صحيفة اليوم

محمد العلي

(ستجىء الحمامةوسألمح دورتها من هناسوف تبدو الخوافي من البعدبيضاءرماديةتتواثب في خفقات الجناحيناذ يهبطانهناوانامن مكاني الذي لا يرىربما كنت اهذيولكنستأتي الحمامةفأنا الاعرف الآن بالارض والريححتى وان كنت اعمى هناغافلانافلالا يراني احدمنذ سبع سنين ولا شىء يدخل في مكمنيلا احدغير ما نرسل الروحاو غير ما يتناثرني على كوة البرجحباوماء)سعدي يوسف 1991/10/26يمكن لخيالك ان يهمز جناحيه، بعد قراءة هذه القصيدة، ليعرف ماهي الرسالة الضائعة التي عناها سعدي في هذه القصيدة. لا سيما انه قالها في ظرف من احلك الظروف التي مر بها العراق. ويمكن لخيالك ان يصطاد كثيرا من المعاني التي يحتمل ان الشاعر ارادها ولكن تبقى الحماقة المفتاح الاقرب لترجيح احتمال محدد.ان الرسالة الضائعة هي (السلام) نعم السلام الذي ارسلته دماء الشهداء وسهاد المصلحين وكفاح الشعوب وكدح الحضارات. هذا السلام هو الرسالة الضائعة التي لم تصل الى الارض واهلها حتى الآن.لماذا لا يكون:(في الناس المحبة وعلى الارض السلام)؟لماذا؟هل مر عليك، على سمعك، سؤال غبي كهذا؟ هل تمنيت يوما، وانت في حديقة من التفاؤل، او في بركة (كأن سماء ركبت فيها) من النوايا الحسنة.. ان يهبط على الارض الامن والامان؟اذن: انت مغفل من الوريد الى الوريد. كيف تتمنى مثل هذا او تظنه في زمن حل به الايمان بالقوة محل كل القيم، وراحت عصابات المال والسلطة تتحكم في الارض حسب غرائزها البدائية، ومخلفات الغابات في نوازعها الضارية؟كيف تظن هذا او تتمناه في مجتمعات وضعت امامها صنما، وراحت تعبده بكل تضرع وخشوع وتشير لا بالكلمة، بل بالصواريخ وكل انياب التدمير؟شاعر سابح بين صخور مرجانية او انها من اللؤلؤ.. هو انت اذا فرشت آمالك في ضوء القمر ورحت تحلم بالسلام وبالمحبة وبالكبسة للجميع او الخبز للجميع.ولكن: لابد ان نحلم.بل ستجىء الحمامة.