هندسة الجينات
هناك ما يقارب من 5% من الاطفال المولودين في العالم يعانون الامراض الموروثة من الأبوين مثل امراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي والتلاسيما المنتشرين في جميع الدول العربية وكذا الهيموفيليا (سيولة الدم) وامراض القلب وتشوهاتها وتليف الرئه المنتشر في اوربا وامريكا وغير ذلك من الأمراض الوراثية الموجودة لدى الانسان ويشغل علم الوراثة وما ينتج منها من امراض حيزا كبيرا في مضمار الطب والبحوث والمعامل في كثير من الجامعات كما تصرف مبالغ طائلة لحل هذه المشكلة املا في ان يأتي اليوم الذي يحمل علاجا حاسما لمثل هذه الامرض فالانسان يولد ولديه مجموعة من الصفات والامراض المحمولة على جينات وهذه الجينات عبارة عن مجموعة من الاحماض الاميية مبنية بترتيب منظم فلو تغير هذا الترتيب المنظم وجاء حامض اميني في مكان الآخر فان وظيفة هذا الجين تتغير ويتغير بذلك كل شيء وقد يصاب المولود القادم بهذه التغيرات بمرض معين ويبلغ عدد الجينات الموجودة لدى الانسان بحوالي مائة الف جين موجودة على الحامض النووي ـ كما ان هذه الجينات محمولة ايضا على عدد من الكرومونات والذي يبلغ عددها حسب علم الوراثة 46 كروموسوما في كل خلية من خلايا الجسم ماعدا الخلايا الجنسية (الحيوان المنوي والبويضه) والذي يحمل كل منها 23 كرموسوما فقط، وعندما يتم اللقاء بينهما يكونان خلية كاملة من الاب والام بها 46 كرموسوما ومن خلال التقدم العلمي الكبير الذي حدث خلال السنوات الاخيرة في الهندسة الوراثية امكن معرفة الكثير من خفايا بعض الامراض الناتجة من عيوب وراثية والذي كان يعتقد في يوم من الايام انها غير قابلة للعلاج الا ان محاولات العلماء بدأت تصب حول استبدال الجين المريض بآخر سليم يستطيع بعدها ان يحيا الانسان حياة طبيعية حيث تعود الوظيفة الخاصة بذلك الجين الى طبيعتها ويعتبر هذا الاكتشاف بحق ثورة كبيرة في مجال الطب والوصول الى ذلك فان العلماء يعكفون حاليا على اخراج خريطة خاصة بجينات الانسان والتي قد تكتمل كما يعتقد مع حلول عام 2005م وسوف تحدد هذه الخريطة مدى ارتباط الجينات الوراثية الموجودة في الجسم البشري باسباب حدوث امراض معينة والتي هي مسئولة عن ذلك المرض سواء كان هذا الجين منفردا كما في حالة الأنيميا المنجلية او مجموعة من الجينات كما هو المعتقد في حالة حدوث السرطان ـ وقد تسابق العلماء في اكتشاف الجينات فمنهم من وجد جينا على الكرموسوم الاول له علاقة باحداث الشيخوخة وآخرون استطاعوا الوصول الى جينات وحاولوا توقيف اثرها للمحافظة على الشباب واعادة الحيوية للخلية وعلماء آخرون وجدوا مجموعة من الجينات مسئولة عن شيخوخة الجلد وترهله وقد يتمكن الآخرون من النظر في اعادة الشباب والحيوية للجلد ومنع تصلب الشرايين عند الشيخوخة وتجعل الانسان يبدو شابا مدى الحياة ومازالت الابحاث في هذا السبيل مستمرة.استاد طب الاطفالاستشاري امراض الدم والسرطان