المنطقة خزان بارود ينتظر شرارة .. وصوتنا الواحد يعين أشقاءنا العرب
افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مساء امس في قصر الدرعية بالرياض، اجتماعات الدورة الـ 27 للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية «قمة جابر»، حذرا من المخاطر التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت في وضع وصفه بـ «خزان مليء بالبارود ينتظر شرارة لينفجر». كما حذر من أن العراق في انحدار ويوشك أن يصل الى ظلام الفرقة والصراع المجنون بينما يقتل الأخ أخاه، ونبه الى سحب داكنة يعيشها لبنان تنذر بالأسوأ، كما حذر الأشقاء الفلسطينيين من مغبة خلاف خطير يقع بينهم، مشيرا ـ حفظه الله ـ الى أن فلسطين تعيش بين احتلال بغيض لا يعبأ برقيب أو حسيب ومجتمع دولي يتفرج. ووصف الواقع بين دول مجلس التعاون بأنه يحتاج الى وحدة الصف والكلمة حيث يلف غموض بعض السياسات والتوجهات، مؤكدا ـ أيده الله ـ على أنه بالصوت الخليجي الواحد نستطيع أن ندعم أشقاءنا العرب. وقد بدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الملك المفدى الكلمة التالية:بسم الله الرحمن الرحيم، الاخوة الاعزاء .. أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي .. أصحاب المعالي والسعادة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسعدني باسم الشعب السعودي وباسمي أن أرحب بكم في وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية داعيا المولى جلت قدرته أن يكون النجاح حليف هذا اللقاء وأن نخرج منه بنتائج ملموسة تكون عزا وقوة لخليجنا ولامتنا العربية والاسلامية وأود في بداية عملنا أن أتوجه بالشكر العميق الى أخي العزيز سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة على ما أبداه خلال رئاسة القمة من حكمة متمنيا له دوام التوفيق والنجاح. ولما كان هذا اول لقاء للقمة بعد وفاة أخينا العزيز صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الصباح أمير دولة الكويت تغمده الله برحمته فقد أطلقنا على هذه القمة اسم الفقيد الغالي لكل ما قدمه من جهود في خدمة التعاون الخليجي.أيها الاخوة الاعزاء ان هذا اللقاء السنوي يمثل فرصة لمراجعة ما أمكننا تحقيقه خلال العام الماضي وما لم نستطع لسبب أو آخر فالمراجعة عندما تؤخذ بمقاييس الواقع السياسي وبمعيار ما هو ممكن ستنتهي الى أننا حققنا منجزات لا بأس بها سياسيا واقتصاديا أما عندما تكون المراجعة بمقاييس طموحات شعوبنا وبمعيار ما هو ضروري في هذا العصر فسوف تنتهي الى أن كل ما توصلنا اليه لا يزال متواضعا وبعيدا عن تطلعات شعوبنا. إن المراجعة لا تعني اليأس أو الاحباط بل على العكس من ذلك فهي تجديد للعزائم وشحذ للهمم فكل الاحلام التي تبدو مستحيلة اليوم يمكن أن تكون غدا أهدافا في متناول اليد بعون من الله ثم بالنوايا الصادقة والجهود المخلصة.أيها الاخوة الاعزاء .. ان منطقتنا العربية محاصرة بعدد من المخاطر وكأنها خزان مليء بالبارود ينتظر شرارة لينفجر. إن قضيتنا الاساسية قضية فلسطين الغالية لا زالت بين احتلال عدواني بغيض لا يخشى رقيبا أو حسيبا وبين مجتمع دولي ينظر الى المأساة الدامية نظرة المتفرج وخلاف بين الاشقاء هو الاخطر على القضية .. وفي العراق الشقيق لا زال الاخ يقتل أخاه ويوشك هذا الوطن العزيز أن ينحدر في ظلام من الفرقة والصراع المجنون .. وفي لبنان الحبيب نرى سحبا داكنة تهدد وحدة الوطن وتنذر بانزلاقه من جديد الى كابوس النزاع المشؤوم بين أبناء الدولة الواحدة. وفي خليجنا هذا لا يزال عدد من القضايا معلقا ولا يزال الغموض يلف بعض السياسات والتوجهات. وفي غمرة هذه المشاكل ليس لنا إلا أن نكون صفا واحدا كالبنيان المرصوص وأن يكون صوتنا صوتا واحدا يعبر عن الخليج كله. بهذا الصف الواحد والصوت الواحد نستطيع أن نكون عونا للاشقاء في فلسطين والعراق ولبنان ودعما لأمتنا العربية والاسلامية في كل مكان.أيها الاخوة الاعزاء .. عندما نتحدث عن المواطنة الاقتصادية نجد اننا قطعنا شوطا ولا يزال امامنا الكثير حتى نستطيع القول اننا حققنا الوحدة الاقتصادية الكاملة وان المواطن الخليجي يعامل في كل الخليج كما يعامل في وطنه وان العقبات التي تسد الطريق عقبات حقيقية ولا احاول التقليل من اهميتها والتحفظات التي اعاقت المسيرة لم تجئ من دولة او دولتين بل كان لكل دولة نصيبها ان حلم الوحدة الاقتصادية يجب الا يغيب لحظة واحدة عن عيوننا فنحن بلا وحدة كيانات صغيرة تتأثر ولا تؤثر وبالوحدة نبقى قوة لا يمكن تجاهلها.أيها الاخوة .. بسم الله نبدأ وعلى هدي من الله نسير متوكلين عليه وحده انه نعم المولى ونعم النصير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.بعد ذلك القى صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت كلمة سجل فيها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على تسمية الدورة الحالية بـ «قمة جابر». وقال «إن دل على شيء فيدل على أصالتكم وعلى وفائكم لاخيكم الراحل الشيخ جابر الاحمد». وعبر سموه باسمه وباسم شعب الكويت عن الشكر والتقدير لاصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على هذه التسمية. وقال «نحن نعتز بها لأنها منكم وليس بطلب من عندنا .. فشكرا لك يا خادم الحرمين الشريفين ويا اخواني أصحاب الجلالة والسمو».بعدها بدأت أعمال الجلسة المغلقة لاصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويضم وفد المملكة العربية السعودية الرسمي في قمة جابر كلا من صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي ومعالي وزير المالية الدكتور ابراهيم العساف ومعالي وزير الثقافة والاعلام الاستاذ اياد مدني.وقد حضر الجلسة الافتتاحية اصحاب السمو الملكي الامراء ومعالي رئيس مجلس الشورى واصحاب المعالي الوزراء وأعضاء الوفود المرافقون لاصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدون لدى المملكة وأعضاء مجلس الشورى وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين ورجال الفكر والثقافة والادب والاعلام.
قمة مجلس التعاون بدأت أعمالها مساء أمس في قصر الدرعية
السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان
قمة مجلس التعاون بدأت أعمالها مساء أمس في قصر الدرعية
السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان