الهفوف ـ اليوم

أم أحمد لاتزال تبيع 'الطواقي' عند القيصرية

لم يبق شيء من سوق القيصرية بعد احتراقه ذات خميس من شهر شعبان من عام 1422هـ الا بقايا من رائحة العود الجاوي ودهن العود الهندي وأم احمد التي تعرض (طواقي) كويتية تصنعها بيدها في منزلها لتبيعها الى جانب ما تبقى من السوق المحترق. القيصرية لا يعني مجرد سوق يبيع فيه ويشترى منه اهل الاحساء ومناطق اخرى من داخل وخارج المملكة كل شيء واي شيء، بأسعار تبدو رخيصة ومعقولة مع هامش ربح معقول للبائع.. بل هو جزء من ذاكرة تاريخ هذه المحافظة التي تعشق التاريخ والتراث والعيش فيه.ويبدو لي ان أم أحمد وبعض زميلاتها البائعات في السوق او ما تبقى منه، أو الاخريات اللائي انتقلن الى الموقع الذي خصصته لهن بلدية الاحساء بالقرب من سوق دعيدع هؤلاء هن جزء من تاريخ هذه المحافظة ولنتعرف على بعض جوانبه استغللنا دقائق لم يكن فيها زبائن لنسأل أم أحمد.وراثة@ منذ متى بدأت تبيعين الطواقي؟- منذ 20 عاما تقريبا@ ولماذا بيع الطواقي وليس غيرها من الأغراض؟- ورثت هذه الشغلة من امي التي كانت تخيطها في المنزل وتأتي الى القيصرية لتبيعها وكنت اشاركها في البيع الا انها توفيت - يرحمها الله - فحللت محلها.حاجة@ وهل البيع لديك هواية ام مهنة؟- لا هذا ولا ذاك.. بل حاجة فانا ارملة انفق على عدد من الايتام وهذا الشغلة توفر لي الرزق الذي كتبه الله لي.من 100 إلى 150 ريالا@ وعلى كم تحصلين يوميا؟- بين 100 الى 150 ريالا@ مكسب ام بيع؟- يا ليته مكسبا بل هو بيع@ وكم الربح الصافي؟- بركة من عند اللهصبحا وعصرا@ كم يوما تأتين الى هنا في الاسبوع؟- كل يوم وفي الصبح والعصر وابقى هنا الى ان يحين اذان العصر.@ وكيف تأتين الى هنا.. مشيا؟- لا.. بالتاكسي وادفع له 20 ريالا كل يوم.طواقي كويتية@ ما انواع الطواقي التي تبيعينها؟- الطواقي الكويتية (المدبجة) التي يفضلها الكثير من المشترين.زبائن دائمون@ هل لديك زبائن دائمون؟- نعم.. لدي زبائن يتعاملون معي بشكل دائم يأتون فاذا وجدوا العدد والحجم المطلوبين اشتروا واذا لم يجدوا يحجزوا وهم من كل مدن وقرى الاحساء بالاضافة الى زبائن من مناطق اخرى وبعض دول الخليج.وين اروح؟!@ هل تفكرين في ترك هذه الشغلة؟- وين اروح اذا تركتها؟ وكيف اصرف على اسرتي؟@ هل تنصحين احدا من اسرتك تعرفينه بامتهان هذه الشغلة؟- لا انصح احدا بمجرد التفكير في بيع الطواقي فهي شغلة متعبة سواء في الخياطة او البيع اما اقربائي فهم بخير والحمد لله ولا يحتاجون الى المبالغ الضئيلة التي توفرها هذه الشغلة.حريق القيصرية@ كيف اثر حريق السوق عليك؟- كادت تبكي ثم قالت: القيصرية مكان احبه ليس لانني ابيع واكسب الفلوس بجانبه ولكنني احبه كمكان عشت فيه سنوات طويلة وفيه اشياء كثيرة تذكرني باشياء احبها وهو يذكرني بامي وبصاحباتي اللائي كن يبعن معي ومتن او مرضن فتركن البيع، الله على ريحة القيصرية، على الناس الداخلين والطالعين منه، على اصوات الباعة، وهم ينادون على المشترين على زراقينه (ازقته) الضيقة.لن انتقل@ الا تفكرين في الانتقال الى سوق النساء الذي أسسته البلدية لكن؟- لا@ لماذا؟- لانني احب القيصرية ولن اتركه الا الى القبر@ ولكن المكان هناك افضل من هنا- من قال ذلك، بعض من انتقلن الى هناك تركنه وبعضهن عاد الى هنا.@ أم أحمد ما اسمك؟ وكم عمرك؟- ضحكت ثم قالت: ويش يهم الجريدة والناس ان يعرفوا اسمي ولكنها سألتني وهي تشير الى ان المقابلة انتهت:@ متى ستنشر كلامي؟- قريبا يا أم أحمد.. قريبا