صحيفة اليوم

عبدالله الطويرقي

لعلي احببت ان ابعد نفسي واياكم عن امور السياسة وملفات الوجع الأزلي بالحديث في ملفات ولكن من النوع الذي لايدخلك في متاهات ليه قلت كذا ومين قالك انه كذا او كذا، ويبعدك عن عوارض الصداع والضغط والقرف وسدة النفس وبالاخص عندما يكون ملفا من وزن الحالة العراقية هذه الايام.. ولعل ملف اللف والدوران الذي كتبت عنه بالأمس بوصفه اكتشافي المثير لحلحلة الاختناقات المرورية شبه الدائمة في مدينة الرياض والحد من الهدر الاقتصادي الذي يترتب على استهلاك الوقود والاسفلت والحوادث وضياع وقت الجادين واصحاب الاعمال الحقيقية في هذا الجو الفوضوي المستديم كما يقول الاطباء.. شوارع منطقة الجذب المعروفة في الرياض تستطيع يامواطن بسهولة ان انت تمركزت مثلا في شارع التخصصي او منطقة ناطحات الغبار في العليا، ان تكتشف للوهلة الاولى ان سيارات بعينها تروح وتجيء كل ساعة او اقل من الساعة بنفس راكبيها الامامير المتموجين بشماغ البصمات المطابقة للاوزون ـ وصدقوني الى الان لااعرف مبررا لاستشهاد الجماعة صناع ومروجي الاشمغة بان بضاعتهم مجازة من الهيئة الشرعية للاوزون المضطهد ـ محملين بجوالاتهم وبرقاب حلزونية تعمل في كل الاتجاهات الاصلية والفرعية من حولها دونما خجل او وجل وكأنها صقور في مهمة قنص لطرائد ان شئتم.. لا واذا كان وقتك يسمح لك وما عندك مشكلة في الصرمحة جرب ملاحقة مجموعة من هذه المركبات وهي تزرع مناطق الاثارة هذه لتتأكد من ان برنامج هذه المجموعات ماهو لعب ومدروس وبسياسة النفس الطويل والذي قد يمتد لعشر ساعات يوميا يتخللها طبعا ارتماءات في مقاهي او عبور لداخل احد المراكز والناطحات لزوم مايلزم علاوة على اوقات التزود بالوقود او ربما غسل المركبة فيما اذا كانت الاجواء مطيرة او مغبرة.. يضاف بطبيعة الحال لهذه المجموعات الشبابية اللي اكيد انها بتقود البلد وتصبح مسئولة عنه في الـ 30 سنة الجاية كفانا الله واياكم ذلك الزمن العبثي اقول يضاف اليهم انتحاريو الليموزينات من العمالة والتي بحكم طبيعة عملها تعمل ضد الزمن ومهمتها تحقيق السقف المادي اليومي للشركة والهامش الذي يحدده السائق لجيبه يوميا.. وغدا لعلي انهي الحكاية.