سيف الحارثي - الرياض

محمد بن دخيّل له الريادة في الصحافة الشعبية وأنا العميد

إعداد أسئلة لحوار شاعر وإعلامي بقامة راشد بن جعيثن ليس بالأمر الهين , فتجربته الطويلة في مجال الشعر والصحافة الشعبية والإعلام تجعل من الصعب على أي محرر الإحاطة بكل الجوانب المهمة وتسليط الضوء عليها , غير أننا في هذا الحوار خرجنا بفوائد مرضية بالنسبة لنا من خلال إجابات بن جعيثن الصريحة والمباشرة . مع هذا الزخم الكبير للفضائيات المهتمة بالشعر إلا أنك ما زلت بعيداًً عن التواجد بها , فهل هذا العزوف منك شخصياً أم من القنوات نفسها. وما نسبة رضاك عن طرق تعاطيها مع الشعر والتراث؟الفضائيات ظاهرة صحية جاءت محملة بهموم الظهور الإعلامي والتكسب وأقصد به المادي ( البزنس ) !! ومعظم القائمين عليها لا يخدمون ايجابيات المنهج بل المسألة لا تخرج عن كونها مسألة حضور مطرز بالبهرجة , وذلك إنزلاق يتدحرج نحو الأسفل لأن مثل هذا التوجه خسره الشعبي في معركة المجلات المتخصصة بالشعر الشعبي , مع يقيني بأن غياب المنهج عن العطاء يصبح مكشوف ومن ثم يسأم الناس متابعته وذلك ما حصل بالضبط لبعض الفضائيات التي تتبع منهج الضحك على الذقون !! وبالتالي يكون هذا الأمر غير سار لمن يتطلع إلى خدمة الموروث الشعبي عامة من خلالها .أما أنا فلست عازفاً عن الظهور ولم أمض بدعوات القائمين عليها ولكنه الإيثار الذي له منزلة في نفسي , وهاهي اعمالي تعرض ما بين فترة وفترة على القنوات الفضائية . من خلال متابعتك مسابقة ( شاعر المليون ) ما تقييمك لها ؟ وهل ما تقوم به لجنة التحكيم من نقد مناسب للقصيدة الشعبية؟شاعر المليون فكرة جميلة لو نفذت بشكل أفضل , ويكفي أن شاعر المليون أبرز قدرات السعيد والمسعودي وأتصور أنه مستقبلاً سيكون لمسابقة شاعر المليون طابع آخر إذا تجرد أو جرد من التكسب المادي من خلال تصويت المشاهدين .- هل ستوافق لو عرض عليك أن تكون ضمن لجنة تحكيم مماثلة في مسابقة شبيهة بشاعر المليون؟ ولو أتيح لك اختيار أعضاء اللجنة من سترشح؟كل عمل أدبي مثل لغز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شرف لكل مثقف شعبي يكون من ضمن أعضاء لجنته , ولو كلفت باختيار لجنة لاخترت من هو على قدر كاف من معرفة أسرار الشعر العربي والشعبي . ما الذي تغير في صفحات الشعر بمجلة اليمامة بعد التطوير الأخير؟ وهل ما زال يشكل لك إظهار العدد الأسبوعي عبئاً صحفياً ؟تغير الوعي ودخول الثقافة الشعبية وفق ما يقتضيه المنهج لأن المفاهيم تطورت والمد الحضاري استيقظ بين احضان التقنية والتقنين العلمي , أما بالنسبة للعدد الأسبوعي فهو لا يشكل عبئاَ لأنه عمل عادي جداً ويسير علي . أنت احد أعضاء لجنة لغز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي ينشر كل عام , فهل القصيدة المنشورة بمجلة المختلف حالياً للشيخ محمد والمطروحة كمسابقة هي تابعة لمسابقة لغز هذا العام؟