شبابنا: معرفة متدنية ومحتوى ثقافي فارغ لماذا؟
عزيزي رئيس التحريريعاني الكثير من شبابنا السعودي عدم وجود التوجيه السليم لهم سواء من قبل بالأسرة او وسائل الإعلام مثل القنوات الفضائية العربية تجاه أمور كثيرة ايجابية, ولعل أهمية هذا التوجيه خاصة من قبل الوالدين في تربيتهم التربية الصالحة وتنشئتهم على الصراط المستقيم ينبغي ان يتم مع البدايات الأولى لمرحلة المراهقة التي يمر بها كل شاب لانها تعتبر أخطر مراحل العمر للانسان فمنها اما ان يسلك مسلكا قويما او منحرفا.اننا نجد العديد من الشباب مهتما بالاطلاع على كل معرفة جديدة في شتى نواحي الحياة وزيادة تحصيله العلمي والأدبي والمعرفي سواء أكان ذلك عن طريق قراءة المفيد من الكتب والمجلات الثقافية او تصفح مواقع شبكة الانترنت التي تعنى بتثقيف الشباب, او عن طريق متابعة القنوات الفضائية التي تقدم برامج ثقافية واجتماعية وعلمية مفيدة, وما نلاحظه على هذا النوع من الشباب حرصهم الشديد كذك على حضور الفعاليات الثقافية من محاضرات وندوات وغيرها مثل تلك التي تنظمها الجهات التعليمية والجمعيات الخيرية وبعض الجهات الأخرى مشكورة لما فيها من استفادة معرفية. وهنا ينبغي علينا ان نشيد بجهود هذه الجهات التي نسعى بالتأكيد من وراء تنظيم هذه البرامج والأنشطة الفاعلة الى توعية الشباب وتثقيفهم واستغلال أوقات الفراغ لديهم.ومن ناحية أخرى هناك فئة من الشباب السلبي الذي يقاطع بشدة كل نشاط ثقافي نجدهم يغلب على تفكيرهم أمور سطحية تصل لأدنى المستويات من حيث اهتمامهم وحرصهم, فمثلا نجد بعضهم مدمنا على سماع الأغاني والموسيقى لا تفارقه اينما ذهب, كما انه يحرص كثيرا على مشاهدة الحفلات الغنائية والمهرجانات في التلفاز, بل انه يتكلف كثيرا من أجل الذهاب لحضور هذه الحفلات حتى وان كانت في مناطق او دول بعيدة فهو يتكلف عناء السفر من أجل مشاهدة نجمه المفضل وجها لوجه.وهنا يتضح لنا جليا الفرق الشاسع بين هاتين الفئتين من الشباب فالفئة الأولى تحرص على زيادة اطلاعها وكسب المزيد من المعارف (وبالمجان) فالمحاضرات والندوات مجانية, بينما الفئة الأخرى تدفع أموالا طائلة من أجل حضور حفلة او سهرة لبعض الساعات وفي النهاية لا توجد استفادة تذكر من ذلك كله سوى تدني المستوى المعرفي والعلمي لدى هذه الفئة.ونحن عندما نشيد بالجهود التي تبذلها بعض الجهات التي تقوم بتنظيم النشاطات الموجهة للشباب في بلادنا, ينبغي ان نعتب على القائمين على تنظيم (الحفلات الغنائية) فهم سبب مساهم في انخفاض مستوى المعرفة والثقافة العامة لدى هؤلاء الشباب, فما الذي يجنيه شبابنا من هذه الحفلات؟ أليست عبارة عن صراخ وتصفيق ورقص وتلويح بالأيدي والغتر!! هذا ان لم يكن فيها حالات إغماء ووفيات!!كما انه بدأنا نلحظ مؤخرا حضور حتى الأطفال لهذه الحفلات الصاخبة لتي تمتد لساعات متأخرة من وقت الليل ان لم تتخط الفجر, وانا مندهش جدا في أمر بعض الآباء حيث يصطحب بعضهم ابناءه لمثل هذه الحفلات!!كما ان هناك عدد كبير من المهتمين بالرياضة يشجعون شبابنا المغرم بالأغاني على حضور الحفلات, فمثلا عندما يحرز احد الأندية الرياضية بطولة ما يقوم احد محبي النادي باستقطاب اشهر المطربين لاحياء حفلة خاصة للنادي وجماهيره. هذا فقط مثال واضح أمامكم أعزائي القراء لتدركوا ان هناك من يشارك بعض شبابنا في تدني معارفهم وتحصيلهم الثقافي والمعرفي.ختاما: اتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت, والله من وراء القصد. أنور بن عبدالعزيز المغلوث الاحساء