قضية وسؤال
مع صعود أسعار النفط إلى أعلى مستويات لها منذ عامين بفعل المخاوف من الحرب في العراق وتقلص إمدادات النفط القادمة من فنزويلا .هل ستلجأ حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى إطلاق كميات من النفط الخام من احتياطيات البلاد الاستراتيجية ؟في إطار هذه التداعيات وتحسبا لأي طارئ قد ينعكس على مسيرة تدفق النفط إلى أمريكا، طالب رئيس لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأمريكي من حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش إطلاق كميات من النفط الخام من احتياطيات البلاد الاستراتيجية.وبنهاية الشهر الحالي فان اثنتين من شركات تكرير النفط الأمريكية سينفد ما لديهما من نفط خام ما لم يتم إطلاق بعض النفط المخزون في احتياطيات البترول الاستراتيجية للبلاد.وقال العضو الجمهوري في مجلس النواب بيلي توزين في رسالة إلى وزير الطاقة سبنسر ابراهام : اطلب باحترام ان يتم البحث بعناية في العواقب الاقتصادية الناجمة عن توقف إمدادات النفط الخام من فنزويلا.وتعتبر فنزويلا من مصدري النفط الرئيسيين إلى الولايات المتحدة وقد انخفض إنتاجها من نحو 3 ملايين برميل في اليوم الى اقل من 300 ألف برميل في الأيام الأخيرة بسبب الإضراب العام الذي تقوده المعارضة.وبلغ سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي الخفيف في بورصة نيويورك التجارية نايمكس مطلع الأسبوع الماضي 75ر31 دولار للبرميل مرتفعا 1.45 دولار أو 5 بالمائة. وفي التعاملات الإلكترونية بعد الإغلاق الرسمي سجلت الأسعار مستوى مرتفعا جديدا 00ر32 دولارا للبرميل أعلى مستوى لها منذ فبراير عام 2001 .وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كلير بوكان ان البيت الأبيض يتابع وضع الإمدادات الى الولايات المتحدة لكنها امتنعت عن التعليق على دعوة توزين، قائلة "الوضع قيد المتابعة".مشيرة الى تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض أري فلايشر الاسبوع الماضي بان الضخ من الاحتياطات الاستراتيجية ليس ضروريا. وعندما سئلت إن كان هذا الرأي موضع إعادة تقييم اكتفت بالقول إن الوضع قيد المتابعة.وقال توزين في رسالته : هذا وضع حاد، مضيفا إن اثنتين على الأقل من مصافي النفط تقعان على ساحل خليج المكسيك سينفد النفط لديهما بنهاية الشهر.والمصفاتان مملوكتان لسيتجو وحدة التسويق والتكرير لشركة النفط الفنزويلية الحكومية. وردا على دعوة توزين قالت وزارة الطاقة الأمريكية انها لا تحبذ إطلاق كميات من النفط من المخزون الاستراتيجي في هذا الوقت لكنه يبقي مع ذلك خيارا.وقالت الوزارة إن مخزونات البترول الاستراتيجية الأمريكية قفزت إلى مستويات تاريخية مرتفعة. وكانت الوزارة قالت في وقت سابق انها لا تنوى إعارة نفط مخزون إلى الشركات التي تواجه مشكلات في الحصول على النفط الخام الفنزويلي لتشغيل مصافيها.وفي الوقت الحالي فان المخزون الاستراتيجي الذي انشأه الكونجرس في منتصف السبعينات بعد الحظر النفطي العربي يحوي حاليا 599 مليون برميل من النفط الخام في خزانات تحت الأرض في لويزيانا وتكساس.وتابعت أسعار النفط العالمية الأسبوع الماضي قفزاتها إلى مستويات مرتفعة جديدة في عامين مع استمرار عرقلة الإمدادات من فنزويلا.وفي بورصة البترول الدولية بلندن أنهى خام القياس الدولي مزيج برنت لعقود فبراير جلسة تعاملات قصيرة عشية عطلة عيد الميلاد منخفضا 12 سنتا الى 60ر29 دولار للبرميل بعد أن سجل قفزة بلغت 38ر1 دولار رفعته إلى أعلى مستويات في ثلاثة اشهر، ويخشى المتعاملون أن يستمر الإضراب في فنزويلا إلى العام الجديد ويتزامن مع فقدان الإمدادات العراقية إذا شنت الولايات المتحدة حربا على العراق.وقد يزيل ذلك صادرات تبلغ نحو 5ر4 مليون برميل يوميا من السوق العالمية التي يبلغ حجمها 76 مليون برميل يوميا.وجدد الصعود الحاد لأسعار النفط مخاوف من ان ارتفاع تكاليف الطاقة قد يقوض الانتعاش الهش للاقتصاد العالمي.والقفزة التي سجلتها أسعار النفط استندت إلى الحشد العسكري الأمريكي والبريطاني في منطقة الخليج مع قرب انقضاء مهلة لانصياع العراق لمطالب الأمم المتحدة لنزع أسلحته.ولم يظهر مفاوضو الحكومة الفنزويلية والمعارضة أي علامات على التوصل لاتفاق على جدول زمني للانتخابات في فنزويلا وهي عضو مهم في منظمة اوبك. وقال موظفو الشركة المضربون انهم لن يعودوا الى العمل ما لم يترك شافيز السلطة.وخفض الإضراب إمدادات النفط ومشتقاته الى الولايات المتحدة بنحو 13 في المائة في وقت يزيد فيه الطلب في اكبر مستهلك للنفط في العالم مع وصول موسم التدفئة الشتوية الى ذروته.وكان المتعاملون في السوق يتوقعون انخفاض مخزون النفط الخام بمقدار75ر3 مليون برميل بسبب تقلص الإمدادات من فنزويلا. لكن التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي اظهر مساء يوم الثلاثاء الماضي ارتفاع المخزون بمقدار 7ر2 مليون برميل في الأسبوع الذي انتهى في 20 ديسمبر الجاري.وعليه فقد عادت أسعار النفط الخام الأمريكي إلى الانخفاض بنحو 5ر1 في المائة الخميس الماضي متراجعة عن أعلى مستوى منذ 23 شهرا بعد ان أظهرت بيانات ان مخزونات الوقود الأمريكية ارتفعت رغم الإضراب الذي خفض صادرات فنزويلا للولايات المتحدة إلى نحو العشر.وهبط الخام الأمريكي الخفيف 42 سنتا إلى 55ر31 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية التي كانت مغلقة مساء الأربعاء بمناسبة عيد الميلاد.