صحيفة اليوم

في ستين داهية

لم يخطر على عقل وبال جراهام بل 1847 - 1922 ذلك الاستكنلندي الاصل الذي اخترع الهاتف سنة 1876م ان اختراعه سوف يمتد ويتطور ليصل الى الآذان والأفواه في جميع انحاء العالم وبلا اسلاك, فقط عبر الاثير تنتقل الاف الكلمات الفارغة.والملايين من الرسائل التي تحمل مضامين ورسومات اقل ما يقال فيها انها تخدش الحياء ويتبادلها الناس ومن فئات عمرية مختلفة, اقول لو خطر على باله ذلك لكتم على نفسه ذلك الاختراع ولم يخبر به احدا ومضى بسره.ولو رجعه الله الى الحياة مرة اخرى واطل على بعض اسواقنا ورأى المعاكسين من الشباب الاجلاف الذين يرمون بأرقامهم على الفتيات وبشكل مقزز وجريء تصل بهم الجرأة الى حد ان يخطف احدهم حقيبة الفتاة اليدوية ليضع فيها رقم هاتفه, اقول لو شاهد (جراها بل) ذلك المنظر لقال لنفسه (اية الهباب اللي انا هببته ده).ولو تخيلنا ان السيد المحترم (جراهام بل) سوف يتقبل ذلك وساحنا عليه فلا اظنه سيتحمل شركة الاتصالات السعودية وحالها في عيد الفطر عندنا في الاحساء لما سكتت هواتفنا ولم تنطق وصرنا نحملها وننظر لها ببؤس وكأنها مغمى عليها! ثم نقرأ في الصحف ان الاحساء ستين داهية برج للجوال لم تنفعنا ولم تتحملنا!والمصادفة الجميلة ان الجوال دشن في الاحساء عام 1417هـ, وفي رمضان تقريبا يعني عمره الان 6 سنوات وبشكل اكثر وضوحا, الجوال عندنا كبر وصار (رجال) ودخل المدرسة لكن للاسف طالب بليد! لم تفلح شركة الاتصالات الا في تركيب 60 برجا يعني في كل سنة 10 ابراج واحتفلت الشركة بهذه الانجازات واطلقت شعارها الاصفر الذي يسر الناظرين ومنذ بدء الخدمة وعندنا مواقع معروفة ومحددة واوقات معينة يصعب علينا الحصول على اشارة او لا نستطيع اجراء او استقبال اي مكالمة بسبب عبارة (الشبكة مشغولة).يا جماعة نحن هنا محسودون فرئيس شركة الاتصالات من الاحساء وقريبا باذن الله سوف يرفع البرج رقم 61 وتنتهي المشكلة بأسرع وقت وسوف تجرون مكالماتكم المهمة وغير المهمة وتتمكنون من ارسال رسالة وفي اي وقت,. وانتظروا عام 1425هـ, عندما يفتح المجال لشركات اخرى تتنافس على كعكعة العيد, وكل عام وانتم في 60 خير.عبدالمحسن الحسين