د.عبدالمنعم محمد القو
لم يعد الأمر مستغربا زيارات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية - حفظه الله- إلى المنطقة الشرقية باعتبارها تمثل نهجا سار عليه العديد من قادة البلد بين الحين والآخر، إلا أن اللافت للنظر في هذا السياق تواضع وتعشم سموه الكريم رغم الأحداث الجسام التي تمر بجارتنا العراق وما تمثله من هاجس أمني كبير على المستويين الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى المسئوليات المنوطة بسموه في وزارة الداخلية حيث يأبى إلا مشاركة المواطنين افراحهم كرعايته للمخترعين السعوديين الثاني وأسابيع المهنة، وكما أعلن في (اليوم) عن نيته لرعاية حفل تخريج الدفعة الثامنة عشرة من مدارس الظهران الأهلية الشهر القادم.إن شخصية بحجم طموحاته تحمل بين أكتافها هموما جساما تتمثل بعضها في البحث عن فرص كريمة للعيش الرغيد للجيل الناشىء في وطنهم من بين الوافدين والمتسترين عليهم من بعض المحسوبين ليمثل أمانة عظمى نأت عن حملها الجبال الشامخات، فكيف الحال بابن آدم الضعيف ببدنه القوى بإيمانه بالله عزوجل المطلعة بأن صرخات بعض الفقراء والعاطلين اليانعين تسبب حالات اليأس عندهم والإحباط الدائم إلى جنايات أمنية لاقتناص لقمة سهلة وان كانت محرمة شرعا وعقلا وقانونا، ان كل تلك كافية أن تحول حواس سموه إلى مشروع طموح يغالب الزمن ليرى النور ولو بعد حين.كما أن تنامي خريجي وخريجات الثانويات الأهلية والحكومية الذين سيهلون هذا العام وأفواج خريجات وخريجي الجامعات الذين يتم رعاية حفل تخرجهم في كل مدينة ليتطلعوا بنظرة بصيرة لمستقبل واعد يمزجونها بإصرار سموه على إحلالهم أولا مهما أرجف المشككون.إن المنطقة الشرقية لتشجو أنسا وتطرب سعادة بقربه منها لترى أن إطلاق اسم سموه الكريم على طريق الظهران الموصل إلى الخبر وبخاصة عقب تجديده رد للجميل تجاه الخريجات والخريجين، وهو قليل لا يفيه حقه.ومن جانب آخر ذي صلة، فان التسمية الجديدة لطرق المنطقة رغم الملايين العشرة والجهد الذي قيل عنه في الصحف ليرى النور، إلا أننا نعتقد أن به ثغرات حيث تم التأكيد على مسميات رقمية تبدأ بالشارع الأول ثم الثاني إلى أن نصل إلى الثامن والعشرين ثم إلى أرقام فلكية في العقود القادمة لا نعلم مداها بحيث تصعب على المواطنين والزائرين تذكرها وتحديدها، وهو نهج ليس بالمبتكر،إذا سنته الرئاسة العامة لتعليم البنات إبان فترتها المنصرمة على العديد من مدارسها وفقا لهذا التسلسل الرقمي الأرعن.ولو رجعنا إلى الشرع والعرف المتوارث والمنطق الحديث لرأينا نماذج تسميات لمزارع واستراحات وابل وقصور وعيون مائية باسماء آدمية وليست برقم واحد واثنين.فهلا أكملتم صنيعكم بإحلال تسميات يفتخر الناس بها وتظل لهم عبرة ونبراسا وقدوة كما فعلتم من خلال تسميات جميلة أمثال شارع أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان والملك عبدالعزيز والملك سعود وغيرها، ورحمتموهم من أرقام الديجتل في مدن الدمام والثقبة والخبر بالذات.