د. اسامة شبكشي

عزيزي رئيس التحريرفي اطار جهود وزارة الصحة لاقرار برنامج الفحص الطبي قبل الزواج.. فان الحقائق القائمة على ارض الواقع تؤكد ان هذا البرنامج ستكون له آثار ايجابية عديدة يمكن تلمسها في الحاضر والمستقبل.. فالمتابع لحالات المرضى من الاطفال الذين يولدون نتيجة زواج بين الاقارب.. يشهد على مقدار المعاناة والالم الحقيقيين واللذين يرافقان هؤلاء الاطفال وربما لفترات طويلة من اعمارهم.. ومن الواجب ان يترافق كل جهد اعلامي او توعوي تنوي هذه الوزارة مشكورة القيام به تجاه المواطنين.. ان يأتي مترافقا مع الحقائق الطبية والعلمية التي تعزز من اقبال الشباب والشابات على الزواج من الاختيار طوعا واجراء الفحوص الطبية اللازمة حتى يتأكد كلاهما من عدم وجود اي موانع مرضية اومؤشرات وراثية قد ينتج عنها ما يجعل ابناءهما مرضى او لا يتمتعون باللياقة والصحة التامة.ومن المؤكد ان اجراء الفحص اللازم قبل الاقدام على الزواج يعني بالضرورة الوقاية من اي احتمالات مستقبلية وكما قيل فان الوقاية خير من العلاج خصوصا اذا كان في نية الشاب المقبل على الزواج.. الاقتران باحدى قريباته سواء من جهة الام او من جهة الاب لان من الثابت ان اسهل الطرق لنقل الامراض - لا قدر الله - انما تنقل عن طريق الزواج بالاقارب مثل مرض فقر الدم المنجلي فهو مرض وراثي تقول بعض الدراسات بانه ينتشر بشكل كبير في المنطقة الشرقية في المملكة.وانطلاقا من هذا الواقع المحزن فان على الاسر والشباب من الجنسين تحديدا الذين نالوا ولله الحمد قسطا وافرا من الثقافة والعلم مما يعينهم على الاخذ بالاسباب وتحري الصواب في الاختيار. ولعل ديننا الحنيف قد اوصى بضرورة التعارف الذي يتأسس عن طريق اكتساب العلاقات الجديدة التي من اهم اوجهها التزاوج والمصاهرة فالزواج من بطون بعيدة او بين اسر ليس بينها قرابات رحم له فوائد عديدة من اهمها بناء اجيال جديدة تكون - باذن الله - اكثر قوة ومعافاة ونجابة. ان الثقافة الصحية تعد مطلبا ضروريا لجميع السكان وبصفة خاصة لأهلنا في المناطق والهجر البعيدة حيث ان التمسك بالعادات والتقاليد ومن بينها زواج الاهل يعتبر اقوى مما في المدن الكبيرة.. فلابد من تكثيف الجهود الارشادية التي يجب ان تكون بوسائل اكثر ملاءمة واشد تأثيرا حتى يفهمها اولئك الذين لم ينالوا قسطا من العلم او المعرفة.. واخيرا فليبارك الله في جهود حكومتنا الرشيدة وجهود وزارة الصحة ونسأل الله العون لمعالي وزير الصحة الدكتور اسامة شبكشي واعضاء وزارته فلهم الشكر.فهد بن عبدالله العتيبيالدوادمي