علي صالح السنني

علي صالح السنني

الانسان جوهر وروح يتجاوب مع الأحداث فيرق للضعيف ويألم للحزين ويحنو على المسكين، ويمد يده للملهوف، ينفر من الايذاء، وينبو عن الجريمة، ويصبح مصدر خير وسلام لمن حوله.. فيا ترى من هذا الانسان؟إنه الانسان الذي تعمق الايمان في قلبه، وسكن جسده ورأى نور الله أمامه وخلفه وفي جميع جهاته.. آثر آخرته على دنياه، يملك الدنيا ولا تملكه، حصيف راشد، لبيب حاذق.. اذا داهمه خطر أو نزلت به محنة التجأ الى الله الخالق البارىء المصور، فهانت مصيبته وزالت محنته وتملك أمره ايمان بالله وتصديق بقضائه وقدره..فهو المؤمن الواثق بربه في سرائه وضرائه بعزم لا يخور وهمة لا تنثني، ودافع لا يتوقف، فهو كالذهب الاصيل لا تزيده النار الا نقاء وصفاء يتلقى قضاء الله وقدره بالرضا والتسليم انه اليقين الصادق يقول أحد العلماء: (إن احساس المؤمن بحفظ الله له وأنه يستمع إليه اذا شكا ويجيبه اذا دعا ويأخذ بيده اذا كبا، ويمده اذا ضعف، ويعينه اذا احتاج ـ يملأ النفس سكينة وراحة ويخلق فيه القوة والعزم والثقة بالله والرضا عنه). قال تعالى: (أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).فالمؤمن اذا أصابه الضر لا يبتئس ولا يحزن ولا يخاف ولا يتخلى عن قيمه ومبادئه بل يكون ثابت الايمان، مستقر العقيدة ويعلم أن سنة الله في خلقه ألا يديم عليهم الضر بل يكشفه عن عباده قال تعالى: (سيجعل الله بعد عسر يسرا) وقال تعالى: (إن مع العسر يسرا) ويقول بعض العلماء في ذلك (ان اليسر لاينتظر العسر ولكنه مصاحب له وبهذا نقول قدر الله ولطف).فالإيمان بالله هو الأمن والأمان والرضا والاطمئنان قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).فدع قلبك يسكن وروحك تنشط وتوكل على الله فالأنبياء ابتلوا فكان الرضا قائدهم. وامتحنوا فكان الصبر رائدهم فالله مع المؤمنين في كل زمان ومكان وعند كل محنة وفي كل شدة. فنبي الله موسى عليه السلام حينما احدق به الخطر قال: (إن معي ربي سيهدين) والمصطفى صلى الله عليه وسلم قال: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وكل محنة مهما كبرت فلابد أن تصغر في عين المؤمن.. فإيمانه يرتعه أمام كل حدث وخطب.. فوجود المؤمن في رحاب الله وكنفه.. مؤمنا بقضائه وقدره، راضيا بحكمه. مطمئن النفس معلقا الآمال بالله لا خوف إذا ولا فزع ولا جزع.. إن أمر المؤمن كله خير.