صحيفة اليوم

علاقة معكوسة أكدتها دراسة بين الاناث والذكور

اظهر تحليل جديد لدراسة كبرى حول التغذية في مرحلة الطفولة ان الفتيات اللواتي يبلغن النضج الجنسي في وقت مبكر هن اكثر احتمالا بان يكن سمينات اكثر من الفتيات الاخريات. في حين ان الفتيات اللاتي يبلغن مبكرا هن اقل احتمالا بان يكن أسمن من الذكور الآخرين.وقد نشر التحليل الذي اجرته الدكتورة يوفاوانغ استاذة الوبائيات التغذوية في جامعة ايللينوي في شيكاغو في مجلة Pediatrics.ومع ان دراسات سابقة اشارت الى ان النضج الجنسي له صلة بالسمنة عند الاناث لم تكن هناك اية صلة معروفة حتى الان بين الذكور ويلقي اكتشاف العلاقة المعكوسة بين النضج الجنسي والسمنة عند الفتيان اضواء جديدة على هذه المسألة ويوفر ادلة اضافية الى تأثير النضج الجنسي على البدانة.وحسب وانغ، استاذ التغذية البشرية في الجامعة، يحتمل ان يكون الفارق الذي لوحظ بين الاناث والذكور على صعيد النضج الجنسي والسمنة، له صلة بالتطور البيولوجي ففي الفتيان على سبيل المثال تبين ان اولئك الذين ينضجون في وقت مبكر هم اطول قامة بكثير ولكن ليسوا اكثر وزنا من اترابهم الذين يتأخرون في النضوج او ينضجون في المرحلة المتوسطة، وبالمقابل كان للنضج الجنسي المبكر عند الفتيات علاقة بطول القامة والوزن الزائد.وتقول وانغ: يوحي ذلك بان النضج الجنسي قد يكون له اثر بيولوجي على النمو الزائد عند الفتيان والفتيات. وفي مرحلة عملية نمو الفتيات قد تكرس طاقة اكثر في اتجاه طول القامة من بناء الانسجة الدهنية، في حين انه بالنسبة للفتيات اللواتي ينضجن في مرحلة مبكرة فالارجح انهن يختزن طاقة اكثر بشكل انسجة دهنية.وقد درس التحليل الجديد مسألة السمنة الطفولية بتخمين قوام الجسم والنضج الجنسي المبكر بين 1501 فتى و520ر1 فتاة تتراوح أعمارهن بين ثماني سنوات و14سنة. وكان هؤلاء قد اشركوا في الدراسة الثالثة للفحص الصحي والتغذوي الوطني التي استمرت من العام 1988 الى العام 1994 والتي اجريت باشراف مركز مراقبة الامراض الوقائية ولم يتناول التحليل الذي اجرته وانغ الاطفال الاصغر والاكبر سنا من تلك الفئة في الدراسة.وقد صنفت وانغ الاطفال كـ(ناضجين مبكرا) اذا وصلوا الى درجة معينة من النمو الجنسي في مرحلة مبكرة من زملائهم في الدراسة. وللتدقيق في العلاقة بين النضج الجنسي والسمنة اجريت تعديلات حسب العمر والعرق ومحل الاقامة ومدخول العائلة والغذاء والنشاط البدني.وقالت وانغ ان الدراسة الجديدة تشير الى ضرورة اجراء المزيد من التحقيقات حول العلاقة السببية بين السمنة وتوقيت النضج الجنسي وتطور السمنة، اضافة الى اثر العوامل البيئية والاجتماعية والسلوكية على الفارق بين الجنسين. واشار وانغ الى ان دراسته قامت على معطيات مقطعية ولاتستطيع ان تقيس الناحية السببية.ويشار الى ان منظمة الصحة العالمية قد ذكرت ان ازدياد السمنة بين الاطفال والمراهقين هذه هي مشكلة صحية عامة في الولايات المتحدة والعالم. وتقول وانغ ان فهم العلاقة اكثر بين النضج الجنسي والسمنة له تداعيات سريرية مهمة.ويضيف وانغ: ان هذه المعرفة يمكنها ان تساعدنا على تطوير نقاط استرشاد مناسبة لاجراء القياسات وارشادنا في استخدام اساليب وموارد فعالة اكثر من الوقاية من السمنة في مرحلتي الطفولة والمراهقة، والتحكم بها. وكالة الانباء الالمانية