أسباب الوفيات في المملكة
قبل خمسين عاما كانت معظم اسباب الوفيات في المملكة تتركز على الامراض الوبائية مثل الجدري والسل ونوبات وباء الكوليرا والذي استمر لما قبل ثلاثين عاما وامراض الحميات الاخرى وقد ادى الوعي الصحي الى انحسار هذه الامراض الوبائية عن المملكة واصبح بالامكان السيطرة على امراض الحميات البسيطة بالمضادات الحيوية وغيرها.اما بالنسبة للحوادث فقد كانت غير شائعة في ذلك الوقت حيث كانت بداية دخول السيارات ولم يكن لها وجود الا بأعداد بسيطة في المناطق الرئيسية فقط وكذلك الحوادث المدنية كانت تعد بسيطة لعدم وجود المسببات مثل الكهرباء والغاز أو توافر الاسلحة وغير ذلك بمعنى ان المملكة انحسرت عنها الوفيات الجماعية نتيجة الامراض الوبائية وانتشرت فيها وفيات الحوادث بأنواعها ولكنها فردية. كما ظهرت الامراض العصرية مثل السكر والضغط وامراض القلب والتي تعتبر والحمد لله في مرحلة التراجع وذلك لسيطرة العلوم الطبية عليها بالعلاجات الجديدة.اما في السنوات الحالية فالمملكة تعاني وفيات الامراض المزمنة والقاتلة مثل السرطان والامراض الوراثية لقلة الوعي الاجتماعي بها والحوادث المرورية.تقديرات عامةلاحظ الدكتور بيرلز من الولايات المتحدة الامريكية وجود ارتباط بين انجاب الامهات في سن متأخرة وطول العمر فبعد دراسة تاريخ بعض السيدات المعمرات وجد عدد لا يستهان به بين افراد العينة من السيدات اللاتي انجبن في أواخر الاربعينات من اعمارهن ومن بينهن امرأة انجبت في سن الثالثة والخمسين.اما الاخبار الجيدة للرجال فهي ان الرجال الذين يبقون على قيد الحياة حتى سن المائة او اكثر ينزعون للاحتفاظ بوظائف عقلية افضل من النساء المقابلات لهم في العمر (وذلك حسب رأي خبراء كلية الطب في جامعة هارفارد الامريكية).ان انخفاض المعدلات الكلية للوفيات في اغلب بلدان العالم خلال القرن العشرين جعل اكبر الهيئات العالمية المتخصصة في شئون السكان وهي (قسم السكان التابع لهيئة الامم المتحدة) تعيد صياغة تعريفاتها المعتمدة, فاصطلاح المسن يعني الآن ذلك الشخص الذي يبلغ الخامسة والثمانين من العمر او اكثر وليس الخامسة والستين كما كان يشير اليه التعريف من زمن قريب.فتحسن مستويات الصحة العامة والتغذية بالاضافة الى التقدم الذي تحقق للبشرية في مجال الطب مثل استخدام المضادات الحيوية واللقاحات المضادة للامراض المعدية كل ذلك أدى الى انخفاض معدل الوفيات في هذه المناطق ومنها المملكة العربية السعودية حيث تعتبر منطقة خالية من الامراض الوبائية منذ ثلاثين عاما تقريبا كما ان ارتفاع مستوى الخدمات الصحية ادى الى تقليل وفيات الامراض الوراثية والبسيطة ويساعد التطور الاقتصادي بصورة عامة على بقاء الناس على قيد الحياة لفترات أطول كما يدل عليه ارتفاع معدلات الوفيات في البلدان الاقل تطورا.وتدل الاحصائية التالية على نسب وفيات الامراض الشائعة بالمملكة العربية السعودية وفق آخر احصائيات وزارة الصحةأمراض القلب والجهاز الدوري 16%أمراض تصلب الشرايين 7%أمراض ارتفاع الضغط 3.5%أمراض السكري 3%الأورام السرطانية 5%أما آخر احصائيات للوفيات في المملكة حسب نوعهاوفيات القتل والانتحار 457 شخصاوفيات عمليات الدفاع المدني 1260 شخصاوفيات حوادث المرور 4848 شخصاوبتحليل بسيط لهذه الاحصائيات نجد ان المنطقة الشرقية تحمل اعلى نسبة بالحوادث المرورية مع انها الاقل سكانا وبالتالي الاقل بعدد السيارات.اما بالنسبة لوفيات الحوادث المدنية التي تتبع مديريات الدفاع المدني نلاحظ من خلال الاحصائيات الخاصة بهم ان هناك تكافؤا بين عدد السكان في المنطقة ونسبة الحوادث المدنية فيها كما يلاحظ ان مستوى اداء الخدمة في هذه المديريات واحد مما يوضح كفاءة الادارة الرئيسية لهذه المديريات.اما وفيات الحوادث الجنائية ومن خلال الاحصائية الخاصة بها نلاحظ العوامل التاليةان معظم حوادث الوفيات الجنائية تتركز في المناطق المزدحمة سكانيا والمناطق التي ترتفع فيها مستوى المعيشة وترتفع فيها نسبة تعاطي المخدرات وكذلك انتشار الافكار الخاطئة بين الشباب وحماسهم واعتمادهم على من يدعمهم من اقارب ومسئولين والدليل ارتفاع نسبة الاعتداء الخطأ الذي ادى لعدة وفيات.