صحيفة اليوم

أين مراكز ابحاثنا عما يتداولونه عن العلاج بالأعشاب

وصلتني رسالة بالبريد الإلكتروني تتحدث عن قصة اكتشاف دواء عشبي لعلاج الغرغرينا التي تصيب مرضى السكر والتي بعض الأحيان تؤدي إلى بتر العضو المصاب مذكور فيها أسماء الأعشاب التي تستخدم وطريقة تحضيرها واستخدامها وقد نشرت في احدى الصحف المحلية وجاء في الرسالة ان الذين استفادوا منها حوالي 5000 شخص. والقصة كما وصلت بالرسالة لمريضة مصابه بداء السكري ولديها الغرغرينا في القدم وان الاطباء افادوا بأنها تحتاج إلى البتر ولكنها أصرت على الرفض لأنها سبق وأن تم بتر أصابع القدم وبالتالي خرجت من المستشفى. وبما أنها بدوية ولديها معرفة بأمراض بعض الحيوانات وخاصة الإبل وكيفية علاجها لذا جمعت كما جاء في الرسالة بمساعدة ابنتها نفس الأعشاب وأعشابا آخرى معروفة وهي عبارة عن الإرطاء والمرة والمباركه والشبة البيضاء ومن ثم قامت بخلطها وتنظيفها للحصول على بودرة ووضعتها على الجرح وكانت النتيجة الشفاء التام.إنتشر الخبر وخاصة بعد نشره مما أدى إلى اتصال كثير من المرضى من داخل وخارج المملكة للاتصال بإبن المريضة للحصول على هذه الوصفة. والتعليق على ذلك بأن هذا ليس بغريب ولا جديد في مميزات واختراعات استخدام طب الأعشاب فقد استخدم على مر العصور وتاريخ حضارة الأمم والديانات في وقت لم تتوفر فيها أي أدوية كيميائية كما في الوقت الحاضر بل أنه في زمن الأنبياء والصحابة لم يستخدموا سوى العلاج بالأعشاب والطعام.فهي حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد سواء الأطباء أو الحكماء أو الفلاسفة أو المعارضين. أذا لماذا نغمض اعيننا عن هذه الحقائق ولماذا لا نعترف بهذا الطب المتوارث ولماذا لا نستفيد من خبرة هؤلاء الأشخاص حتى الأميين منهم الذين هم عبارة عن مراجع وقواميس وكنوز موجودة سواء بالعقول أو الدفاتر القديمة والذين لا يفضلون أن يفصحوا عنها في الوقت الحاضر لاسباب منها أنهم لا يريدون أن يفشوا بأسرارهم أو خوفا من ملاحقتهم وعقابهم . مما يضطر الممارسين لاستخدام هذا النوع من التطبيب للاختفاء بعيدا عن نظر المراقبين.ر إن وضع القوانين لهم ولغيرهم يضمن سلامة استخدامه ووصفه بل نشجعهم على عمل الوصفات تحت اشراف وتعاون الأطباء ومراكز الأبحاث وغيرهم. لقد طالبت في عدة مقالات سابقة بالإهتمام بهذا التراث الشعبي الطبي ودعوة المسؤولين ورجال الأعمال للاستثمار وعمل المراكز وغيرها. هذا وأؤكد على ماكتبه كاتب الخبر في الصحيفة عن تساؤلاتة بل وأزيد عليها تساؤلات آخرى:أين المهتمين والباحثين؟أين مراكز الأبحاث؟أين تدوين وتسجيل هذا الدواء؟أين براءة الاختراع؟أين رد المسؤولين بالقطاعات الصحية؟أين المرضى الذين استخدموا هذا الدواء وقالوا انه تم شفاؤهم. فلماذا لا تكتب وتنشر لاثباته والرجوع إليهم عند اجراء البحث العلمي والفحص الاكلينيكي؟أين الجامعات وكليات الطب والصيدلة؟أين المستشفيات الكبيرة والتي لديها دراسات ومراكز أبحاث وباحثين؟أين تشجيع هذة المواهب؟وهناك الكثير من التساؤلات التي تحتاج الى إجابه.لماذا نخسر اختراع دواء على مستوى العالم العربي؟فكما قال الكاتب فلو تم سرقته ونسب الى شخص آخر سنفقد الحقوق الابداعية والفكرية. ونتهافت على استعماله لأنه أتى من غيرنا . وفي الدول الغربية والأوروبية وغيرها لو تم اكتشاف أي شي علمي فإن الدنيا تقوم ولا تقعد. الصحافة والإعلام والجامعات والمراكز والمهتمين كلها تهب للمساعدة والتبرع وابداء الرأي لتشجيعهم ودعمهم المعنوي.فلماذا لا نجد نفس الإهتمام؟فلو كان هذا الدواء العشبي أدى إلى آثار جانبية أو مشكلة طبية لحدث العكس تماما ونسمع أصوات المعارضين من كل مكان. أعرف أن هناك لجانا ودراسات لوضع القوانين للممارسة أو التجارة ولكن نحتاج إلى لجان للأبحاث وتبني كل الأفكار من ذوي الخبرة والموهوبين والإسراع بالتنفيذ. أتمنى أن نرى مراكز أبحاث لدراسة طب الأعشاب واستخدامها بدعم من المسؤولين في الدولة حفظها الله كما هو متوافر حاليا في الدول الآخرى وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي.@@ الدكتور ابراهيم عبدالوهاب الصحاف أخصائي علاج الآلام والطب الشرقي والوخز بالإبر الصينيةImedicine @alyaum.com