اللغز يطرحه الشيخ محمد كل عامين وقد حقق الغرض من طرحه وهو تقريب الفجوة بين اللهجات الإقليمية , والشيخ محمد يطرح دائماً وأبداً مسابقات يصرف عليها الملايين خارج نطاق اللغز , وقد طرح ذلك كثيراً باليمامة . - لماذا حتى الآن لا يوجد بمدينة الرياض جهة محددة تختص برعاية أنشطة الشعر والشعراء؟ ومن المقصر في هذا الجانب؟أننا لسنا بصدد تحقيق ذلك خاصة ان المؤسسات العلمية والعسكرية تهتم بهذا الأمر مثل جامعة الآداب سابقاً ومهرجان الجنادرية حاضراً وأيضاً جمعية الثقافة والتراث آنذاك , ولكننا بصدد المطالبة بكرسي جامعي للأدب الشعبي . هل حاولت في فترات معينة العمل على إعداد برنامج تلفزيوني للشعر الشعبي يكون على مستوى راق من الطرح؟ وبرأيك ما هي مشكلة التلفزيون السعودي مع الشعر الشعبي ؟في الحقيقة لم أحاول إطلاقاً بل طلب مني تقديم برنامج تلفازي واعتذرت لأن ذلك يتطلب مني وقتا لا أملكه , أما الإذاعة فقد قمت بإعداد برنامج «شعبيات» وحقق رضا كبيرا ولكن لم استطع الاستمرار في تقديمه بسبب ظروف مشاغلي. ما مدى قبولك للرأي القائل بأن شعراء هذا الجيل تفوقوا في إبداعاتهم وتألقهم على الجيلين السابقين لهم؟إذا كان ذلك واقعاً فالفضل يعود إلى الحضارة الثقافية والفكرية . عمادة المحررين الشعبيين ما زالت حائرة بينك وبين محمد بن دخيل العصيمي كونه أول محرر شعبي وأنت أقدم محرر شعبي ما زال يمارس الصحافة؟ فمن منكما العميد؟الزميل الرائع محمد العصيمي رائد في مجاله أما صحافة الاللتزام والثبات على مدار ثلث قرن فالرأي لكم . هل تعتبر نفسك متابعاً جيداً لصفحات ومجلات الشعر؟لدي أرشيف كامل بالصفحات الشعبية والمجلات وكل المستجدات . ما موقفك من بعض محرري الصفحات والمجلات الشعبية الذين ادخلوا عنصر الواسطة في نشر قصائد الشعراء على صفحاتهم؟يواجه المحرر الشعبي في بداياته صعوبة في الفهم الصحيح لما يجب عليه في هذا العمل لذلك قد يدخل الواسطة في عمله , ولكن مع التجربة والممارسة في المستقبل سيصبح قادرا على التمييز ما بين الشاعر المبتدىء القادر على الاستمرار وإثبات وجوده والشاعر الذي لن يستطيع الإستمرارية وإثبات الوجود , ثم إن المحرر الشعبي لا بد أن يتصف بالأمانة في عمله فقد أوكلت إليه المصداقية في العمل والتي لا تكون دون احترام ذائقة القراء والتميز بالأمانة معهم . لماذا يعتبر البعض الشعراء الشباب المعاصرين بعيدين عن الرومانسية في أفكار ولغة قصائدهم؟لأنهم تعلموا الزعيق والشتيمة في تركيب مهام لغة القصيدة . ما رأيك في منهج الحداثة في القصيدة الشعبية؟لا شك أن شعر الحداثة ظهر من القرن الثامن عشر وهو يهدف إلى ما يسمى بتفجير المفردة حتى ينتج عنها إبداع ومعان جميلة ولكنه أثبت فشله في الوقت الحالي حيث اصبح بعض الشعراء يقوم بتفجير المفردة فينتج عنها معاني جديدة لا يفهمها الناس ولا يفهمها الشاعر نفسه قبل ذلك فهي لا تدل على شيء مفهوم . ما سبب ابتعادك عن أنشطة الشعر بمهرجان الجنادرية في السنوات الأخيرة؟بالنسبة لابتعادي عن مهرجان الجنادرية فهذا يعود إلى أنه ليس لدي ما يمكن تقديمه بعد خمسة مواسم كانت ناجحة بشهادة الجميع .
الشيخ محمد بن راشد
محمد بن دخيل العصيمي