صحيفة اليوم

كلمات ما بعد الرحيل

عزيزي رئيس التحريرفي ذكرى العام الجديد الذي نعيشه مازال في صدورنا الكثير وما زالت مساحة الحزن تحتل مكانا بارزا لها.. ولو كنا نملك إدارة عجلة الزمن للوراء لفعلنا حتى ولو كلفنا ذلك كل كنوز الدنيا.. ولو كنا نعلم ان العام المنصرم سيحمل معه هذا الجبين الطاهر لتضرعنا الى الله بقلوب ذليلة وعبرة طويلة ان يحفظه بيننا.. ولكن إرادة الله التي لا نملك إلا الخضوع لها شاءت وانتقل أبي الى مولاه الحق فرضينا بما قسم لنا وكلنا ايمان بقضاء الله وقدره ضارعين اليه ان يخفف عنا مصيبة الفقد ولوعة الفراق. نعم لقد رحل أبي ليحرمني من وجهه الصبوح ومن تهنئة كنت اعددتها له بالعام الجديد.. رحل وترك خلفه قلوبا ما زالت تنبض بحبه واعينا لم تجف دموعها من البكاء وألسنة تلهج بالدعاء له. رحل من كان في حياتنا مشعلا وضاء ونبراسا نحتذي به في حياتنا.. كم قاسية تلك الكلمات حينما تنساب من القلم لتسطر تاريخا من الأبوة المثالية وواحة من الحنان النادر.. وكنزا من النصائح الهادفة. لقد اوصيتنا ياأبي بحسن استقباله والتهيؤ له واغتنام فرصه وأوقاته والتزود فيه من طاعة الله وذكره والتقرب اليه.. ما زلت اتذكر تلك الكلمات التي وجهتها الينا في مطلع العام الجديد. حكاياتك عن كفاح الماضي ومثابرتك من أجلنا ومن أجل ان توفر لنا الحياة الكريمة كانت هي دافعي في الحياة. لقد بذلت وبذلت الكثير من أجلنا ولم تتوان لحظة في اسعادنا ولم تدخر جهدا لتحقيق راحتنا.. عانيت كثيرا لأجلنا في الصغر وفي الكبر.. أحسنت التربية وعلمتنا الكثير عن الحياة.. فخرجنا اليها وفي صدورنا الخوف من الله وفي قلوبنا جلد وفي عقولنا الحكمة والاناة. أبي حتى بعد رحيلك المفاجىء منحتنا الذكرى الحسنة والسيرة الطيبة وحب الناس لنا.. سامحني أبي فقد اشتقت اليك.. الى دفء حضنك وعذب حديثك وضحكتك التي كانت تملأ قلوبنا وتروي ظمأ عروقنا وتمنحنا الزاد للانطلاق في الحياة. ها هي الأيام تمضي والأقدار تجري بنا وليس لنا إلا الصبر والاحتساب.. كم هي قاصرة عباراتي وكلماتي الثكلى وأحرفي الجوفاء.. امام قلبك المعطاء ويدك الحانية وكلماتك الطيبة. أبي ماذا أقول لك وقد علمتني قوة الاحتمال وقول الحق والصدق مع الله ومع الناس.. ومنك تعلمت طاعة الله فهي السبيل للنجاة والفلاح في الدارين. ليس لي سوى ان أدعو الى الله ان يتغمدك برحمته ويسكنك فسيح جناته ويمتعك برياضه وان يجمعنا بك في مستقر رحابه وان يحفظ لنا شمعة الدفء في حياتنا (أمي الحبيبة)انك على ذلك لقدير.شايعة صالح المسعود