ناصر بن عبدالله الفرحان
مع انتشار وسائل الاعلام المختلفة في عصرنا الراهن خاصة المرئية منها دأب البعض على ترديد عبارات الرأي والرأي الآخر وحرية التعبير عن الرأي وهكذا, واصبحنا اليوم لا ندير نقاشا ولا منتدى ولا نجلس مجلس الا ويقوم صارخ وآخر ناعق والكل يقول انني اعبر عن رأيي ووجهة نظري ونريد حرية التعبير عن الرأي, وهكذا ولعلنا هنا نتساءل ونورد بعض الاسئلة عن حرية التعبير عن الرأي لعلنا نصل الى نتيجة وهدف منشود نحقق فيه ذاتنا الانسانية واهدافنا الحياتية ونقول:حرية التعبير عن الرأي هل هي حرية مطلقة؟بلاشك ان الحرية المطلقة في التعبير عن الرأي هي مفسدة مطلقة, فالحرية تعني الانضباط والالتزام والتقيد بتعاليم الشريعة الاسلامية والاعراف والقيم المثلى والحميدة, والحرية في التعبير عن الرأي لابد لها من ضوابط وقيود واعتبارات شرعية وعقلية, خاصة اذا كان الرأي يتعلق بمصير امة وشعب او مصلحة ومنفعة عامة, اما الرأي الشخصي والرأي الذي لا يتعدى محيط صاحبه سواء العملي او الاجتماعي, فلا بأس ان يعطى المرء كامل الحرية للتعبير عن وجهة نظره شريطة عدم خروجه عن المألوف والقيم الروحية والعادات والاعراف الاجتماعية المثلى.ترديد ما يقال دون وعي هل يعد تعبيرا عن حرية الرأي؟- ان الترديد لكل خبر يسمع ويقال دون وعي وتبصر وبصيرة هو من باب النقل وليس ابداء الرأي او حريته, وبالتالي الناقل لكل ما يقال قد ينزلق ويقع في الاثم والباطل والظن بل ودرجة الشك, وعندئذ يجب التثبت والتروي فيما قاله ونقله, وقد وصف رب العزة والجلال فاعل ذلك (بالفاسق) ولهذا حرية التعبير عن الرأي تنتهي عند بداية حرية الآخرين. وكل رأي لا يصاحبه وعي وادراك وفهم للامور وابعادها ووزن للكلام ومعانيه ونظرة عميقة لما سيسفر عنه الرأي من نتائج وعواقب سواء حسنة وايجابية او وخيمة وسلبية, بلاشك هو رأي قاصر ولا يعد حكيما وموزونا ويعتد به.لماذا يتخذ بعضهم الفضائيات مطية لتمرير آرائهم المشبوهة؟- مما ابتلينا به في هذا الزمان هو استغلال بعض المنابر والفضائيات من ضعاف النفوس ومن اصحاب الاهواء المريضة والمرتزقة والمتسلقين على اكتاف الغير, وهذه عادة ذميمة درج عليها البعض منذ قديم الزمان حتى يومنا هذا, فكان الشعر والمجالس العامة والاسواق فيما مضى مطيتهم والآن اصبحت ثورة العلم والتكنولوجيا والاتصالات, وهؤلاء البعض ممن ليس لهم وزن في اوطانهم وليست لهم كرامة وعقيدة صافية واخلاق قويمة وغيرة وولاء على مصالح امتهم وشعوبهم, هم الذين دأبوا على اتخاذ الفضائيات كمنابر (جعجعة) تذر الرماد في العيون وتدس السم الزعاف للشعوب والامم, بدعوى حرية التعبير وشفافية القول والخطاب والحرص على مصالح الشعوب, ولهذا تجد ان آراءهم لا تتعدى دعوات الانقلاب على الحكام والسخرية من الحكومات والولاة بسبب وبدون سبب وفيها تشهير وقذف, وهذا لعمري لهو اكبر دليل على مفسدة رأيهم وقولهم.