مغسلة الموتىالسيدة/ أم عبداللهتعمل في تغسيل الموتى بجامع الامير فيصل بن تركي بالدمام بعد ثلاثين عاما من الخدمة في هذا المجال مازالت السيدة بدرية تتضح عليها ملامح الرهبة من اجواء الموت التي تحيطها في اوقات عملها وكأنها جديدة في هذا المجال حيث كانت طوال الحديث معها تتنهد بقوة بين كل كلمة واخرى وتتبعها بالتهليل وطلب حسن الختام من الله.تقول: بدأت العمل في مغسلة الموتى منذ ثلاثين عاما وكانت آنذاك في مسجد الشيخ عيسى وكانت البداية صعبة جدا وقد طلبوا مني ان اركب في سيارة الاسعاف مع احد الموتى وما ان ركبت حتى نزلت مرة اخرى ورفضت بتاتا العودة لمثل هذا العمل ولكن الحاجة في ذلك الوقت وقلة الحيلة جعلتني استجمع قواي ولا اجد امامي بدا من الاستمرار في هذا العمل وبدأت تدريجيا بالاعتياد على هذا العمل ولكن الرهبة من الموت لم تتغير أبدا فأنا اعتدت فقط على شكل الموتى ولكن الجو المحيط بكل ميت لا يمكن الاعتياد عليه او نسيانه.وتقول ان الاموات عند تغسيلهم يختلفون بحسب حالة او شكل الميتة فأموات الحوادث نستطيع تمييزهم بسهولة وكثيرا ما تأتينا حالات تصعب جدا رؤيتها بالنسبة لنا فما بالك بالنسبة لاهلهم (حالات تشوه واعضاء مقطوعة عن الجسم وغير ذلك) نسأل الله حسن الختام.اما بالنسبة لاموات المرض فمعظمهم بعد الوفاة يعودون الى اشكالهم لما قبل المرض وكأنهم سليمون تماما.اما عن الصورة النهائية للميت وما يتردد كثيرا عن بعض حكايات الاموات الذين تخرج منهم رائحة زكية او ان يكونوا بحالة غير مرضية تماما.فأجابت ان ذلك حقيقي وكثيرا ما صادف ان تقوم بتغسيل بعض السيدات اللاتي يرفعن سبابتهن طوال الوقت وكأنها تتشهد وغير ذلك من المناظر المكرمة لاصحابها.اما عن الاشكال غير الطيبة لاهلها فقد رفضت السيدة بدرية الادلاء بأي كلام حول تلك الاوضاع وركنت الى الدعاء بحسن الخاتمة لنا ولها.السيدة بدرية لها من الابناء سبع بنات وثلاثة اولاد سألتها عن بناتها وهل يساعدنها او يشاركنها في عملها فأجابت بضحكة طبيعية حين ذكرت ابناءها وقالت ان بناتي يخفن جدا ولا يمكن ان يدخلن معي للمغسلة وفي الحقيقة انا لا اريد لهن ذلك ولكنهن يتقبلن عملي واعتادوا عليه من صغرهم.وفيات العجزةالدكتور خالد رئيس قسم امراض التمديد يقول انه خلال العشرين سنة الماضية اختلفت امراض الشيخوخة ودخلت امراضا اخرى على هذه الفئة العمرية فالتطورات الهائلة في الاجهزة الطبية قد حدت من الوفاة المباشرة لبعض الامراض مثل الجلطات القلبية وجلطات المخ وغيرها.السيد موسى عمر 97 عاماتتحدث عنه ابنته منيرة وتقول:الوالد يعتبر من المعمرين والذي ساعده على بذلك ليس أسلوب معينا بالأكل او الشرب انما هو خوفه غير الطبيعي على صحته لذلك هو لا يغير في اسلوب أكله او فيمن يطبخ له اساسا والويل لمن يغير في مواعيد أكله ولا يخرج بالشمس ولا يسهر, يكره الى درجة كبيرة الاطباء والمستشفيات والاهم هو انه لا يدع لاحد مجالا لاشراكه بهمومه ويمنعنا ان نخبره بوفاة احد ممن يعرفهم ففي السنوات الاخيرة توفي الكثيرون من اصدقائه والى الآن لم يعرف بذلك ولكني متأكده من انه يعلم بذلك داخليا.الانسه/ نوره صالحاصيب والدي بجلطة في المخ تم نقله على اثرها الى المستشفى على أمل الشفاء وقد كنت اتوقع معالجة سريعة لنوبة سكر عادية ولم يستطع المستشفى الخاص تقديم المساعدة لمثل هذه الحالات وتم نقله الى المستشفى العسكري وبعد شهرين اكدوا انه ليس هناك أمل في شفائه من السكتة الدماغية واشاروا علينا بنقله الى المنزل ولكننا اصررنا على بقائه على أمل بالشفاء ولان حاله سيكون افضل مع العناية المدربة والاجهزة المناسبة والى الآن لم يتغير الوضع منذ سنة ونصف ولكن لا وجود لمراكز التأهيل.. الخاصة بالعجزة لكي تحل محل المستشفيات ولتقدم المساعدة لكبار السن المحتاجين للتأهيل وفي محاولة للاتصال بمستشفى القطيف قسم الحميات والاوبئة.للأسف لم يوافقوا بتاتا على تزويدي بأية معلومات الا بعد موافقة من وزارة الصحة بالرياض لحساسية الموضوع ولا يتوقعون الموافقة لصعوبة التصريح بأخبار الامراض والاوبئة التي يقومون بالحجز عليها بالمستشفى.
أحد الحوادث المرورية المريعة
حوادث السيارات تحصد الآلاف سنويا
أحد الحوادث المرورية المريعة
حوادث السيارات تحصد الآلاف سنويا