سجدي الروقي

اسعد اسماعيل بخاري معلم للصف الاول الابتدائي، يغادر كل صباح منزله وهو حامل معه الهدايا والحلوى وحب كبير لاطفاله الصغار اقتطع جزءا من راتبه الشهري لشراء الجوائز لكل تلميذ مميز وجعلها دافعا لمن هو اقل مستوى من زملائه، وتكون الجوائز القيمة والمكلفة في نهاية العام الدراسي، معلم اخذ مكانة كبيرة في نفوس صغاره وهو حيز بسيط يفشل كثير من المعلمين في الحصول عليه، يستغل الدقيقة لتوصيل أي معلومة من خلال الضحك والقصص في أي مكان يرى ان التلميذ جاهز لاستقبالها حتى امام باب المدرسة كان يقف واياهم امام سيارته الجديدة ليشرح لهم مميزاتها او ان يشرح لهم ضرر اطعمة الباعة الجائلين الواقفين حول المدرسية او ان يعلمهم الطريقة المثلى لعبور الطريق، اجاد الوصول الى قلوبهم فأنجز جزءا كبيرا من رسالته لانه يرى انه يحمل رسالة سامية و يطرد كل جاثوم يقول له قف فأنت موظف اجير.اسعد بخاري لاينتهي عمله بانتهاء اليوم الدراسي يعود الى منزله في المساء وهو ينتظر أي مكالمة هاتفية تساعد في تهذيب تلاميذه وتوضيح كل مايشكل عليهم بعد ان اعطى رقم هاتفه الجوال لكل التلاميذ من اجل الاتصال به في أي وقت لسؤاله من قبل اولياء الامور عن درس لم يفهم او واجب لم يكتب ولم يقف الامر عند هذا الحد فعندما يتعذر الاتصال على ولي الامر كان المعلم يبحث عن منزل أي تلميذ يرى ان الامر يستدعي الوصول له قبل فوات الاوان.. واحيانا يبادر هو بالاتصال اذا رأى ان الامر يستدعي ذلك.هو معلم بكل بساطة اتخذ رسالة الخليفة المأمون لمعلم ابنائه نهجا واسلوبا عندما قال له (انتبه فان عيونهم معلقة بك).معلم وليس موظف بلدية اسعى لان احظى منه بمنحة او رخصة او ان يغض الطرف عن مظلة لسيارتي تربعت في وسط الشارع وليس موظف صحة بامكانه تمرير موعد طويل الاجل لاسناني المتآكلة، وكما كتبت صحيفتي عن المعلم الوافد الذي اجبر طالبا على تقبيل قدميه وآخر كان يشرح الدرس وهو رافع قدميه في وجوه طلابه والمعلمة التي مررت السكين على السنة طالباتها من اجل ان تعرف من التي سرقت جوالها وآخرون واخريات، اليس من الانصاف ان نكتب عن كل ماهو جميل لقطاع كبير ومهم شيد معالمه ووضع لبناته اول معلم في تاريخ المملكة الحديث المغفور له باذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز.مناجاة:إلهي.. وعزتك ما عصيناك اجتراء على مقامك، ولا استحلالا لحرامك، ولكن غلبتنا انفسنا وطمعنا في واسع غفرانك.Sajdi_sms@hotmail.com