تجربة التعاون الخليجي
تتعرض تجربة التعاون الخليجي التي أدت الى قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الى نقد بعضه هادف وبعضه مغرض والنقد الهادف هو ذلك الذي يعبر عن طموحات ابناء الخليج في ان تحقق هذه التجربة الرائدة في عالمنا العربي المزيد من الانجازات والمزيد من الخطوات لتحقيق كل مايمكن تحقيقه في مجال التعاون الخليجي بين شعوب وحكومات دول الخليج العربية فما زال امام دول المجلس الكثير من الملفات التي تنتظر قرارات حاسمة من القمة الخليجية.وبقدر مايمثله هذا النقد الهادف والبناء من ظاهرة صحبة وحضارية نرى نقدا مغرضا لا يمثل سوى احقاد اصحابه الذين رهنوا اقلامهم للمزايدات متجاهلين وعي ابناء الخليج وادراكهم الاهداف اللعبة القذرة التي يمارسها بعض المنظرين العرب في بعض عواصم اوروبا بعد ان لفظتهم بلدانهم وارتبطوا بدوائر معادية لدول الخليج وللدول العربية بصفة عامة فباعوا اقلامهم ومعها ضمائرهم لتلك الدوائر المشبوهة وأصدروا احكاما عشوائية تفوح منها رائحة العداء الساخر والحقد الاسود.ان تجربة التعاون بين دول الخليج العربية وقد اضافت لبنات جديدة الى صرح العمل الخليجي المشترك نقول ان هذه التجربة نجحت فيما فشلت فيه كل التجارب العربية المماثلة وهذا في حد ذاته مكسب ليس لدول الخليج العربية فقط بل ولجميع الدول العربية فعالمنا العربي لا يزال بأمس الحاجة الى مثل هذا التعاون من خلال الكيانات العربية المتجانسة جغرافيا واقتصاديا وسكانيا والفرص المتاحة لكل الدول العربية لممارسة هذا التعاون مع جيرانها ذات العوامل المشتركة والسمات المتجانسة فلماذا تنعق بعض الاصوات المأجورة بنقدها المغرض ضد هذه التجربة الخليجية التي تعتبر انجازاتها مكسبا عربيا عاما لان دول المجلس عربية اولا واخيرا؟لماذا تجأر تلك الاصوات المنكرة بدعاوى واراجيف باطلة ضد دول الخليج العربية؟الا تكفي الاوضاع العربية المتردية للوقوف مع اي تجربة عربية تهدف للتعاون والتضامن لتحقيق الاهداف الوطنية والقومية الشاملة انها اسئلة لا تصعب الاجابة عليها فابناء الخليج يعرفون تماما اعداءهم كما يعرفون تماما أصدقاءهم.وما زالت طموحات ابناء الخليج كبيرة في ان يحقق المجلس المزيد من الانجازات لرفع العمل الخلليجي المشترك الى الامام لحماية امن الخليج ومكاسبه وتسهيل تنقلات ابنائه بين أقطاره وكأنهم في بلدهم من حيث الحقوق والواجبات وتلك غاية لا يصعب ادراكها.