسلوب التنقيط مثلا الذي يقدم للنبتة كفايتها من الماء وفق برنامج زمني محدد، الامر الذي يحد من الكلفة ويقلل من هدر الثروة المائية.- استخدام مواد غير نباتية في تصميم الحديقة: مما يخفف من المساحات التي تحتاج الى عناية مستمرة وكلفات دائمة. مثال ذلك استخدام الحصى الصغير لبعض المساحات المفتوحة او الرمل او الحجر. ومن النماذج الجميلة والتي يمكن الاستفادة منها في تصميم حدائق البيوت تظهر الحدائق اليابانية التي تعتمد اعتمادا كاملا على الرمل والصخور الصغيرة في تصميمها مع استخدامات محدودة للنباتات. تمتاز هذه الحدائق بالهدوء والسكينة ولا ينقصها الجمال بأي حال من الاحوال.- الاستغلال السليم للمساحات المتوفرة: عوضا عن ان يعتمد التصميم على فكرة المساحات الخضراء الواسعة والتي لا تقدم اية فرص حقيقية لاستخدامات متعددة ومتنوعة. اذ يجب ان تتم دراسة احتياجات المستخدم من جلسات وملاعب اطفال ومساحات حركة واماكن للنشاطات الاخرى. ثم تحدد مواد الرصف المناسبة لكل من هذه النشاطات. توظف المساحات المتبقية بعد ذلك كأحواض للنباتات ومساحات خضراء فتكون ذات مساحة مقبولة ويمكن السيطرة على مصروف العناية بها. هذه بعض النقاط الاساسية التي تساعد على تخفيف كلفة الحدائق، ولكنها ايضا تقوم بثلاثة اعمال لاتقل اهمية وهي: اولا تطوير الحديقة لتكون مناسبة البيئة الطبيعية ونابعة منها من خلال اعتمادها على مواد نباتية محلية، وثانيا تقديم تصميم يناسب طيبعة الحياة الاجتماعية المحلية مما يجعلها اقدر على تلبية احتياجات المجتمع، وثالثا فانها تطرح حلولا تصميمية ذات جمال خاص مرتبط بالبيئة ونابع منها عوضا عن الحلول المستوردة والتي تمثل ثقافات مختلفة ولا تمت للمجتمع السعودي بصلة كل ذلك مع توفير ملموس في الكلفة الاجمالية لانشاء وصيانة الحدائق الخاصة.استاذ قسم عمارة البيئة في كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك فيصل