الوخز بالأبر لمعالجة آلام الأطفال في أمريكا
ظلت اليزا برادي (4 سنوات) ساكنة تماما في مكانها فيما انصرف الدكتور يوان ـ تسي لين الى غرز ابرة رفيعة في ساقها , فبعد ستة أشهر من المعالجة بالوخز أخذ الالتهاب المعوي المؤلم الذي تعاني منه منذ اكثر من سنتين يتحسن.هل جاء التحسن في حالة اليزا بالمصادفة ام انه العلاح الصيني ؟ لا احد يعرف بالتأكيد غير ان العلماء بدأوا يدركون ان استعمال الوخز بالإبر لمعاجلة الالم ـ وهذا امر غير اعتيادي للأطفال الأمريكيين فعال مع أن المعالجة بالوخز منتشرة بين الكبار.والبعض يقول أنه إذا تمكن الصغار من التغلب على خوفهم من الابر فإنها تفيدهم مثلما تفيد في معالجة بعض الأمراض التي تصيب الكبار.يقول لين وهو اخصائي التخدير في معهد هارفرد للطب ان معاجلة الأطفال بالوخز ليس سهلا ويتطلب وقتا وجهدا لشرح الطريقة للمريض ولعائلة , لين يجرب الإبر على الوالدين أولا على أساس مقولة أن الأطفال لا يخافون كثيرا مما وصفه البعض بعضة البعوضة , إذا جرى وخز امهاتهم أولا.وقد انتهى مستوصف الألم الذي يديره لين في مستشفى الأطفال في بوسطن مؤخرا من دراسة دامت سنة كاملة عولج فيها 234 طفلا بالوخز بالأبر , وكانت هذه اكبر دراسة من نوعها حتى الآن , وقال الأطفال ان آلامهم خفت مثلما خف غيابهم عن المدرسة بسبب الصداع وآلام البطن والحالات الشائعة الأخرى عما كانوا يعانونه من قبل , حسب ما قال لين في اجتماع للجمعية الأمريكية للتحذير.ويستعد لين لإجراء دراسة أخرى أكثر دقة وصرامة من الناحية العلمية , حيث سيعالج نصف عدد الأطفال المشاركين بالوخز الحقيقي والنصف الآخر بالوخز التمويهي.وكانت المعالجة بالوخز قد درجت كثيرا بين الكبار في السنوات الماضية وبصورة خاصة بعد أن أعلن المعهد القومي الأمريكي للصحة في العام 1997 أن هذه الطريقة تشفي من بعض الحالات كالالم الجراحي والغثيان والتقيوء الذي تسببه المعالجة الكيميائية.ويقول ممارسو الطب الشرقي ان وضع الإبر في أماكن معينة من الجسم الى جانب بعض المعالجات , كالأعشاب , يصحح الجريان في قنوات الطاقة في الجسم.وفي حين يشك العلماء الغربيون أن يكون للوخز بالإبر كل ذلك الأثر الذي يؤمن ممارسو الطب الشرقي انه يخلفه على مختلف أجزاء الجسم , فقد اكتشفوا أدلة على أنه يؤثر على المواد الكيميائية البدنية التي لها علاقة بالاحساس بالآلام وببعض الوظائف الأخرى , واليوم يقوم المعهد القومي للصحة بتمويل ست دراسات تهدف الى معرفة ما إذا كان الوخز يسعف كثيرا في بعض الحالات غير المؤلمة كارتفاع ضغط الدم.ويشير الدكتور برايان مدير الطبابة التكميلية في جامعة مارليند أنه لا يجوز افتراض ان ما ينفع الكبار سينفع الصغار أيضا , بل ينبغي ان نجرب ذلك.ويشير الدكتور ريتشارد ناهين من المركز الوطني للطب التكاملي والطب البديل في المعهد القومي للصحة أن أبحاث معالجةالأطفال بالوخز لا تزال في بدايتها.ولقد أجريت سابقا بعض الدراسات التجريبية على حالات من بينها نقص الانتباه والارتجاج الدماغي , غير ان ناهين يقول أن أقوى الأدلة المتوفرة حتى الآن تؤكد فعالية معالجة الوخز للصحة الآن أطفالا مصابين بالسرطان.ويقول لين ان اهتمام الوالدين آخذ بالازدياد , وهو يقدر أن حوالي ثلث مراكز معالجة آلام الأطفال بدأ يقدم الوخز بالإبر لمعالجة الأطفال وتقول سوزان لوتشي , والدة اليزا: ( لم يكن لدي شيء أخسره بل سأكسب كل شيء).وقد تذمرت والدة اليزا عندما ابلغها أخصائي الأمراض المعوية أن الالتهاب المعوي الذي تعاني منه طفلتها والذي يشبه الالتهاب الذي يسببه مرض كروهن يتفاقم رغم الأدوية الخفيفة التي وصفها لها , وأنه سيحاول معالجتها بأدوية استيرودية أقوى.ولكن اليزا اخضعت للوخز بالإبر وهو معالجة تستعمل على نطاق واسع في بعض البلدان الآسيوية ضد بعض الأمراض المعوية , والملفت أن اليزا التي تعودت على فحوص الدم أشهرا طويلة لم تفزع من أبر الوخز. والملفت أكثر ان فحوص الدم والبراز أظهرت أن الالتهاب يتراجع عندما بدأت اليزا تحس بتحسن , ولا احد يعرف ما إذا كان هذ تراجعا روتينيا , خاصة وان اليزا لا تزال تأخذ أدوية خفيفة , ولكن والدتها تريد معالجتها بالوخز إذا تردت حالة الطفلة من جديد. إن عددا قليلا من الوف ممارسي المعالجة بالوخز المرخصين والعدد الصغير من الأطباء الذين يمزجون بين الطب العادي والوخز , ويختصصون في معالجة الأطفال. ولكن الدكتور سانتانام سوريش من مستشفى الأطفال التذكاري في شيكاغو يقول انه من الضروري جدا ان يتأكد طبيب الأطفال من أنه ليس هناك مرض آخر قابل للمعالجة يسبب آلام الطفل قبل أن يجرب الوخز بالإبر.أسوشيتدبرس